الإنبهار الإنهزامي وما وراؤه
كثرت في الآونة الأخيرة ظاهرة بدأت تتمدد وتمتلئ بها الأحزاب والمكونات العراقية حتى أصبحت أخطر الأمراض الفتاكة في هوية الوطن وثقافته ألا وهي ظاهرة الانبهار بدول الغرب بصورة عامة والولايات المتحدة الأمريكية بصورة خاصة والتي فيها من السلبيات والمخاطر ما يفر منها كل عاقل ولبيب كما فيها من المحاسن والايجابيات وهذا الانبهار الذي يتجلى في الزيارات المتكررة إلي أمريكا والمبنية على أسس طائفية أو تكوينية لبعض الشخصيات والأحزاب والمكونات إلى يا ترى هؤلاء المنبهرون بأمريكا والمعجبون بها والذين يخرجون علينا كل يوم بأفكارهم المهزومة في البلد هل يوعون بأنهم مجرد رقم أو لعبة أو صورة لسيناريو مشهد تقسيم البلد على هيئة أقاليم والمتفق عليه مسبقا في مخططات الدولة المنبهرين بها ؟ وإن كانوا يعلمون بسيناريو التقسيم وهم راضون به هل يعتقدون بأن مشاكلهم ستنتهي بإعلان الإقليم ؟ هل نسي هؤلاء أم تناسوا بأنهم في مجتمع عشائري !!! وبعض العشائر تسري في عروقها روح الوطنية ورافضة للتقسيم العرقي والطائفي .
لقد أبتلي البلد بالمنبهرين المهزومين نفسيا بفكر الطائفية والعرقية المشؤومتين التي أصابت البلد بلوثة المادية وكثر فيه التاجر المحتكر والموظف المرتشي والفقير الحاقد كثرت فيه نماذج الغني البخيل وصاحب النفوذ المستبد والمسؤول الخائن والخازن السارق والوزير النفعي.
كان الأولى بهؤلاء المنبهرين الإنهزاميين أن ينبهروا بماليزيا ويتعلموا الدروس منها ماليزيا تلك الدولة التي كانت فقيرة ومتخلفة في وقت قريب حتى تحولت إلى نمر اقتصادي يوازي الدول الاقتصادية المتقدمة بفضل فارسها المهاتير محمد فقد أقام الدولة الجديدة على ركائز مهمة وقوية فقد عمل على وحدة البلاد رغم تعدد الديانات والطوائف فيها من مسلمين وبوذيين وهندوس والكل عليهم نفس الواجبات ولهم نفس الحقوق وركيزة أخرى أعتمد عليها وهي البحث عن دولة تقوم بدعم ماليزيا في التنمية ألا وهي اليابان وركيــــــزة ثالثة تتمثل بجذب الاستثمار والكثير من الركائز التي جعلت هذه الدولة في مصاف الدول المتقدمة وصار يحسب لها ألف حسـاب.
ان التخلي عن الانبهار بالمحتل وتبصير المنبهرين به هو واجب على كل عراقي وطني غيور يبغي للعراق أن يعود ليسود
عدنان فاضل الربيعي