البيئة توجّه بإلزام الشركات النفطية الحد من التلوّث
البصرة تدشّن مشروع زراعة نبات المانغروف لمواجهة تغيّرات المناخ
البصرة – الزمان
دشنت ممثلة الامين العام للامم المتحدة في العراق جنين بلاسخارت ،مشتلا خاصا لزراعة نبات المانغروف في محافظة البصرة ،ضمن خطة دعم العراق للتخفيف من شدة آثار التغير المناخي الذي يعصف بالعالم. وقالت بلاسخارت خلال الافتتاح الذي حضره المحافظ اسعد العيداني امس ان (واحدة من التحديات التي تواجه العالم ،هو التغير المناخي ، والمواطنون في جنوب العراق يعانون منه).
استثمارات اقتصادية
واضافت ان (مشروع زراعة المانغروف الذي يتم افتتاحه ،يعتبر في غاية الأهمية ،كونه يتعامل مع المتغيرات المناخية التي اثرت كثيراً على مناطق جنوب العراق). من جانبه ، قال ممثل برنامج الأغذية العالمي علي رضا قريشي ان (العراق بحاجة ماسة الى الاستثمارات الاقتصادية التي من شانها ان تخفف من حدة التغير المناخي مثل زراعة نبات المانغروف الذي انطلق في البصرة بتمويل ودعم دولي).
مؤكدا ان (التأثيرات التي ستحققها نبتة المانغروف ستكون واضحة وكبيرة جدا ، ولاسيما مع الجهود المبذولة والدعم المقدم من الحكومة الألمانية لهذا المشروع)، واشار الى انه (في خضم التأثيرات المناخية التي تواجه العالم ،فان زراعة واستثمار المانغروف أصبح محط انضار العالم ،وان المجتمعات المحيطة لها القابلة على التأقلم مع زراعة هذه النبتة للمساعدة على مواجهة الشح المائي التي تواجه سكان العراق).
واعرب عن (شكره الى الحكومة الألمانية لدعمها البرامج البيئية التي تساعد في التخفيف من التغيرات المناخية)، بدوره ،قال مدير منطقة الشرق الأوسط وجنوب شرق اوربا وامريكا اللاتينية فولكر اويل ان (الحكومة الألمانية خصصت مبلغ 11 مليون يورو الى منظمة الغذاء العالمي في العراق من اجل تنفيذ المشاريع التي من ضمنها ان تخفف من التغيرات المناخية ومن ضمنها مشروع زراعة نبتة المانغروف في البصرة).
واشار الى ان (الحكومة الألمانية ممتنة بان تكون جزء من مشروع زراعة المانغروف بالبصرة كخطوة من خطوات مواجهة التغير المناخي الذي يعصف بالعالم وما يمكن ان تحققه هذه النبتة من معجزات بيئية ،وكذلك توفر بيئة جيدة للحيوانات والمخلوقات الأخرى ،كما تساعد في التقليل من الانبعاثات الكاربونية).
وتابع ان (تظافر وتكاثف الجهود بين جميع الجهات الداعمة لمشاريع مواجهة التغيرات المناخية من شانها ان يحدث فرقا على ارض الواقع ، مع اعلان العراق التزامه بتخفيف التغيرات المناخية بنسبة واحد ونصف الواحد حتى عام 2030، وهو التزام كبير يجب على الجهات الداعمة ان توفر له الدعم البشري والمالي)، مؤكدا ان (حكومته ستستمر بدعم العراق بهذا الجانب من اجل تحقيق التأثير المطلوب)، ولفت الى ان (التأثيرات الاقتصادية التي يمكن ان تحققها نبتة المانغروف والتي لا تتجاوز قيمتها الـ 4 دولار ولكنها تقدم دعما اقتصاديا كبيرا).
ووجّه وزير البيئة، نزار ئاميدي، الشركات النفطية بالإلتزام بالمعايير البيئية. وقال بيان اطلعت عليه (الزمان) امس ان (الوزير خلال اجتماعه مع مدير عام شركة نفط البصرة، باسم عبد الكريم الشمخاني، شدّد على عدد من القضايا اهمها التحديات البيئية، والحد من تلوث القطاعات النفطية في البصرة، والتزام الشركات النفطية بالمحددات البيئية)، مبيناً ان (اغلب التحديات التي تعاني منها المحافظة مرتبطة بالصناعة النفطية، لإنتشار التلوث في مناطق الإنتاج النفطي، لاسيما الناجم عن حرق الغاز المصاحب).
اهتمام حكومي
واشار الى (ضرورة الاهتمام الحكومي بالتوجه الى التقنيات الحديثة في الصناعات النفطية، لإستثمار الغاز المصاحب لعملية الإستخراج وعدم هدره، لكونه ثروة اقتصادية كبيرة)، واضاف ان (الوزارة تبذل جهوداً كبيرة مع النفط، بالتعاون مع المنظمات الدولية والمانحين، لخفض حجم التلوث بالهواء والماء والتربة، الذي تخلفه العمليات الإنتاجية للمشاريع النفطية.
من جانبه ذكر الشمخاني، ان (الشركات العالمية ضمن العقود المبرمة معها ملتزمة بأدق المعايير، وهي ملزمة بالمعالجات البيئية في حال تضرر البيئة)، لافتاً الى ان (وزارة النفط بدأت بتنفيذ خطط استثمار الغاز الطبيعي تدريجياً، وسيتم الانتهاء من تنفيذ المشاريع الخاصة خلال عامي 2024 حتى 2027)، وصولاً الى الاستثمار الكامل للغاز المنتج في 2030). في غضون ذلك، اكد ئاميدي، اهمية دور الجامعات في معالجة المشكلا البيئية. وقال بيان امس ان (الجامعات تمتلك دوراً كبيراً في معالجة التلوث والمشكلات البيئية لاسيما المتعلقة بسلامة المواطن، عبر طرحها البحوث والدراسات العلمية والخبرات الاكاديمية).
واشار الوزير خلال زيارته لجامعة البصرة، الى (ضرورة دعم خطط وبرامج الوزارة والمساهمة في تحسين البيئة، عن طريق تعزيز سبل التعاون الاكاديمي والبحثي بين الجامعة ودوائر الوزارة، وتوظيف بحوث رسائل الدراسات العليا لمعالجة مشاكل التلوث البيئي بمختلف اشكاله في البصرة ومحافظات العراق كافة، وتسليط الضوء على اهم التحديات التي تواجهها البيئة)، من جانبهم الهيئة التدريسية بالجامعة، كشفوا عن (تنفيذ عدد من المشاريع المشتركة مع الفرق البيئية، منها مراقبة تلوث الهواء والماء والتربة، وعدد من مشاريع الطاقة والمشروع التجريبي لزراعة المانجروف، وتوجيه بحوث طلبة الدراسات العليا نحو معالجة مختلف المشكلات التي المجال البيئي).