الإنسان العربي من هو ؟

الإنسان العربي من هو ؟
العربي هو لوحة رمادية تتخلله خيطان رفيعان من الالوان اخضر غامق واحمر غليظ فهو مزيج من ترسبات تمتد الى عشرات القرون انه الكائن الوحيد الذي يجيز رسم الاحلام في ظل الجدران لوحل الليل وفي النهار تتسرب احلامه الى اعماقه …تتكللس ..
تندثر مثل فئران تحتمي في اعماق الارض وفي الظلمة فالعربي انسان مدان بالتبعية وقد اقتنع انه في اعلى سلم الانسانية بحجج كثيرة المذاهب التقاليد القبلية العادات العبودية السياسية الابتزاز الانساني nالفكر الهش nضياع القانون انه لوحة ساهمت في تحديد الوانها كل تلك الاشياء المتوارثة متذرعا بانصهاره في واقع عقيم بلا افق محدود تحت قانون الله يغفر لكن الواقع لا يغفر لمن حاد عن مساره .
ان العربي هو الكائن الوحيد الذي يخاف من المجتمع اكثر من الرب الذي يعبده لذا فهو لا يجيد الا الاستسلام في المواقف الجماعية في الحروب المد القبلي في المد الفكري فليس للانسان ان يتملص من واقعه لكي لا يتهم بالالحاد او الخيانة او الجنون او الانحراف
وحتى في مشاعره العاطفية بغض النظر عن كونه رجلا او امراة فانه يجيد الوصول للمس المجرات فالعرب يقدسون العشق ولكن حين تصل بهم الامور الى تحقيق حالة الوصال فانهم يتذرعون بالظروف والعادات بحجة القدر فيعودون ليلعنون الحب وانه مضيعة للعمر وانه كفر ليصل بهم الحال الى تحريمه بينما يجيز العربي لنفسه عشق الف امراة ويبرر لتصرفاته الف حجة ولكنه ايضا يندد ويهدد باي علاقة طاهرة تنمو في اسرته فمن لا يؤمن بالحب في اعماقه ومن لا يلعن الحب والحرية والثورات ان الانسان العربي كائن لا يعرف كيف مر به العمر فالظروف المحيطة به هي من تحدد اهدافه واحلامه وملامحه وتطلعاته ومواقفه وبطولاته وعبادته فهو اني يتغير بتغير الظروف المحيطية به انه ابن بيئته بطريقة مغايرة فهو ابت التبعية المحضة.
ولانه جبل على التبعية المتوارثة من اسلافه فانه يرضى باقل نزر من الحياة والحرية والاعمار بحجة الــــــــرزق بيد الله وبحجة الحمد لله نحــــن افضل من غيرنا فقد روضـــــه الواقع الديني ان لا يثور على ولاة الامور ويرى ان تلك مهمة الله وحــده وانه اصلا تبعا لوكلاء الله …
فهو من جهة ثانية لا يستطيع التخلي عن فكرة القداسة رغم اقراره في اعماقه انه لايؤمن بكل ما حوله الا ان الفقر والجهل تنخر ارادته تماما فيدين بمبدا التبعية تحـــــت قانون الحشر مع الناس عيد فهو امتهن النوح في كل المواقــــــف مع الله ويكتفي بالخلوة في زاوية محـــــــددة ليبث لله ما يجول بخاطره ظــنا منه ان الله يكتفي بالعبادات فقط وتلك هي الفـــــــــــكرة التـــــــي يدور حولها الفكر الديني الذي تشظى الى مذاهب لا حصر لها بل والاعجب انك ترى ان كل معبد يحمل تصورا خاصا عن الله والحياة والانسان وان قطب الرحى هو رجل الدين الذي يلون بفرشاته ملامح الاتباع بالكيفية التي يراها فهو مخـــــول بدفعهم للقتال او الصمت او التكفير او العمل متزامنا مع الفكر السياسي الاستعبادي الذي جبل عليه الانسان العربي على امتداد القرون ولذا فان الواقع العربي يعيش اليوم حالة هيجان سياسية اقليمية وعالمية تحت مظلة الدين
علي الندة الحسيني بغداد

/7/2012 Issue 4261 – Date 26 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4261 التاريخ 26»7»2012
AZPPPL

مشاركة