
تعمل في الجسم قرابة خمسة ملايين غدة عرق تساعد جميعها على ضبط حرارة الجسم ، اذ تستجيب الى ارتفاع حرارته بأن تسحب الماء من مجرى الدم عبر أنابيب شعرية لتضخه الى الجلد ممزوجاً بقليل من الملح والبوتاسيوم ، وتتبخر قطرات العرق حال خروجها فتساعد في التخفيف من حرارة الجسم .
يفرز الجسم في الحالات الطبيعية يومياً قرابة اللتر الى لتر ونصف من العرق ، وقد يصل المعدل الى ثلاثة لترات في الساعة عند ممارسة الرياضة .
التعرق والانفعلات ..
بعيداً عن وظيفة التعرق في تبريد الجسم ، يحدث ان يتعرق الجسم استجابة لاثارة انفعالية ، وهذا مايدعى بالتعرق العصبي ،واحياناً يحدث هذا التعرق في غياب الاسباب الانفعالية ، اذ يكفي ان يفكر المرء بأنه سيتعرق ويشعر بالاحراج من حدوث ذلك فيتعرق نتيجة ايعازات ترسل من الدماغ الى الجسم ، وهذا يوحي بأن التعرق العصبي مبهم الاسباب الى حد ما.
التعرق المرضي ..
تكاد تكون المرات التي تكثر فيها الافرازات العرقية للجسم قليلة الا في حالات مرضية قد تصيب 3% من البشر وتعرف باسم فرط التعرق (Hyperhidrosis) ،اي زيادة في افراز العرق بكميات تفوق حاجة الجسم اليه.
لايمكن تجاهل حالة فرط التعرق الذي ممكن ان يسبب الاذى للمصاب به من خلال صعوبة التحكم في الامساك بادوات معينة ، ناهيك عن الاحراج الذي يشعر به الشخص المصاب بهذه الحالة المرضية حيث يضطر لتغيير ملابسه لاكثر من مرة خلال اليوم.
علاج فرط التعرق ..
يجد البعض في مضادات التعرق حلاً معقولاً ،لكنها ممكن ان تسبب تهيجاً جلدياً لدى البعض بالاستخدام على المدى الطويل والمتكرر، فهناك ثمة ادوية للتخفيف من التعرق لكن آثارها الجانبية قد تكون اسوأ من التعرق بحد ذاته ،اذ ممكن ان تسبب جفاف الفم وتشويش البصر ، لذا يلجأ الاطباء الى المداواة الآيونية وهي حل جديد يتمثل في تغطيس اليدين والقدمين في مياه مشحونة بتيار كهربائي منخفض الجهد وقد حققت هذه الطريقة نجاحاً ملموساً.
وفي الحالات الشديدة يمكن ان يعالج المرء فرط التعرق بجراحة تزيل الغدد العرقية الموجودة تحت الابطين اما بكشطها او شفطها او استئصالها ، وثمة خيار آخر يتجه الى قطع الاعصاب التي تتحكم بتلك الغدد باستخدام المنظار ،حيث اثبتت تلك الجراحة فعاليتها ،لكن المؤسف بالامر ان العرق يجد منفذا ً آخر في الجسم يصبح فيه اكثر غزارة .
في عام 2004 وافقت ادارة الغذاء والدواء في الولايات المتحدة الامريكية على استخدام حقن البوتوكس لمعالجة حالات فرط التعرق في منطقة تحت الابط ، حيث يعمل البوتوكس على ايقاف انتاج مادة الاستيل كولين التي تسبب التعرق.
متى يكون التعرق مرضياً ؟؟؟
اولاً: يشير فرط التعرق الذي يبدأ فجأة في مرحلة الرشد الى وجود مشكلة صحية فعلية .
ثانياً : ان عملية التعرق متناسقة بطبيعنها ، لكن في حالة حدث بيد واحدة اواي جزء من جسم االانسان ولايحدث بالجزء المناظر له ، فهذا يشير الى وجود مشكلة عصبية .
ثالثاً : ان قلة التعرق او فرطه في اي منطقة كانت قد تعرضت الى اصابة سابقاً واستمر فيها الألم حتى بعد الشفاء قد يشير الى وجود عصب متضرر في تلك المنطقة وتعرف هذه الحالة بمتلازمة الألم الموضعي المعقد .
رابعاً : ان التعرق الغزير اثناء النوم ليلاً ليس بالامر الطبيعي اذ تسببه عدة حالات مرضية واحداها سرطان الغدد اللمفاوية او قد يتعلق الامر بتناول النياسين اويكون من الاثار الجانبية لتناول الادوية المضادة للتعرق .
الدكتور عبد الوهاب الجبوري

















