الإعلام والاستقرار المجتمعي – كفاح حيدر فليح
عبارة الصحفي وليم هيرست ” زوّدوني بالصور، أزوّدكم بالحرب ” تدل كم هو خطير الإعلام أذ استخدم في غير موضعه وهدفه الحقيقي، واليوم تتزايد صعوبة التمييز بين المعلومة والخبر وما بين العام والخاص وحتى ما بين الحلفاء والمنافسين أو الأعداء، لا سّيما ونحن نعيش زمن شيطنة وسائل الإعلام عن طريق سوق القلق وإنتاجه والذي يبث عبرَ( التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي ) والتي هي أكبر منتج للقلق وأثارة المتاعب في أوساط المجتمع، في وقت يتراجع ويغيب دور المثقف ليكبر دور الإعلام الذي يقود المجتمع إلى دعاية دجل، وبدأت وسائل الإعلام تتحول وتحيد عن دورها وأهدافها السامية لتصبح أبواقاً دعائية لرأسمال من يدير المؤسسة ولتسوقه إعلامياً، وهذه المؤسسات تنطلق من مقولة من يملك المال والمعلومة يسيطر ويحكم ويفرض رؤيته على الآخرين، أذ نراها تقدم بعض إعلاميو الأزمات من الذين يصدعون رؤوسنا بما يحلو لهم من كلام ويصفهم البعض بالمحللين وهم أبعد عن هذا الوصف، فعندما تأتي الديمقراطية بوجوه لا جدارة لها من تَكوين وفكر ورؤية وخلق فأنها تَستحيل زيفاً، وهؤلاء البعض يبثون سمومهم وأحقادهم للجمهور ويُعدون هذا من ضمن حرية التعبير عن الرأي بينما سمومهم تثير الرأي العام وتؤثر فيه وربما توقع الفتنه بين صفوف المجتمع، وبهذا ابتعدت وسائل الإعلام عن أصولها وتحولت إلى أداة تهدد الأمن والسلم المجتمعي عن طريق بثها السموم وأيديولوجية وأفكار أصحاب رؤوس الأموال للجمهور بنحوٍ عام الشباب وبنحوٍ خاص، ووسائل الإعلام بذلك تأخذ بأيدي الجمهور للخضوع للصورة الذهنية التي يرسمها لهم الإعلام، ندعو ونأمل أن يعود الإعلام إلى أهدافه لِيُعلم ويُخبر ويُثقف ويُسلي ويُعزز مشاركة الجمهور في الاستقرار المجتمعي.