الإيمو .. قلب أم قالب ؟
حينما نراه في الوهلة الأولى نظن بأنه يملك شيئاً من ملامح الرجولة وشيئاً آخر من ملامح الأنوثة .
فعلا انه لمنظر يثير الاشمئزاز أن ترى شاباً يرتدي نصف بنطال وقميص مزركش بلا ياقة وازراره مفتوحة إلى أسفل صدره وهناك قلادة حول عنقه ناهيك الحواجب المخططة (تاتو) مع شيء من أحمر الشفاه وشعر طويل يتدلى فوق الجبين .
كل هذه الأشكال تثير الامتعاض والتقزز. .لماذا وصل الشاب العربي إلى هذا المستوى من التغيير الخلقي .. والمسألة ليست هنا بل تكمن في إحساس ذلك الشاب الذي يرتدي زياً يميل للأنوثة فهل تخلى عن رجولته ..الم يكن العرب يفتخرون بأنهم انجبوا ذكراً لهم .
ماهو شعور الأم التي احبطها ولدها الذكر بملابسه وحركاته الأنثوية …زمان كان الصبي يتباهى بأنه من الذكور اما البنت فتظل حزينة لأنها ولدت أنثى .فهل تغير الوضع بدوران الزمن ؟
كل هذه الأسطر ليست هي ببيت القصيد .الشيء الذي يثير التساؤل هو هل هناك فتى ينتفض حينما يسمع أن شرف العائلة وعرضها قد انتهك .
نعم إن الفتية من العرب ينتفضون ويهزون الأرض غيضا حينما تنتهك حرمانهم ويسبى شرفهم وعرضهم.
فهل تعتقدون إن من ضمن أولئك الفتية فتى من الايمو .
هذا ما حدث فعلا ….لقد انتفض ذلك الفتى الايمو حيث ازبد وارعد وشمر عن ساعده بعدما رمى قلادته وخلع قميص الأنوثة وظهرت سيماء الفحولة من حيث غيرته على شرفه وعرضه .
نعم هو من الايمو لكنه قالبا لا قلبا فهناك مظاهر خداعة سلبية وإيجابية وعلى قاعدة المثل القائل ليس كل ما يلمع ذهبا فنحن نقول ليس كل رجل تراه يرتدي العقال واليشماغ أو يرتدي بدلة رجالية بربطة عنق انيقة هو رجل فعلا.
عند الشدائد تعرف معادن الرجال فمنهم من يرجع الى أسفل الذل والحضيض ومنهم من يصعد إلى أعلى درجات العز والكرامة .
إذا هناك مظاهر خداعة تعمي الناظر وتخدع البصر فلا نحكم من النظرة الأولى لأن بعض الظن إثم .
انتصار سعدي الجنابي – بغداد