الإنسان واللإ انسانية

الإنسان واللإنسانية

منذ ان خلق الله تعالى الانسان كرمه وجعله مفضلاً على سائر المخلوقات واعطاه السلطة والخلافة في الارض يعمرها وينتفع من خيراتها لذلك كثير من العلماء والفلاسفة ارادوا ان يبحثوا عن اصل هذا الكائن العجيب فاجمعوا وفي مقدمتهم عالم الطبيعة تشارلز داروين صاحب نظرية النشوء على ان اصل الانسان او ان السلالة البشرية تنتمي الى سلالة الحيوان وبالاخص سلالة القرود وعندما تطورت هذه السلالة اصبحت اقل شبها من القرود حتى ارتقت الى مستوى انسان.

ويرتبط مفهوم الانسان بالانسانية وتدخل في هذا المفهوم اعتبارات فلسفية فالانسانية المجردة تدل على الانسان واختلافه مع محيطة من الكائنات اما ان كان المقصود هو جوهر الانسان فهذا يشمل الجانب السلبي والايجابي للانسان , الانسانية وجدت و تطورت عبر مراحل الزمن فحينما كان الناس يعبدون التماثيل والاوثان في العصور الوسطى اعتبر الفلاسفة اليونانيون بان هذا انتقاص للانسانية أي انهم نظروا للانسانية من منظور العقل البشري واعتبر بعض المفكرين الانكليز بان الانسانية هي مدى محبة الناس لبعضهم البعض بغض النظر عن المستوى الفكري والعقيدي وظهرت افكار في اوربا تمجد الجنس البشري وتعتبره افضل مخلوق على الارض بسبب امتلاكه للعقل وقد وصل بعض اصحاب هذا الفكر الى اعتبار الانسانية دينا بديلا للبشرية .

اما في الاسلام فان الانسانية يمثلها سيدنا محمد ((صلى الله عليه واله وصحبه)) وله الاثر الاكبر في توضيح الانسانية من خلال دين الاسلام الذي جاء به وحتى العلماء غير المسلمين يشهدون بذلك فالتسامح و حب السلام والكرم والرفق بالتعامل مع غير المسلمين كلها صفات تدل على الانسانية التي تشمل الجانب العقلي والروحي حتى الديمقراطية التي اوجدها الغرب كان الاسلام قد سبقها عندما الغى مفهوم العبودية وحرمه .

واليوم في مجتمعنا هذا ابتعدنا كثيرا عن الانسانية و لم نجد الانسان ولا الانسانية تجردنا من الاثنين فتارة نشاهد انساناً يهبط الى مستوى اسوأ من الحيوان الذي لا يضبط نوازعه ولا يملك ان يضبطها الا قسرا وتارة نجد انساناً يرتفع الى مستوى ملائكي من الطهارة اصبحنا مثل مرض ضغط الدم هبوط وارتفاع لا نستطيع ان نسيطر على تصرفاتنا ومشاعرنا فغاب الانسان والانسانية.

برزان حامد

مشاركة