الإعلام ما له وماعليه
الإعلام له سلبياته القاتلة مقابل ايجابياته فما يبثه من خلال وسائله المسموعه والمقروءةوالمرئية تبقى راسخة في عقول البشر كالنقش على الحجر لن يتغير مهما حاولت ازالته خصوصا اذا استُخدمت وسائل اقناع وكان المتلقي قليل المعرفة أو انسان بسيط يمكنه تصديق كل مايسمعه لاعتقاده أن كل مايبث في وسائل الإعلام هو حقيقة 100% وغير قابل للتكذيب ،
ويمثل الإعلام عنصرا مؤثرا في حياة المجتمعات باعتباره الناشر، والمروج الأساس للفكر والثقافة، ويسهم بفاعلية في عملية تشكيل الوعي الاجتماعي للأفراد إلى جانب الأسرة والمؤسسات التعليمية والمؤسسات المدنية بل إنه في كثير من دول العالم أحد منتجي الثقافة عن طريقه التفاعل والتأثير الإنساني المتبادل، وفى السنوات الأخيرة اكتسبت وسائل الإعلام، باختلافها، أبعادا جديدة زادت من قوة تأثيره على الأفراد والجماعا ت. أضف إلى ذلك أن الإعلام باعتباره مؤسسة اجتماعية هامة في المجتمعات البشرية يحمل مضامين اقتصادية، وسياسية، وأيديولوجية إن لم تكن لها القدرة على ترسيخ ثقافة المجتمع وهويته، فإنها تؤدي إلى تزييف الوعي وإفساد العقول. ولا بد من الاعتراف بأن الشباب العربي هو أكثر فئات المجتمع تأثرًا بعمليات الغزو الثقافي؛ نتيجة للانفجار المعرفي الهائل، وتطور وسائل الإعلام الجماهيرية، ولاسيما الفضائيات التي تمثل متغيرا اجتماعيا، وثقافيا مهاما في حياة الشباب، فهو المصدر الرئيس للمعلومات والتعلم وهو أحد مصادر عمليات تشكيل الوعي الاجتماعي في عصر العولمة الإعلامية ويعرف الإعلام بأنه النقل الحر والموضوعي للأخبار، والمعلومات، والوقائع بصورة صحيحة بإحدى وسائل الإعلام مستهدفاً العقل، ولا يهدف لأي غرض سوي الإعلام ذاته لغرض التميز بينه وبين الدعاية. وهناك من يري أن الإعلام هو: العملية التي يترتب عليها نشر الأخبار، والمعلومات الدقيقة التي تركز علي الصدق والصراحة، ومخاطبة عقول الجماهير، وعواطفهم السامية، ، والارتقاء بهم من خلال تنويرهم، وتثقيفهم لا تخديرهم وخداعهم .
والإعلام له ايجابياته كما له سلبياته وسأوضحها بشكل مختصر ادناه :
اولاً : إيجابيات الإعلام
- القيام بأداء الدور الرقابي والخاص بأداء الحكومات والأجهزة التنفيذية بمختلف أنواعها .
- إتاحة الفرصة وذلك أمام كافة أصناف الأشخاص و إتجاهتهم الفكرية للتعبير عنها و إيصال أصواتهم إلى الجهات المعنية .
- العمل على نشر ثقافة التوعية للمجتمع ، و ذلك بخصوص كل ما يواجهه الأشخاص فيه من عوائق أو مشكلات أو أحداث قد تقوم بتأثير سلبي عليهم أن لم يكونون على دراية مناسبة للتعامل معها .
- العمل على تقديم الثقافة المناسبة للأشخاص ، و ذلك المجالات المعيشية و الحياتية لهم ، وذلك نظراً لقدرة وسائل الإعلام العالية على القيام بتقديم المعلومات إلى مختلف الطبقات الاجتماعية أو الفئات والمراحل العمرية الخاصة بالأشخاص ، و ذلك بطرق جذابة لهم .
- سرعة معرفة الأخبار أو الأحداث سواء المحلية أو العالمية إذ أن وسائل الإعلام قد قضت تماماً على حاجز المسافة ، و جعلت من العالم قرية صغيرة ، وسهلت عملية نقل المعلومات بشكل كبير بينه .
- إتاحة مساحة لعرض المهارات والمواهب الشخصية للأشخاص .
7.القيام بعمليات الدعاية للمنتجات أو الخدمات وهو ما ينشأ عنه زيادة الطلب على تلك المنتجات أو الخدمات من جانب الأشخاص و بالتالي رفع مبيعاتها وأرباحها 8. تقديم الدور الترفيهي من خلال الموسيقى أو البرامج والمسلسلات بأنواعها .
- اتاحة الفرصة للأشخاص بالتعرف على الثقافات و الدول المختلفة بل و الإطلاع على عاداتهم الخاصة بهم وأسلوب حياتهم .
ثانيا : سلبيات الاعلام
يوجد عدداً من تلك الآثار السلبية والضارة للإعلام مثل :
- إثارة البعض من وسائل الإعلام تلك النعرات ، أو العصبيات الطائفية البغيضة بين الأشخاص ، وذلك لأغراض معينة ومحددة مما ينتج عنه في النهاية حدوث الكثير من أشكال الاحتفالات المجتمعية بين الأفراد تأثراً بذلك .
- قيام بعض من وسائل الإعلام أو القنوات الإعلامية ببث مجموعة من البرامج التي تعمل على انحطاط الذوق العام أو أفكار الأفراد ووعيهم وذلك سعياً منهم لتحقيق الأرباح المالية .
- إصابة بعض الأفراد بالعزلة ، وذلك راجعاً إلى قضاءهم لمعظم وقتهم في مشاهدة التلفاز أو القيام بتصفح الشبكة العنكبوتية الإنترنت ، و هو ما يمكن أن يؤدي إلى ابتعادهم عن عائلاتهم أو حتى عائلاتهم أو حتى أصدقائهم ، و يتسبب لهم في مشاكل اجتماعية عديدة .
- القيام بالترويج لبعض المنتجات أو السلع الضارة صحياً مثل الترويج للدخان أو الكحوليات أو المواد المخدرة ، وذلك يكون من خلال وجود بعضاً من المشاهد في الإعلام تقوم بإظهار إدمان هذه الأمور كشيئاً عادياً بل وممتع في بعضاً من الأحيان وهو ما ينتج عنه دفع عدد من الأشخاص والغير مدركين لخطورة ذلك إلى محاولة تجريب تلك الأمور نتيجة تأثرهم بالإعلام .
- القيام بنشر ثقافة الاستهلاك بين الأفراد كنتيجة طبيعية لما تعرضه وسائل الإعلام لهم من منتجات باختلاف أشكالها ، حيث يقبلون على شرائها ، و ذلك دون تفكير .
- القيام بنشر بعض المفاهيم الخاصة بالثقافات الغريبة أو الشاذة عن المجتمع .
- يتم استغلالها بشكلاً سيئاً في بعض من الأحيان من جانب الأنظمة أو الحكومات الديكتاتورية أو المستبدة من أجل القيام بتبرير سياستها السيئة أمام المجتمع .الحروب اليوم ليست حروب السلاح، وإنما هي حروب الأفكار، وهذه الأفكار إذا لم تجد ما يحملها بذكاء، تصبح فقاعة، تلفظها العقول، وتنبذها النفوس .نستخلص القول بأن وسائل الاتصال الحديثة تشكل أهمية كبيرة بالنسبة لكافة الدول فلا يمكن لأحد اليوم قضاء مصالحه دون الاعتماد على وسائل الاتصال الحديثة و لكنها تعتبر سلاح ذو حدين لأنه بالرغم من تعدد مميزات وسائل الاتصال الحديثة إلا إن لها عدة عيوب لذا يجب أن نحسن استخدامها.
رسالة الحسن – بغداد