التعددية في مجتمعنا
المجتمع هو مجموعة من الناس تجمعهم قواسم مشتركة ،فلو فرضنا ان القاسم المشترك هي الديانة سنجد ان المجتمع في بلدتي ليس جميعه ملتزما بالديانة في نفس الدرجة ونجد تفاوتاً في الالتزام الديني ،ولكن الاغلبية مؤمنة وتنحاز الي التدين بل وتدعو اليه واحيانا تضعه شرطاً للصداقة او للنسب ،والجميع في بلدتي يعقدون قرانهم وفق الشريعة الاسلامية ووفقها ايضاً ينتقلون الي جوار ربهم .والسؤال الذي يطرح نفسه كيف بالامكان المحافظة علي التعددية nاختلاف الرأي والمنهج- في مجتمع ينساق الي التجمد وعدم التطور فكريا وعمليا؟
التعددية ليست بالتأكيد من صنع البشر استنادا الي قوله جل جلاله :”وجعلناكم قبائل وشعوب لتعارفوا” وهل بامكان المتدينون والدعاة ان يبطلوا ارادة الله سبحانه وتعالي عندما خلق الاختلاف وخلق التفاوت بين الناس اذا رفع بعضنا فوق بعض درجات.فالتعددية والاختلاف يساهمان في تقدم المجتمع ويفتحان امامنا مجالات جديدة. لا اصدق انه يوجد انسان عاقل في العالم كله ينكر وجود الله واذا وجد فهو بالتأكيد غير عاقل وقد اسقط ما اوجب. ونحن البشر ما دمنا نؤمن بوجود الخالق وربما نصدق نبيا اكثر من الاخر – نصدق تعني نؤمن برسالته- ،فمن حقنا نحن البشر ان نختلف علي الهدف وعلي الوسيلة ويعيش كل منا وفقا لمبادئة ووفقا لما اكتسب من معلومات ويصلي اذا اراد كما يشاء ،وكل ما هو من حقنا ان نطلبه من الانسان ان يكون ايجابيا وليس سلبيا وليس لنا امر باموره الخاصة ،اما اذا شاءت ظروفه ان يكون سلبيا فعلي الدعاة ورجال الفكر ان يقاوموه ويرشدوه الي الخير والايجاب بالتحفيز وبالتشجيع وان استقام وصلي فلنفسه وان اساء فليس له الا العقاب او العلاج.واخيرا فان من التقوي عدم التدخل في امور لا تمس بنا. والله وليّ الجميع.
كاظم ابراهيم مواسي – فلسطين
/2/2012 Issue 4119 – Date 11- Azzaman International Newspape
جريدة »الزمان« الدولية – العدد 4119 – التاريخ 11/2/2012
AZPPPL