التشرينيون يرفضون الاحكام الغيابية ضد قاتلي ناشطيهم في جنوب العراق

الناصرية‭ – ‬الزمان‭ ‬

أصدرت‭ ‬محكمة‭ ‬عراقية‭ ‬حكمين‭ ‬بالإعدام‭ ‬غيابياً‭ ‬على‭ ‬متهمين‭ ‬بخطف‭ ‬ناشط‭ ‬بارز‭ ‬بتظاهرات‭ ‬تشرين‭ ‬الأول‭/‬أكتوبر‭ ‬2019‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬الناصرية‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬العراق،‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬مفقوداً‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬بحسب‭ ‬بيان‭ ‬رسمي‭ ‬صادر‭ ‬الأربعاء‭.‬‮ ‬‭  ‬و‭ ‬قال‭ ‬ناشطو‭ ‬تشرين‭ ‬ان‭ ‬الاحكام‭ ‬الغيابية‭ ‬تسويف‭ ‬غير‭ ‬مقنع‭ ‬وان‭ ‬المجرمين‭ ‬كنا‭ ‬نراهم‭ ‬امامنا‭ ‬أحرارا‭ ‬قبل‭ ‬ان‭ ‬يختفوا‭ .  ‬وقال‭ ‬ناشط‭ ‬تشريني‭ ‬لمراسل‭  -‬الزمان‭ – ‬انهم‭ ‬يرفضون‭ ‬الاحكام‭ ‬الغيابية‭ ‬لانها‭ ‬تسويف‭ . ‬ولا‭ ‬أضاف‭ ‬لا‭ ‬ننسى‭ ‬كيف‭ ‬ان‭ ‬محاكمة‭ ‬قتلة‭ ‬هشام‭ ‬الهاشمي‭  ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬جارية‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬نتيجة‭ ‬والمجرمون‭ ‬معلومون‭ ‬للقاصي‭ ‬والداني‭.  ‬وأفاد‭ ‬بيان‭ ‬صادر‭ ‬عن‭ ‬مجلس‭ ‬القضاء‭ ‬الأعلى‭ ‬العراقي‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬‮«‬محكمة‭ ‬جنايات‭ ‬ذي‭ ‬قار‮»‬‭ ‬أصدرت‭ ‬‮«‬حكما‭ ‬بالاعدام‭ ‬غيابيا‭ ‬بحق‭ ‬مجرمين‭ ‬اثنين‭ ‬عن‭ ‬جريمة‭ ‬خطف‭ ‬الناشط‭ (‬سجاد‭ ‬العراقي‭) ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬الناصرية‭ ‬عام‭ ‬2020‮»‬‭.‬‮ ‬‭ ‬والمدانان‭ ‬هما‭ ‬ادريس‭ ‬كردي‭ ‬وأحمد‭ ‬محمد‭ ‬عبود،‭ ‬وفق‭ ‬نص‭ ‬الحكم‭ ‬الصادر‭ ‬16‭ ‬آذار‭/‬مارس‭ ‬2023،‭ ‬وأمامهما‭ ‬30‭ ‬يوماً‭ ‬لاستئناف‭ ‬الحكم‭. ‬ويتطلّب‭ ‬تنفيذ‭ ‬حكم‭ ‬الإعدام‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬مرسوماً‭ ‬موقعاً‭ ‬من‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭.‬‮ ‬‭ ‬وبحسب‭ ‬شهود‭ ‬ومصادر‭ ‬أمنية،‭ ‬خطف‭ ‬الناشط‭ ‬الذي‭ ‬برز‭ ‬في‭ ‬التظاهرات‭ ‬التي‭ ‬هزت‭ ‬العراق‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2019،‭ ‬وكان‭ ‬معقلها‭ ‬مدينة‭ ‬الناصرية‭ ‬مركز‭ ‬محافظة‭ ‬ذي‭ ‬قار‭ ‬الجنوبية،‭ ‬في‭ ‬أيلول‭/‬سبتمبر‭ ‬2020‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬سبعة‭ ‬أشخاص‭ ‬مسلحين‭ ‬عند‭ ‬مدخل‭ ‬المدينة‭ ‬الشمالي‭.‬‮ ‬‭ ‬ومذّاك،‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬سجاد‭ ‬العراقي‭ ‬مفقوداً‭. ‬وأثار‭ ‬اختطافه‭ ‬تظاهرات‭ ‬وردود‭ ‬فعل‭ ‬غاضبة‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬الناصرية‭.‬‮ ‬‭ ‬في‭ ‬تشرين‭ ‬الأول‭/‬أكتوبر‭ ‬2022،‭ ‬حكم‭ ‬على‭ ‬مدان‭ ‬بقتل‭ ‬الناشط‭ ‬ثائر‭ ‬الطيب‭ ‬في‭ ‬الديوانية‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬العراق،‭ ‬بالإعدام‭. ‬وقبل‭ ‬ذلك‭ ‬بعام،‭ ‬صدر‭ ‬حكم‭ ‬بالإعدام‭ ‬بحقّ‭ ‬متهمين‭ ‬بقتل‭ ‬فتى‭ ‬متظاهر،‭ ‬في‭ ‬البصرة‭ ‬في‭ ‬أقصى‭ ‬جنوب‭ ‬البلاد،‭ ‬ومتهم‭ ‬آخر‭ ‬بقتل‭ ‬صحافيين‭ ‬معروفين‭ ‬بنشاطهما‭ ‬في‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬في‭ ‬البصرة‭ ‬كذلك‭.‬‮ ‬‭ ‬وقتل‭ ‬عشرات‭ ‬الناشطين‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬التي‭ ‬تعرضت‭ ‬لقمع‭ ‬دموي‭ ‬قتل‭ ‬فيه‭ ‬نحو‭ ‬600‭ ‬متظاهر‭ ‬وأصيب‭ ‬30‭ ‬ألفاً‭ ‬بجروح،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬اختطف‭ ‬عشرات‭ ‬آخرون‭ ‬أطلق‭ ‬سراحهم‭ ‬بعد‭ ‬وقت‭ ‬قصير‭.‬‮ ‬‭ ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬القتلى‭ ‬الباحث‭ ‬هشام‭ ‬الهاشمي‭ ‬الذي‭ ‬اغتيل‭ ‬في‭ ‬6‭ ‬تموز‭/‬يوليو‭ ‬2020‭ ‬برصاص‭ ‬رجال‭ ‬على‭ ‬دراجات‭ ‬نارية‭ ‬خارج‭ ‬منزله‭ ‬في‭ ‬بغداد‭. ‬وأعلنت‭ ‬السلطات‭ ‬توقيف‭ ‬المتهم‭ ‬بقتل‭ ‬الهاشمي‭ ‬في‭ ‬تموز‭/‬يوليو‭ ‬2021،‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬محاكمته‭ ‬جارية‭.‬‮ ‬‭ ‬وأفاد‭ ‬تقرير‭ ‬صادر‭ ‬عن‭ ‬بعثة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لمساعدة‭ ‬العراق‭ ‬في‭ ‬حزيران‭/‬يونيو‭ ‬الماضي،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الإفلات‭ ‬من‭ ‬العقاب‮»‬‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬مستمراً‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يتعلّق‭ ‬بهجمات‭ ‬تستهدف‭ ‬متظاهرين‭ ‬وناشطين‭ ‬ومنتقدين‭ ‬لـ»عناصر‭ ‬مسلحة‭ ‬وجهات‭ ‬سياسية‮»‬‭ ‬تنسب‭ ‬اليها‭ ‬الهجمات‭.‬‮ ‬

ولاحظ‭ ‬التقرير‭ ‬أن‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬‮«‬يتم‭ ‬تنفيذ‭ ‬معظم‭ ‬الجرائم‭ ‬بدون‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬هوية‭ ‬الجناة‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬المعلومات‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المحتجزين‭ ‬والمدانين‭ ‬قد‭ ‬ينتمون‭ ‬إلى‭ ‬جماعات‭ ‬مسلحة‭ ‬معروفة‭ ‬تعمل‭ ‬خارج‭ ‬سيطرة‭ ‬الدولة‮»‬‭.‬

مشاركة