لندن – الزمان
قالت مصادر دبلوماسية غربية لـ”الزمان” إن اجتماع الدوحة الذي جمع تركيا وإيران وروسيا لم يحقق نتائج حاسمة، مشيرة إلى أن الخلافات بين الأطراف الثلاثة كانت عميقة ومتباينة في عدد من الملفات الرئيسية في سوريا. وأضافت المصادر أن النقاشات عكست تبايناً واضحاً في الرؤى حيال مستقبل الحل السياسي، الأمر الذي حال دون التوصل إلى توافقات ملموسة، فيما يبدو ان العمليات العسكرية الأخيرة التي أطلقتها المعارضة تجاوزت التصريحات السياسية مما يثير تساؤلات حول فاعلية تلك اللقاءات في ظل التصعيد الميداني. ورأت المصادر أن الواقع على الأرض قد يفرض أجندته الخاصة، بعيداً عن المبادرات الدبلوماسية التي لا تزال عاجزة عن مواكبة تطورات الميدان.
وشدد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي السبت على أهمية إجراء “حوار سياسي” بين حكومة الرئيس السوري بشار الأسد حليف طهران، والمعارضة، وذلك عقب اجتماع مع نظيريه الروسي والتركي في الدوحة لبحث الوضع في سوريا.
من جهته قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنه لا يمكن السماح لـ”إرهابيين” بالسيطرة على الأراضي في سوريا.
وقال لافروف على هامش منتدى الدوحة في قطر “من غير المقبول السماح لجماعة إرهابية بالسيطرة على الأراضي في انتهاك للاتفاقيات القائمة، بدءا من قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 (الصادر في العام 2015) الذي أكد بقوة سيادة الجمهورية العربية السورية وسلامة أراضيها ووحدتها”.
وأتى الاجتماع في العاصمة القطرية في ظل هجوم غير مسبوق منذ اندلاع النزاع في العام 2011 تشنّه فصائل معارضة أتاح لها السيطرة على مناطق عدة في شمال البلاد ووسطها وجنوبها.
وتشارك إيران وتركيا وروسيا في صيغة أستانا التي أطلقت عام 2017 سعيا لاسكات صوت الأسلحة في سوريا، من دون أن تكون منضوية في المعسكر نفسه على أرض المعركة. ففي حين وفرت دمشق وموسكو دعما مباشرا للرئيس السوري، اتخذت تركيا موقفا معارضا له منذ بدء النزاع، وساندت بعض فصائل المعارضة.
وكان عراقجي التقى في وقت سابق السبت أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وأعلن إجراء مباحثات “صريحة للغاية ومباشرة” مع نظيره التركي هاكان فيدان، وذلك على هامش “منتدى الدوحة” الذي يقام في العاصمة القطرية.
وكان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان “تمنى” الجمعة أن يتواصل “تقدم المتمردين من دون مشاكل” متعمدا ذكر هدفهم النهائي “دمشق” بعدما سيطروا على حلب وحماه، داعيا الأسد “إلى التصالح مع شعبه”.
في الأشهر الأخيرة، لم تلق سياسة اليد الممدودة التي انتهجها اردوغان مع الأسد وحتى دعوته لعقد لقاء أذانا صاغية، إذ اشترط الرئيس السوري مسبقا انسحاب القوات التركية من شمال غرب سوريا التي نشرت لمكافحة المقاتلين الأكراد.