التظاهرات تشتد والمالكي يرد بإغلاق معابر نينوى والأنبار الى سوريا
السيستاني يحمل على جميع الكتل ويطالب بدولة مدنية في العراق فرار لمحكومين بالإعدام من سجن التاجي
بغداد ــ كريم عبد زاير
أعلنت وزارة الدفاع العراقية امس انها ستغلق منفذي ربيعة والوليد الحدوديين مع سوريا اعتبارا من الأحد المقبل.
وكانت الحكومة العراقية قررت قبل يومين اغلاق منفذ طريبيل الحدودي مع الأردن الذي يعد من أهم المنافذ الحدودية التي يعتمد عليها العراق في دخول البضائع القادمة إليه حيث يربطه بميناء العقبة الأردني مما رفع الاسعار بشكل كبير في الاسواق العراقية. على صعيد اخر أعلن مصدر في الشرطة العراقية امس، أن 12 معتقلا بينهم عدد من المحكومين بالاعدام فروا من سجن التاجي شمال بغداد الذي اسندت حمايته وادارته الى قوات تابعة الى مكتب القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي.
وقال المصدر ان 12 معتقلا في سجن التاجي المركزي شمال بغداد تمكنوا، في ساعة متقدمة من ليلة أمس الاول من الهروب من السجن .
وأوضح أن من بين الفارين سجناء محكومون بالاعدام وفق المادة الرابعة من قانون مكافحة الارهاب .
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن القوات الأمنية باشرت بحملة واسعة للبحث عن المعتقلين الهاربين، فيما عممت أوصافهم على نقاط التفتيش كافة .
وشهد سجن التاجي المركزي شمال العاصمة العراقية عمليات فرار للسجناء، تم احباط عدد منها، وكان آخرها مطلع آب الماضي، حيث اقتحم مسلحون السجن بعد تفجير سيارة مفخخة وعبوة ناسفة عند بوابته، ما أسفر عن مقتل واصابة عدد من حراس السجن. وشهد سجن التاجي المركزي شمال بغداد عمليات هروب للسجناء، تم احباط عدد منها، وكان آخرها مطلع آب عام 2012، حيث اقتحم مسلحون مجهولون السجن بعد تفجير سيارة مفخخة وعبوة ناسفة عند بوابته، مما أسفر عن مقتل واصابة عدد من حراس السجن.
وقتل ثلاثة شرطيين فجر امس في هجوم على نقطة تفتيش تابعة للشرطة في منطقة التاجي، وانفجرت عبوة ناسفة كانت مزروعة على جانب الطريق في منطقة سوق راس دوميز، جنوب كركوك امس ضد موكب آمر الفوج الثاني في شرطة طوارئ المحافظة العميد اورهان خليل، من دون أن يصاب الضابط بأي أذى .
واسفر الانفجار عن مقتل مدني واصابة آخر بجروح خطرة .
وقتل عراقيان وأصيب 7 آخرين مساء امس في تفجير قنبلة استهدفت حافلة كانت تنقل فريق كرة قدم محلي في كركوك، بشمال العراق.
وقال الطبيب شاخوان عبد الله محمود من قسم الطوارئ بمستشفى كركوك العام إن 9 عراقيين سقطوا ضحية انفجار قنبلة أسفل حافلة كانت تقل فريقا لكرة القدم، وفارق اثنان منهم الحياة .
و أوضح مصدر أمني طلب عدم نشر اسمه أن القتيلين والمصابين السبعة أعضاء بفريق كرة قدم محلي جاءوا من قرية بشير جنوب كركوك التي تسكنها أغلبية تركمانية .
وأضاف الانفجار وقع بحي واحد حزيران، أثناء توجه الفريق الرياضي لملاقاة فريق آخر .
على صعيد آخر تظاهر عشرات الآلاف من العراقيين في بغداد ومحافظات شمال وغرب العراق ومدن عدة امس مقيمين صلاة موحدة اطلقوا عليها اسم جمعة الرباط طالبوا بعدها بإطلاق المعتقلين والغاء قانوني مكافحة الارهاب والاجتثاث.
وفي موازاة ذلك نظمت تظاهرات نظمها حزب الدعوة في المحافظات الجنوبية وفي بعض مناطق بغداد تؤيد حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي وتدعو الى الوحدة الوطنية،و ترفض الغاء قانون المساءلة والعدالة والمادة الرابعة من قانون مكافحة الارهاب . وشهد جامعا أبو حنيفة النعمان بمنطقة الاعظمية وسط بغداد وجامع أم القرى في غرب العاصمة العراقية تظاهرتين بعد صلاة الجمعة القيت فيهما كلمات تدعو الحكومة الى تلبية مطالب المتظاهرين.
من جانبه حمل معتمد اكبر مراجع النجف آية الله علي السيستاني، في خطبة الجمعة امس جميع الكتل السياسية المسؤولية عن الازمة الحالية، داعيا الى تلبية مطالب المتظاهرين التي لا تتعارض مع الدستور والقوانين النافذة.
وقرأ الشيخ عبدالمهدي الكربلائي معتمد المرجعية في خطبة صلاة الجمعة بالحضرة الحسينية بكربلاء رسالة من السيستاني جاء فيها على السلطات العليا الاستماع لما هو مشروع من مطالب المتظاهرين في الانبار ودراستها وفق أسس منطقية والأخذ بنظر الاعتبار مبادئ الدستور والقوانين وصولا الى ارساء دعائم دولة مدنية تكفل فيها الحقوق والواجبات .
كما دعا الأجهزة الأمنية الى ضبط النفس والتحلي بالحكمة والتهدئة، وعدم السماح بوقوع أي صدام مع المتظاهرين، وعدم اللجوء الى أي خطوة تؤزم الشارع العراقي.
وحذر الشيخ عباس العبيدي، امام وخطيب جامع النور الكبير، كبرى مساجد الموصل الحكومة من الاستخفاف بمطالب المتظاهرين، واتهمها بالسعي لاقتتال طائفي.
وأضاف العبيدي في خطبته لصلاة الجمعة التي سبقت خروج مظاهرات جديدة امس اذا المظاهرات لم تحقق أهدافها فإننا سنشهد عودة عمليات الاعتقال الجماعي واقامة السجون السرية، بل وسيكون هناك اقتتال طائفي ، متهما الحكومة بالتجنيد لهذا الغرض .
وشهدت الموصل منذ ساعات الصباح انتشارا أمنيا مكثفا، سيما في محيط المساجد التي أقيمت فيها صلاة الجمعة، وبينها مسجد النور الكبير .
وشارك المئات من سكان كركوك امس في تجمعات احتجاجية ضد حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ولتأييد مطالب المتظاهرين في المدن العراقية الأخرى.
وفي كركوك، شارك المئات من السكان في تجمع عقب الخروج من صلاة الجمعة بجامع الأبرار، ورددوا هتافات مناهضة لرئيس الحكومة.
وفي سياق متصل، تجمع المئات من سكان منطقة الرياض غرب كركوك في غابة قريبة من المنطقة حيث أدوا صلاة الجمعة.
وبعد انتهاء الصلاة، خاطب الشيخ سعد سامي العاصي المشاركين بالتجمع قائلا نحن هنا اليوم للتضامن مع التظاهرات في المدن العراقية ولنعلن للعالم أجمع أن زمن المظالم انتهى، ولا يمكن أن نسكت بعد الآن .
أما في الحويجة، غرب كركوك، فقد منع الجيش الأهالي من التوجه الى أماكن التظاهرات والتجمعات.
واكد أحد منظمي التظاهرات في الحويجة قيام جنود تابعين لقيادة عمليات دجلة المرتبطة بمكتب المالكي بقطع الطريق على الراغبين بالخروج من المدينة والذهاب الى كركوك للمشاركة في التظاهرات، ورفضوا الاعتراف بترخيص تنظيم تظاهرات أصدرته ادارة المحافظة لهم .
ودعت تظاهرة لحزب الدعوة الذي يترأسه المالكي خرجت من وسط المدينة القديمة في النجف الى نبذ الطائفية، وطالبت الحكومة بمنع دخول الشركات التركية والقطرية وقطع العلاقات الدبلوماسية مع الدولتين.
ورفع المتظاهرون شعارات تدعو الى نبذ الطائفية واخراج المندسين من التظاهرات وتطبيق المطالب المشروعة الدستورية، وعدم فسح المجال أمام المتصيدين بالماء العكر لاشعال الفتن وتقسيم العراق .
وطالب البيان الذي ألقي باسم المتظاهرين الحكومة العراقية بمنع عمل الشركات التركية والقطرية بأي مسمى أو نشاط في البلاد، وصولا الى قطع العلاقات الدبلوماسية، كما طالب وزارة الخارجية بتسليم طارق الهاشمي، نائب الرئيس العراقي، لتنفيذ حكم الاعدام بحق.
وأضاف نرفض الغاء المادة 4 ارهاب وقانون المساءلة والعدالة اللذين يطالب معارضو المالكي بالغائهما ؛ لأنها تضمن عدم عودة حزب البعث المنحل الى العمل السياسي مرة أخرى ويعود بنا الى المقابر الجماعية والطائفية .
وأعلن البيان أن المتظاهرين سيواصلون اعتصاماتهم وتظاهراتهم بنصب سرادق وخيم وعمل أنشطة يومية في منطقة مجسرات ثورة العشرين على مدى مدى 24 ساعة حتى انهاء الفتنة الطائفية التي دخلت من خارج البلاد .
AZP01
