البيان الأول لإستعادة رصيد – عادل سعد
مع نقص الحياء ، يظل هروب طبيبٍ بعد عملية فاشلة اجراها لأمراة ندبةً اخلاقيةً في المشهد الاجتماعي العراقي تضاف الى قائمة الندب (جمع ندبة) التي تطبّعَ عليها عراقيون هذه الايام بالمزيد من البلاهة والامعان ونفاق الملامح ، المرأة ماتت ، والطبيب توارى عن الانظار خشية المساءلة القضائية والعشائرية وشهود حقيقيون وشهود زور (يحلفون بالطلاق) من اجل وضعْ الايدي على خزينة الدولة وبناء الدواوين للحصول على براءات اختراع في الولائم المسمومة
ما الذي يحصل الان هوس نسائي غير مسبوق لتبيض وجوه وملاحقة تجاعيد وتكبير شفاه وقص معدات ، وتصغير انوف ، وتصنيع ابتسامات ، وتضخيم مؤخرات على غرار (ممتلكات) المطربة (شاكيرا) ذات الاصول العربية تماهياً مع وثيقة مسّربة من العقل الباطني العربي ( اذا قامت اقعدها)، ونشر غمازات ووداعة وغنج بقياس اطلالة هيفاء وهبي .
شهادة شاعر
ماالذي يحدث ، لماذا هذا الابتذال ، رموش اصطناعية كرموش المها عندما كانت تتهادى (بين الرصافة والجسر)بشهادة الشاعر علي بن الجهم ، وشيوع الفيلر والبوكس وغرز التاتو ، وافتتاح دكاكين للعناية بالاظافر ، نعم هناك دكاكين في العراق للاعتناء بالاظافر على ايدي خبراء اكثر حضوراً من الخبراء الاوربيين الذين استجلبهم سياسيون لتدريب قائمين على الملفات الامنية والعسكرية ، وكأننا دولة نشأت اليوم ، وكأن حمورابي لم يولد في بلاد ما بين النهرين ، ولم يحكم هنا ويؤسس ملحمة تشريعية قبل الاف السنين لرعاية الغصون المثمرة امنياً ، وانزال اقسى العقوبات بلصوص سقي بينما تشتعل خصومات الان بين بعض العشائر على جرعة ماء زراعي حسب توثيق وزارة الداخلية. اسألوا وزراء الزراعة الذين تعاقبوا على هذه الحقيبة ، لماذا يتم استيراد البطاطا الهولنية والفجل اللبناني والليمون الافريقي والثوم التركي ، واقامة احتفالات بمناسبات هذه الاحداث السعيدة وسط (علوات) المخّضر والفواكه ، بل اسألوا وزراء تجارة هم في الحقيقة ابناء (سوگ) هربوا (بالدخل).
اين اختفت منصات الخجل والعيب والاستغراب والرفض ، على اي مصطبة تم نحر نخوة العراقيين .
لقد أرخَ الشاعر بدر شاكر السياب لمحنة المومس العمياء وكشف عن الخريطة اليومية (لگواد الميدان) مواساةً لها ، وطاردَ علي الوردي الشغف البدوي محذراً من استمرار سطوته ومن جبروت الخيمة ، وانتفض قاسم حسين صالح لمواجهة العصاب في الراي العام العراقي ، وتواصلت عفة زاهدية الخبازة عملاً وليس تسولاً على ابواب وزارة العمل والشؤون الاجتماعية التي يتزاحم عليها اللصوص لسرقة حقوق فقراء. تقليد طبيب
توَقَّفوا عند انحناءة ولي عهد بريطانيا الامير تشاليز نيابة عن الملكة وهو يقلد الطبيب العراقي رعد شاكر وسام الامبرطورية برتبة قائد تقديراً لخدماته الطبية . توَقَّفوا عند الاطلالة المشرّفة للدكتور الطبيبة العراقيةالمهاجرة الى النرويج مديحة عبود البيرماني التي تبرعت من مالها الخاص مليون دولار لبناء مدرسة في مسقط رأسها في محافظة بابل بينما تضم ملفات مفوضية النزاهة الان المئات من وثائق الفساد بمقاولات ابنية مدرسية ، ومازال العديد من المدارس مجرد خرائب ،
اين ، اين ، كل هذه القامات المشرّفة من هذا الولع المستشري للتجاوز على اتمامات الخلقة والتسلل الى العيادات ليس من اجل اصلاح عيب وانما عن تغيير وجوه واعادة ترقيع وترميم اجسام .
لماذا هذا التجاوز على حقوق الله؟
ياللفضيحة ، اطباء تجميل يطاردون البراءة الخلقية في اعلانات اشبه بالاعلانات عن (الايس كريم) ، يتطاولون بمشارطهم على حالات من اجل شراء جمال على غرار شراة الوقت انتظاراً لبيعهِ عندما تحين المزايدات على الكراسي. احد معارفي طبيب قال لي بالحرف الواحد( خوش بيها هدر افلوس مع تزايد عدد الغبيات والاغبياء العراقيين الذين يقصدون هذه العيادات ) ، ملاحظة توضيحية ، هناك ارتفاع نسبي في عدد السياسيين الذين يقصدونها .
ايها العراقيون النشامى اكثروا من عيادات التجميل ، ولكن لأصلاح النفوس ، لقد بلغ القبح مداه ، لا توفروا ملاذات آمنه للفاسدين ، افضحوا شيوخ عشائر نصّبوا انفسهم حكاماً اباطره .
لقد سجل عام2021حصيلة فاجرة للخصومات العشائرية ، بل انتحر الخجل في مضايف صارت حانات ومخازن مخدرات .
اليس بعد كل هذا الذي يجري من حق العراق ان يشهر احزانه ويعلن تأهله ان يصير عشاً للقمل السياسي ، ابحثوا عن الضوء في اخر النفق ، عفواً، ، اسألوا اولاً كم هو عدد الانفاق ، وعفواً ثانيا، ، لقد تطوعت لكتابة هذ البيان من اجل استعادة رصيد اخلاقي رائد تعرّضَ للاختفاء القسري ….