التداعيات السايكولوجية لتغير المناخ في العراق – قاسم حسين صالح

التداعيات السايكولوجية لتغير المناخ في العراق – قاسم حسين صالح

تنويه

تنعقد الآن قمة غلاسكو المناخية في اسكتلنده والمعروفة بمؤتمر منظمة الامم المتحدة لتغير المناخ،يحضرها قادة دول ومسؤولون من مختلف دول العالم،تزامنا مع تحذير الهيئة الدولية المعنية بهذا الشان بأن امام العالم عشر سنوات فقط لخفض الأحتباس الحراري لمواجهة الآثار الكارثية للتغير المناخي.وما يعنينا هنا ان  وزارة البيئة العراقية  صرحت ان العراق يعدّ خامس اكثر دول العالم تضررا من ظاهرة التغير المناخي،وحذرت من فداحة ما سيتعرض له جراء الجفاف والتصحر وتراجع منسوب المياه الجوفية وتراجع القطاعات الزراعية والانتاجية.

سيكولوجيا تقلبات المناخ

شغلت تقلبات المناخ اهتمام علماء نفس البيئة لما لها من تاثير كبير على سلوك الانسان وحالته النفسية وحتى الصحة العقلية انطلاقا من حقيقة التفاعل بين التكوينين الفسيولوجي والسيكولوجي للانسان،فانت حين تشعر بالفرح فان الدماغ يفرز هرمون السعادة (السيروتونين)فتنتشي وتنام بارتياح وتعيش عمرا اطول،وحين تغضب يسري بدمك هرمون (الأدرينالين) فتزداد عنفا وينتابك الخوف وتنام قلقا وتعيش عمرا اقصر.ولك ان تراقب حالتك النفسية كيف تتقلب في الفصول الأربعة من فرح بفصل الربيع الى اكتئاب بفصل الشتاء.وما سيحصل،ان الانسان الذي استطاع ان يتكيف لتغيرات المناخ عبر الفصول الأربعة التي يعرف تقلباتها،لا يستطيع التعامل مع تقلبات مناخ تحصل بشكل حاد وخارج توقعاته..وهذا ما دفع دول العالم الى عقد قمة غلاسكو المناخية التي ركزت فيها على تداعيات التغير المناخي في الامنين الغذائي والمائي دون ان توليها،للأسف، الاهتمام ذاته على تداعياتها السكولوجية وما ينجم عنها من آثار صحية واجتماعية،شهد عام 2020 الكثير من مظاهرها الناجمة عن احتراق الغابات والفيضانات والعواصف وذوبان ثلوج القطبين في عدد من دول العالم بسبب الاحتباس الحراري.

ومع ان قمة غلاسكو تشيع حالة من الأمل في معالجة تقلبات المناخ،الا ان الدول الصناعية والغنية التي لم تلتزم بتوصيات مؤتمر باريس 2015 ستتخذ الموقف نفسه بعدم التزامها بمقررات قمة غلاسكو،ما يعني ان الدولة التي تحرص على سلامة شعبها ان تعتمد على نفسها وعلى اهل الاختصاص والخبرة.

والمقلق عراقيا ان وزارة البيئة العراقية اعتبرت العراق ،وفقا لسكاي نيوز، خامس اكثر دول العالم تضررا من ظاهرة التغير المناخي..وهذا ما يقلقنا نحن السيكولوجيين،ذلك ان العراقيين عاشوا في الاربعين سنة الماضية حروبا كارثية نجم عنها العدوان والعنف واستسهال قتل الآخر،لأسباب سخيفة..اتفهها اذا كان اسم الآخر (حيدر او عمر او رزكار)!..فكيف ان جفت اراضيهم وقل غذاؤهم وشح ماؤهم واستمر حكامهم بتغليب مصالحهم على مصالح الناس والوطن؟!،وأنهم سيتعاملون مع تقلبات المناخ وكأن الأمر لا يعنيهم!

انني من موقعي كسيكولوجست،معروف عربيا اطلق اسمه على جائزة تنافس علماء نفس العرب للحصول عليها لعام (2020) ادعو الحكومة والبرلمان العراقي المقبلين الى عقد مؤتمر بعنوان( التداعيات السيكولوجية لتغيرات المناخ في العراق) يضع استراتيجية تتضمن مراحل علمية لاحتواء تداعيات كارثة ستحصل حتما،ان تعاملنا معها بنفس الأساليب التي اتعبت نفسية العراقيين بالكوارث وتوالي الخيبات.

{ مؤسس ورئيس الجمعية النفسية العراقية

مشاركة