الباجلان تتفوق على الظروف التي تقف أمام شهرتها:

الباجلان تتفوق على الظروف التي تقف أمام شهرتها:

تدريب الطفل على حوار الدمى يعزّز ثقته بنفسه

الموصل – هدير الجبوري

كلماتها العفوية وطيبة قلبها الواضحة وأصرارها العالي وتفاؤلها هو من سماتها الواضحة لكل من يتعامل معها عن قرب ..متفانية بالعطاء تبذل كل ما بوسعها لأسعاد الآخرين رغماً عن الحياة الصعبة التي عاشتها ..جميلة الروح وأنيقة المعشر قريبة الى النفس.. أبنة بغداد التي قدمت الى نينوى الحدباء لتستقر فيها وتؤسس حياة عائلية كان الايثار والتفاني والاواصر القوية والمحبة هو ما يميزها. انها ميادة مجيد امين الباجلان التي ولدت عام 1967 في العاصمة بغداد في منطقة المهدية في شارع الكفاح قرب منطقة الفضل .ودخلت الابتدائية في منتصف السبعينات بمدرسة (الدهانة ) في منطقة سوق حنون ، وفي بداية الثمانينات دخلت متوسطة الرصافة في شارع الجمهورية وبعدها الاعدادية المركزية لكنها لم تستمر بالاعدادية وانتقلت مباشرة الى الدراسة في معهد الفنون الجميلة ببغداد بقسم الفنون التشكيلية التي سرعان ما قامت بنقل نفسها منها لتنضم الى قسم المسرح لحبها الكبير لهذا الفن بالرغم من معارضة اهلها ووالدتها على وجه الخصوص لهذا التغيير في الاختصاص ودخول المعهد من الاساس .ولامتها والدتها كثيراً وعنفتها بالكلام في بادئ الامر لكنها في النهاية أقتنعت أمام اصرار ورغبة ميادة الباجلان .

وصديقتها الفنانة  الهام احمد التي هي جارتها ايضاً هي من دفعها ?وشجعتها للدخول الى معهد الفنون الجميلة ودخلتا المعهد واصبحتا ?زميلتين وكانت معهما الفنانة سهير اياد والتي درست معهما بنفس القسم..

و كانت تجهد نفسها بالقيام بكل ماتتمكن عمله لتتكفل بمصاريف معهدها كالعمل بالخياطة والتطريز وبيع القطع التي تكملها..كي لا تثقل كاهل عائلتها من الجانب المادي لمحدودية دخلهم آنذاك.وكانت تسعى أيضاً لجمع مبلغ من المال يمكنها من الذهاب الى المتنبي وشراء الكتب المهمة عن عالم المسرح ..

اكملت الباجلان دراستها في معهد الفنون الجميلة عام 1990 ومن ثم التحقت بالدراسة في كلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد عام 1998 وكذلك حصلت على بكالوريوس الكلية التربوية المفتوحة من جامعة بغداد عام 2007.  ولم يتوقف طموحها عند ذلك فأكملت الماجستيرفي الفنون المسرحية من كلية الفنون الجميلة ،في اختصاص التقنيات المسرحية عام 2009 لتكمل بعده المشوار لغاية الحصول على الدكتوراه في اخصاص فلسفة فنون مسرحية / التقنيات المسرحية ومسرح الطفل من نفس كلية عام 2019.

وعملت الباجلان وتلقت تعليمها قبل ذلك على يد أساتذة كبار في دائرة الاذاعة والتلفزيون لكنها لم تظهر كوجه تلفزيوني بسبب معارضة اهلها الشديدة التي وقفت عائقاً امام تحقيقها الشهرة أسوة بزميلاتها من نفس الدفعة اللواتي اصبحن فيما بعد فنانات مشهورات.لكنها شاركت آنذاك كصوت فقط في البرنامج الاذاعي الشهير ( حذاري من الياس ) في التسعينات بأدوار تمثيلية للمشاكل التي كان هذا البرنامج يناقشها ويبثها اسبوعياً من اذاعة جمهورية العراق في بغداد وعندما تناهى صوتها بالمذياع ألى اسماع والدتها أقامت الدنيا ولم تقعدها.

بيع خبز

عملت بعد التعيين في عدة مدارس أبتدائية ببغداد بعد اكمالها لمعهد الفنون الجميلة وعانت هي وعائلتها من آثار الحصار الاقتصادي حالها حال كل العراقيين في التسعينات وتوافق ذلك مع دراستها الاكاديمية في كلية الفنون الجميلة وكانت تضطر احياناً الى ان تقوم بصنع الخبز وبيعه كي تؤمن مستلزمات دراستها الاكاديمية في كلية الفنون الجميلة وكان الوحيد الذي يشجعها من عائلتها هو عمها الدكتور جليل رشيد فالح الباجلان وهو أحد اساتذة جامعة الموصل ويقوم بتقديم برامج رمضانية على موائد القران الكريم آنذاك وله علاقات وثيقة برموز الموصل وشخصياتها الثقافية..

وبالتحدي ومواجهة الرفض القديم  حققت الباجلان امنياتها بالتمثيل بالعديد من المسرحيات التمثيلية وعروض خاصة لمسرح الطفل الذي تخصصت فيه وكان هو ولعها الأكبر فشاركت في مهرجانات عدة وتقديم عروض خاصة بذلك ،وأيضا تم الاستعانة بقدراتها في الكلية التربوية المفتوحة ببغداد لأضافة مناهج تعليمية مخصصة للطفل لزيادة قابليته في الفهم واستيعاب المادة من خلال تدريبه على أستخدام لغة الحوار مع الدمى لتعزيز ثقته بنفسه وكسر حاجز الخوف والحرج والخجل.. وشاركت الباجلان بعد حصولها على الدكتوراه بمسرحيات عديدة مع الفرقة القومية للتمثيل ووقفت امام فنانون كبار لتتعلم منهم كشذى سالم وبدري حسون فريد والمخرج صلاح القصب وغيرهم ..وكان للفنان بدري حسون فريد دور مهم في ارشادها وتعليمها ورفدها بالادوات المهمة للتعامل مع المسرح.. وقامت بالمشاركة في ورشات خاصة في الاردن وتركيا خاصة بمسرحة المناهج.

أسست مع الفنانين حسين علي هارف وحسين علي صالح مسرح خاص بالعرائس والدمى ليعرض مسرحياته في هذا الجانب الذي كانت تقيمه الفنانة زينب عبد الامير وشارك معهم ايمان عبد الستار الكبيسي والناقدة سافرة وذكرى عبد الصاحب من خلال هذه المسرحيات التي تنمي الخير عند الطفل والأنصات الى كلام الدمى الموجه لغرض التربية الصحيحة..وكانت الباجلان تتمنى لو انها شاركت ايضا ضمن العربات المتنقلة والتي كانت مسرحاً متحركاً لعرض الفنون المسرحية..

وشاركت في الثمانينات والتسعينات بعروض مسرحية وحصلت على جائزة أفضل ممثلة عن دورها بعملين هما: براءة طفولة الذي قدمه الدكتور عبد القادر الجعفر وليلة ساخنة الذي قدمت الباجلان فيه دور الام والمذيعة بنفس الوقت.. وشاركت بمسرحية سفراء الجنة كمخرجة وممثلة وكانت من تاليف ايمان الكبيسي وسينوغرافيا رياض الجابر

ميادة الباجلان بالاضافة الى كونها ممثلة ومتخصصة بمسرح الدمى هي أيضا فنانة تشكيلية ورسامة ولها العديد من اللوحات وشاركات بمعارض عدة..كما عملت مشرفة فنية في النشاط المدرسي لتربية بغداد الرصافة /1 ومديرية تربية صلاح الدين وتدريسية في نينوى. واصدرت كتب عدة مهي : اشتغال عناصر الجذب البصري في عروض مسرح الطفل،خصائص تكوين المنظر في عروض مسرح الطفل،مسرح الطفل جماليات التربية والتعليم واللعب،الاهداف القيمية والاخلاقية لمسرح الطفل،التربوي والجمالي في عروض مسرح الطفل.

مشاركة