الإنسان وتاريخ سلوكه
تأثير البيئة في البشر
ساذكر في هذا المقال تاثير البيئة المحيطة والفكر والحقبة الزمنية على الانسان ودور الفلسفة والمنطق وتاثيرها على الانسان على مر العصو. في العصور الغابرة السابقة لم يكن الانسان الا بصورة قريبة من سلوك الحيوان وفقا لفكره وغريزته اذ ان ذكاءه على باقي الكائنات جعله يصمد امام مختلف الحيوانات والامراض الفتاكة ولا يتزود بقوته الا عن طريق الصيد او البحث عن طعامه في الغابات.
وكان الناس سواسية انذاك اذ لا يوجد بينهم غني او فقير فكلا يحصل على قوته بذراعه،الى ان بادر الانسان بالزراعة حتى اصبح هناك مالك ومملوك عبد وسيد اي بروز الطبقة البرجوازية والتي طغت باملاكها على سائر العبيد،نلاحظ هنا ان الراس مالية كانت سائدة حتى قبل خمسة الاف سنة او اكثر اذ انها ليست نضاما حديثا، ومن الزراعة الى الصناعة ومنها الى التكنلوجيا،
كما هو مألوف في القرن العشرين والحادي والعشرين،نرى ان العبودية استمرت مع تطور الانسان من شكله البدائي النياتردالي الى هيئته الحالية، تباينت آراء الفلاسفة في تفسير اصل الانسان وخلقه على مر العصور منهم ارسطو وهيكل وسارتر وغيرهم . ومنهم من ادعى ان البشر قد اتوا من كوكب اخر وهذا الكلام مستند على احدث الادلة التنقيبية وفق لعالم لا تسعفني الذاكرة لذكر اسمه،كل الحقب الزمنية قد ساهمت في تطور الانسان وذكائه.
دور مهم
ولا استبعد انه في الالفية القادمة سنكون من البدائيين في نظر انسان المستقبل والله اعلم.
على مر التاريخ كان دور الفلاسفة دورا مهما في تفسير ماهية الحياة رغم انها كانت بدائية من المنطق الارسطي الى المنطق الحديث،فبرغم ان الاقيسية المنطقية السابقة والمثل الاعلى وطريقة الخطابة ايجابية ولو بعض الشيئ الا انها بدائية وسلبياتها تفوق ايجابياتها للاسف فالتشدق بالخطب الرنانة اضحت لا تجدي نفعا كذلك هي المثل الاعلى ،يمكن تمثيل تطور الانسان البدائي منذ نشأته بسلسلة لا تفارق تطور الفلسفة معه.
فمثلما اثبت ان الحقيقة والمنطق نسبيان وقابلان للمرونة والتغير بمرور الزمن في الحقبة المعاصرة، تم دحض فكرة ان المنطق ليس ثابتا وازليا وليس ذا بنية ثابتة فبتطور الانسان يتطور العلم والفلسفة ايضا،كان في ما مضى قد اثبت ان الحقيقة نسبية من قبل ابن خلدون عالم الاجتماع والمفكر والفيلسوف والمدرسة السفسطائية ايضا، الا انهم للاسف لم تلق افكارهم ذاك البريق كما هو الحال الان، فببساطة السفسطائيون من الطبقة العامة ولا يمكنهم ان يجاروا وفق مقامهم اصحاب الجاه من الفلاسفة ذوي الطبقة المترفة،فاضحت السفسطة منبوذة ويقصد بها السخرية والذم تجاه الاقوال المحرفة.
ولو تمعنى النضر في مقارنة السفسطة بالعصر الحديث لرايناها تتشابه بعدة جوانب،ولو لا انتصار الفكر الارسطي عليهم لاصبح السفسطائيون منارة في عصر جديد من الفكر ونهضة تقدم في تفسير الضواهر الطبيعية. اما بالنسبة للفلسفة الاسلامية يحاول الاسلاميون بشتى السبل ربط المنطق والمثل الارسطية الافلاطونية بالهيكلية الاسلامية ،فاضحت المثل العليا هي اخلاقا دستورية ليس الا وليست اخلاق تحليلية وجودية ،اذ ان المنطق الاسلامي يبحث في صحة هذا الفعل من ذاك فقط وفق للشريعة والحديث اي ان المنطق اصبح صوريا يفتقر للمرونة الضرورية لانعاش فكر المسلم،
الاسلام هو دين خلق ويوجه الانسان الى الاخلاق الحميدة كما هو موجود عند الاشاعرة، والاخلاق فرع من فروع المنطق ولم تتطور وتدرس فلسفة الاخلاق لا في العصر القديم ولا في العصر الحديث في الشرق الاوسط للاسف. قد يقال لي وما شان الاخلاق من الفلسفة والمنطق ؟؟
رئيس فرع
ببساطة الاخلاق فرع رئيسي من فروع المنطق اذ اننا نلجئ للمنطق بالمسالك الاخلاقية المنطقية. يفتقر رجال الدين الى تنشئة العامة من الناس خلقيا وفق دراسة معمقة وليس سطحيا كما هو مألوف.
لا اريد التطرق الى البحث في علم الاخلاق على كلا مثلما الحقيقة نسبية فالاخلاق ايضا نسبية سواء كان في زمانين مختلفين لمكان واحد او مكانين مختلفين لزمان واحد او كلاهما.
اسامة زهير – بغداد