البورصة المصرية تتراجع كثيراً ورئيسها يحاول طمأنة الأسواق
القاهرة ــ مصطفى عمارة
وإيهاب فاروق
تراجعت امس البورصة المصرية على نحو كبير بنسبة تقدر ثلاثة ونصف درجة في المائة بعد اعلان جماعة الاخوان المسلمين فوز مرشحهم محمد مرسي رئيساً للجمهورية في انتخابات الإعادة. بيد أن رئيس البورصة المصرية قال امس الاثنين إن اسم الرئيس القادم لن يفرق كثيرا وإن الحدث الأكثر أهمية لسوق المال والمستثمرين في مصر هو الاستقرار والتوافق الشعبي على نتيجة الانتخابات. وتتركز الأنظار على أداء البورصة المصرية اليوم لمعرفة رد فعل المتعاملين بعد أن اظهرت النتائج الأولية لانتخابات الرئاسة فوز مرشح الأخوان المسلمين محمد مرسي على منافسه أحمد شفيق آخر رئيس وزراء في عهد الرئيس السابق حسني مبارك.
وقال محمد عمران رئيس البورصة المصرية في مقابلة مع رويترز أداء البورصة يرتبط باستقرار الأوضاع في مصر. إذا لم تشعر السوق بالتحسن ستتأثر سلبيا بالتأكيد بعيدا عن اسم الرئيس الجديد. شخص الرئيس لن يفرق كثيرا. المهم نتائج ما بعد الانتخابات والتوافق الشعبي عليها . وابلغ مصدر رويترز من داخل اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية اليوم ان المؤشرات الاولية تؤكد تقدم مرشح الاخوان المسلمين لكن عمليات الفرز لم تنتهي بعد بجميع لجان مصر. وقال حزب الحرية والعدالة إن مرسي هو أول مصري يفوز بأصوات الشعب في تاريخ البلاد.
وبدأ أنصاره في الاحتفال بالفوز.
لكن حملة القائد السابق بالجيش المصري أحمد شفيق قالت إنها تتوقع فوز مرشحها بنسبة تصل إلى 53 في المائة من الأصوات وعبرت عن سخريتها من إعلان حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين أن رئيسه محمد مرسي فاز بالمنصب. وقد لا تعلن النتيجة رسميا من قبل لجنة الانتخابات الرئاسية قبل يوم الخميس.
وقال عمران مصر تعيش في ضبابية منذ عام ونصف. لابد ان نسلك طريقا آخر. لدينا الآن مشكلات في عجز الموازنة ومزاحمة الحكومة للقطاع الخاص في السيولة المتوفرة بالبنوك .
وتضخم العجز في ميزان المدفوعات المصري إلى 11 مليار دولار في الأشهر التسعة الأولى من السنة المالية 2011 ــ 2012 أي أكثر من مثلي مستوياته في العام الماضي.
وشدد رئيس البورصة المصرية خلال مقابلة مع رويترز اليوم على ضرورة أن يلتفت جميع القائمين على أمور الدولة للوضع الاقتصادي والاهتمام به. لابد من التوافق بين جميع الاطياف حتى تخرج الدولة من أزمتها الاقتصادية الحالية .
وعلى مدى 16 شهرا منذ انهيار حكم مبارك الذي استمر 30 عاما ثبت النمو في مصر صاحبة أكبر اقتصاد في شمال افريقيا على مستوى متدن وتقلصت احتياطيات البلاد من النقد الاجنبي إلى النصف مما أضعف قيمة الجنيه المصري وأربك الدائنين الخارجيين الذين يستحق على مصر سداد ستة مليارات دولار لهم على مدى 12 شهرا مقبلة وفق بيانات بنك أوف أمريكا ميريل لينش.
وقال عمران مصر ينتظرها نمو اقتصادي كبير خلال الفترة المقبلة بعد الاستقرار. مصر بها فرص استثمارية كبيرة
وذكر فاروق العقدة محافظ البنك المركزي المصري أمس الاول الأحد أن النمو الاقتصادي في مصر سيتباطأ إلى أقل من إثنين في المائة هذا العام من ، في المائة العام الماضي نظرا للاضطرابات السياسية.
وقال العقدة لرويترز حينما سئل عن السبب وراء تباطؤ النمو لدينا ثورة . ولم يخض في تفاصيل.
وتمنى عمران رئيس بورصة مصر أن تأخذ البورصة دورة تفاؤل صعودا مع وجود رئيس للدولة.
وقال الأوضاع مرتبطة بالسياسة فقط الآن. الاستقرار سيعيد السيولة مرة أخرى للسوق .
وتعاني بورصة مصر من شح شديد في السيولة مع تفاقم الأحداث السياسية وتخوف المستثمرين من اتخاذ أي قرارات استثمارية في ظل حالة الغموض التي مازالت تحيط بمستقبل مصر. وسجلت البورصة الأحد الماضي أدنى قيمة تداول منذ ديسمبر كانون الأول 2004.
وقال عمران في مقابلته مع رويترز اليوم كلما اقتربنا من الاستقرار كلما تحسنت مؤشرات البورصة. لكن التهديد بالعودة للشارع دائما يؤثر سلبا على السوق .
وكانت البورصة المصرية قد ارتفعت بقوة منذ بداية العام وصعدت حوالي 50 بالمائة حتى مارس اذار قبل ان تقلص مكاسبها إلى نحو 22 بالمائة بنهاية جلسة تداول الخميس الماضي.
واضاف عمران إذا كان لدينا مجلس شعب وحكومة ورئيس منتخب واحترام للمؤسسات القضائية والعسكرية سيتوفر حينها المناخ المناسب للاستثمار .
وحلت المحكمة الدستورية العليا في مصر مجلس الشعب يوم الخميس في حكم مفاجئ أبقى على شفيق ضمن جولة الاعادة في انتخابات الرئاسة ما يبدد الآمال في انتقال ديمقراطي سلمي.
وجاء قرار المحكمة الدستورية العليا بحل البرلمان والابقاء على شفيق في سباق الرئاسة ليثير انزعاج المستثمرين الذين يخشون أن تنزلق مصر بسرعة الآن صوب أزمة في ميزان المدفوعات وانهيار عملتها.
وخفضت وكالة فيتش للتصنيفات الائتمانية يوم الجمعة تصنيفها للديون السيادية لمصر درجة واحدة مشيرة الى تصاعد الازمة السياسية في البلاد بعد قرار المحكمة الدستورية العليا إبطال الانتخابات البرلمانية.
وقال عمران البورصة شهدت مبيعات كبيرة من قبل المتعاملين الأجانب بسبب المخاوف من الأوضاع السياسية في مصر إلى جانب عدم استقرار أسواق المال العالمية .
وبلغ صافي معاملات الاجانب في بورصة مصر منذ بداية العام وحتى نهاية جلسة الخميس الماضي 2.633 مليار جنيه كمبيعات.
وأردف رئيس البورصة لابد أن يتأكدوا المتعاملون الأجانب من النمو الاقتصادي وتوافر الفرص الاستثمارية والتحرك نحو الديمقراطية حتى يعودون مرة أخرى للاستثمار في السوق.
/6/2012 Issue 4229 – Date 19 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4229 التاريخ 19»6»2012
AZP02