
التسقيط الإنتخابي بالذكاء الإصطناعي – أمجاد ناصر
بعد ظهور برنامج (الفوتوشوب) استغلّه البعض من المرضى و معدومي الأخلاق و الضمير, بتركيب و فبركة صور الفتيات على صور لا أخلاقية, بهدف ابتزازهن عبر التهديد بنشر تلك الصور أو إرسالها إلى ذويهن, ما لم يخضعن لمطالبهم سواء بتقديم تنازلات غير أخلاقية أو دفع مبالغ مالية وأحيانًا الأثنين معًا, و بهذه الأساليب الخسيسة والدنيئة أصطادوا العديد من الفتيات البريئات ومنهن اقدمن على الانتحار, كما استخدمت ضد الشباب من أبناء الميسورين لدفع المال, ولم يستثنوا أصحاب المراكز الحساسة بالدولة و رجال الأعمال بنفس الطريقة, و اضطر البعض إلى الرضوخ و دفع (الأتوات) تجنبًا للفضيحة خصوصًا في الفترات الانتخابية التي يزداد فيها نشاط مرضى التشهير بشن حملات التسقيط ضد المرشحين والمرشحات, ومنهم من قاوم وقدم شكوى للجهات الأمنية المختصة التي أستطاعت الأطاحة بهم . واليوم مع ثورة الذكاء الاصطناعي التي قلبت موازين الصورة والصوت والفيديو, باتت عمليات التسقيط الانتخابي أكثر خطرًا واحترافًا, نشاهد بين الحين والأخر بما يسمى تسريبات صوتية او صور و فديوهات تم صناعتها بأحترافية بالذكاء الأصطناعي, فبرامج الذكاء الاصطناعي قادرة على توليد صور ومقاطع تبدو واقعية تمامًا, بل وصل الأمر إلى تطبيقات يمكنها (نزع الملابس وجعلها عرياء), مما يجعل الضحية تصاب بالذهول حين ترى نسخة مزيفة عنها, فكيف بالآخرين من منافسين أو خصوم دينيين أو سياسيين أو قوميين؟
هذه المقاطع المفبركة تُستخدم أولًا للابتزاز, وثانيًا لجذب المشاهدات ورفع معدلات نسبة المشاهدة (الترند) واغلبها تُدار من خارج العراق, لكن المرضى الاخرين المصابين بعدوى التشهير على حساب الجهة الاخرى, ينقلون هذه المنشورات او يشاركوها على صفحاتهم مع أضافة بعض أنواع البهارات و الفلفل حسب كرهة لشخص المستهدف او الحزب او الطائفة، وشاهدنا العديدي من هذه الأمور تنتشر بسرعة البرق بدون خجل للمروجين الذين لا يدركون أنهم شركاء في الجريمة, فـ (ناقل التشهير كالذي صنعه). إن دور الجهات الراقابية و المختصة من الأمن الوطني و هيئة الأعلام و الأتصالات, يجب ان يكون أكثر حزما ليس بمحاربة الشائعات فقط بل محاسبتهم صناعها وغلق حساباتهم و كل من ينقلها و يعيد نشرها حفاظًا على كرامة الأفراد ونزاهة الحياة العامة، وتنظيف المجتمع وصفحات التواصل الاجتماعي من هذا المرض الأخلاقي الخطير.



















