التكنولوجيا.. بين النعمة والإدمان – ساجدة جبار

التكنولوجيا.. بين النعمة والإدمان – ساجدة جبار

لا يمكن لأحد في يومنا هذا إنكار الأثر العميق الذي تركته التكنولوجيا في حياتنا، فهي لم تعد ترفًا أو خيارًا، بل أصبحت ضرورة أساسية تمسّ جميع جوانب الحياة: من التواصل والتعليم، إلى الصحة والعمل، وحتى الترفيه.

لقد غيّرت التكنولوجيا مفهوم الزمان والمكان، فبفضلها أصبح العالم قرية صغيرة، يمكننا من خلالها التحدث مع أشخاص على بُعد آلاف الكيلومترات، وإتمام معاملات مالية، أو حضور محاضرات جامعية من غرف منازلنا. كما ساهمت الأجهزة الذكية، والروبوتات، والتقنيات الطبية الحديثة في إنقاذ الأرواح، وتشخيص الأمراض بدقة، وتسهيل حياة الإنسان في شتى الميادين.

ومع هذا التقدّم الهائل، ظهرت تحديات لا يمكن تجاهلها. فالإفراط في استخدام التكنولوجيا، وخصوصًا الهواتف الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي، بات يشكل خطرًا على العلاقات الاجتماعية، ويؤدي في كثير من الأحيان إلى الانعزال، وقلة التواصل الواقعي، وربما الإدمان الرقمي. كما أن الاعتماد المفرط على التكنولوجيا قد يؤدي إلى تراجع المهارات التقليدية، مثل التفكير النقدي، أو حتى الكتابة اليدوية.

لذلك، لا بد من وعي جماعي بأهمية الاستخدام المتوازن للتكنولوجيا. فهي أداة قوية، يمكن أن تفتح أبوابًا واسعة للمعرفة والتطور، لكنها في الوقت ذاته، قد تُغلق نوافذ الإنسان على الحياة الحقيقية إذا لم يُحسن استخدامها.

في المحصلة، تظل التكنولوجيا سلاحًا ذا حدّين، واستخدامها الواعي والرشيد هو السبيل الوحيد لضمان أنها تبقى نعمة لا نقمة.

مشاركة