التلسكوب العملاق يرصد كويكباً صغيراً عن طريق الصدفة

واشنطن‭ (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭) – ‬رصد‭ ‬علماء‭ ‬فلك‭ ‬أوروبيون‭ “‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الصدفة‭” ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تلسكوب‭ ‬جيمس‭ ‬ويب‭ ‬الفضائي،‭ ‬كويكباً‭ ‬بحجم‭ ‬مدرج‭ ‬الكولوسيوم‭ ‬الروماني‭ ‬في‭ ‬حزام‭ ‬الكويكبات‭ ‬الرئيسي‭ ‬الواقع‭ ‬بين‭ ‬كوكبي‭ ‬المريخ‭ ‬والمشتري‭. ‬وأشارت‭ ‬وكالة‭ ‬الفضاء‭ ‬الأميركية‭ (‬ناسا‭) ‬الاثنين‭ ‬إلى‭ ‬أنّ‭ ‬هذا‭ ‬الكويكب‭ ‬الذي‭ ‬يراوح‭ ‬عرضه‭ ‬بين‭ ‬مئة‭ ‬ومئتي‭ ‬متر،‭ ‬هو‭ ‬أصغر‭ ‬جرم‭ ‬فضائي‭ ‬يُرصد‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬التلسكوب‭ ‬الفضائي‭ ‬حتى‭ ‬اليوم‭. ‬وأضافت‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬أن‭ “‬الكويكب‭ ‬رصده‭ ‬علماء‭ ‬الفلك‭ ‬الأوروبيون‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الصدفة‭”‬،‭ ‬مؤكدةً‭ ‬ضرورة‭ ‬إجراء‭ ‬عمليات‭ ‬مراقبة‭ ‬أخرى‭ ‬لتحديد‭ ‬طبيعته‭ ‬وخصائصه‭ ‬بشكل‭ ‬أفضل‭. ‬وذكر‭ ‬عالم‭ ‬الفلك‭ ‬لدى‭ ‬معهد‭ “‬ماكس‭ ‬بلانك‭” ‬في‭ ‬ألمانيا‭ ‬توماس‭ ‬مولر‭ ‬أنّ‭ “‬قدرة‭ ‬جيمس‭ ‬ويب‭ ‬الفائقة‭ ‬مكّنت‭ ‬من‭ ‬رصد‭ ‬هذا‭ ‬الجسم‭ ‬من‭ ‬على‭ ‬مسافة‭ ‬تتخطى‭ ‬مئة‭ ‬مليون‭ ‬كيلومتر‭”. ‬واكتشف‭ ‬الكويكب‭ ‬أثناء‭ ‬معايرة‭ ‬كاميرا‭ “‬ميري‭” ‬للمراقبة‭ ‬العاملة‭ ‬بالأشعة‭ ‬تحت‭ ‬الحمراء،‭ ‬وذلك‭ ‬نتيجة‭ ‬تعاون‭ ‬بين‭ ‬الأوروبيين‭ ‬والأميركيين‭. ‬وكان‭ ‬تلسكوب‭ ‬جيمس‭ ‬ويب‭ ‬الذي‭ ‬يُعدّ‭ ‬الأقوى‭ ‬من‭ ‬نوعه‭ ‬على‭ ‬الإطلاق،‭ ‬أُطلق‭ ‬في‭ ‬الفضاء‭ ‬عبر‭ ‬صاروخ‭ ‬أريان‭ ‬5،‭ ‬ودخل‭ ‬في‭ ‬الخدمة‭ ‬في‭ ‬تموز‭/‬يوليو‭ ‬2022‭. ‬وتمكّن‭ ‬حتى‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬جمع‭ ‬كمية‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬البيانات‭ ‬والتقاط‭ ‬صور‭ ‬مذهلة‭. ‬ويتمركز‭ ‬جيمس‭ ‬ويب‭ ‬على‭ ‬مسافة‭ ‬نحو‭ ‬1,5‭ ‬مليون‭ ‬كيلومتر‭ ‬عن‭ ‬كوكب‭ ‬الأرض،‭ ‬وهو‭ ‬مزوّد‭ ‬بكمية‭ ‬من‭ ‬الوقود‭ ‬تخوّله‭ ‬العمل‭ ‬مدى‭ ‬20‭ ‬عاماً‭. ‬وتتمثل‭ ‬إحدى‭ ‬مهمات‭ ‬جيمس‭ ‬ويب‭ ‬الذي‭ ‬بلغت‭ ‬كلفته‭ ‬10‭ ‬مليارات‭ ‬دولار،‭ ‬في‭ ‬استكشاف‭ ‬العصور‭ ‬المبكرة‭ ‬للكون،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬الكواكب‭ ‬الخارجية‭.‬

ولم‭ ‬يُصمّم‭ ‬التلسكوب‭ ‬للبحث‭ ‬عن‭ ‬أجسام‭ ‬صغيرة‭ ‬كالكوكب‭ ‬المرصود‭ ‬حديثاً،‭ ‬إلا‭ ‬أنّ‭ ‬اكتشافه‭ ‬يشكل‭ “‬مؤشراً‭ ‬على‭ ‬أنّه‭ ‬سيرصد‭ ‬عدداً‭ ‬كبيراً‭ ‬من‭ ‬الأجرام‭ ‬السماوية‭”‬،‭ ‬بحسب‭ ‬مولر‭.‬

مشاركة