الإعلامية والقاصة إعتقال الطائي
بين البرنامج الأثير والإبداع الروائي
احمد جبار غرب
اقام المركز الثقافي البغدادي اصبوحة ثقافية لتوقيع كتاب (عندما نحب) وهي مجموعة قصصية للكاتبة والروائية اعتقال الطائي وذلك على قاعة جواد سليم، قدم الجلسة الاعلامي صادق الجمل وحضرها جمهور متعدد الالوان حيث قدم الجمل نبذة عن حياة الضيفة ومسيرة حياتها بعد ان رحب بالحضور (الاعلامية والروائية غادرت العراق منذ عام 1979 واعتقال باختصار شديد كاتبة وفنانة وإعلامية عراقية من مواليد مدينة الحلة عام 1949 تخرجت في اكاديمية الفنون الجميلة 1972 فرع النحت وعملت نحاتة في تلفزيون العراق بين الاعوام 72\ 78 وفي نفس الوقت قدمت برنامجا ثقافيا، مختصا بالفن السينمائي وهو البرنامج المعروف الذي بقي في ذاكرتنا(السينما والناس) في عام 78 عملت في مديرية الحرف والصناعات الشعبية كنحاته أكثر من سنة قبل هجرتها وسنتعرف على الاسباب التي ادت الى هجرتها غادرت العراق الى هنغاريا في عام 1979وهنا اقدم الشكر للأخ مخلص شقيق الضيفة اعتقال وهو صديق قديم قال جلسنا على الرصيف انا واعتقال بعد نزولنا من الطائرة مغادرين العراق ولا نعرف اين نتجه وسوف تتكلم السيدة اعتقال عن تلك الحادثة ,اكملت دراستها في هنغاريا في الفن السينمائي لكي تحصل على شهادة الدكتوراه من اكاديمية العلوم المجرية، كتبت عن السينما العربية، عملت في المعهد العالي للمسرح لمدة سنتين في المجر ترجمت العديد من القصص العربية والقصص القصيرة الى مجلة متخصصة بالأدب العالمي ترجمت كتاب يوميات في العراق لمراسل صحفي هنكاري ترجمت مختارات من الشعر المجري وقصص قصيرة في عدد من المجلات العربية وعلى الانترنيت اعدت للإذاعة المجرية عن بعض الكتاب العرب مثل نجيب محفوظ وفؤاد التكرلي ويوسف ادريس ,وأيضا ترجمت القصص القصيرة ومثلت في المجر وايضا ترجمت قصصا قصيرة فلسطينية وترجمت وشاركت في كتابة سيناريو حوار الفلم الكارتوني (حي بن يقظان) للكاتب ابن طفيل وفلم (اصيلة الفرس) اضافة الى درامات اوروديا فلم قصير من انتاج مروان الرحباني اصدرت في عام 2010 كتابها ذاكرة الاشياء فصول من سيرة ذاتية عن مؤسسة شمس للنشر في القاهرة ونشرت في عام 2015 مجموعتها القصصية عندما نحب عن مؤسسة شمس للنشر في مصر العربية ولديها ايضا الرواية والتي تستحق ان تكون فلما سينمائيا او مسلسلا دراميا عراقيا ولأنها كتبته بنفس وبنكهة عراقية حتى ان النهاية فاجأتني كثيرا وهي رواية (الارملة).
موعد الجلسة
نعود الى ضيفتنا السيدة والدكتورة اعتقال الطائي: مساء الخير ان كان مساء ثم ردت الكاتب والضيفة الطائي مساء النور للجميع وقبل كل شيء علي الاعتذار لتأخري عن موعد الجلسة بسبب لقاء مع احدى الفضائيات وكان اللقاء مباشرا ولو كان تسجيلا لأجلت اللقاء واشكر الاستاذ صادق على ادارة هذه الجلسة والعام الماضي ايضا هو من ادار جلستي وأنا فرحة جدا, واهم شيء عندما ازور العراق اقول لنفسي سأعمل اشياء ايجابية يعني قياسا للوضع الخاص الذي يعيشه العراق, فالعام الماضي اعطاني دفعة الذي وقعت فيه روايتي هنا وخاصة في الحلة بين اخواني ومدينتي وذكرت ذلك في كتابي ذاكرة الاشياء ان الناس التي تعيش في الغربة عندما ترجع مهما كان شكل البلد وانتمائي لهذا البلد حتى ان كان خرابا وعندما اذهب لمدينة الحلة لا احد يسألني انت من اي بلد الاهل والناس يقولون لي انت بنتنا فهذه كافية ان يعيش الانسان بشوق غامر من المحبة ويرجع ويخزن هذا الحب من ابناء بلده ,هذه المجموعة القصصية التي صدرت بعد روايتي الارملة لكن في دار شمس في مصر ورغم اني كنت اتمنى ان تطبع الروايتان في العراق وحسب ما عرفت انه لم يبق من الرواية من الالف نسخة او نسختين فقط وللطرافة احد الشباب وإثناء صعودي السلم والمجيء للقاعة طلب مني شاب في العشرين من العمر ان اوقع له روايتي الارملة وهذا شيء جميل جدا وبادرة خير للشباب العراقي والكل يعتقد ان العراق ضاع وانتهى لكنني ارى مبادرات من الشباب والتي دفعا للحياة والطموح نحو الافضل خصوصا فيما يتعلق بالقراءة وشعارهم انا عراقي انا اقرأ ومهما كانت هذه القوانين متعبة لكن ربما سينهض هذا الجيل من جديد ,هي ايضا القصة اسمها مساء الورد لاحظت انه في الفترة الاخيرة ان العراق تغير كثيرا والقيم الاخلاقية وحتى المفردات تغيرت خصوصا بعد ان ظهرت المعلوماتية والاتصالات ومواقع التواصل الاجتماعي فأصبحت الكلمات مبتذلة جدا يعني كلمة حبيبي وحبيبتي صارت تقال لأي كائن كان وانا شخصيا عندما يقول لي (هلو حبيبتي) ارفض ذلك لأنه هذه ليست في لغتنا حتى الزوج نادرا ما يقولها لزوجته لكن للأسف هنا توزع مجانا وبسهولة كأن يقال( شلونك حبيبي شلونك حبيبتي) ثم أستطرد الجمل بسؤال الضيفة (ست اعتقال انت في قصة حوار حقيقة لمست اسلوبا جديدا واعتبرها قصة نثرية تتخللها لقطات ومفاصل جميلة وساحرة) اجابت الضيفة (هناك ناس ومسرح مصمم على عمر 68 سنة والإنسان يعبر مراحل كثيرة الى درجة انه لم يعد بإمكانه الخوف من البوح القديم رغم انها مسالة طبيعية ,حسين الحسيني عندما توفي انا لم اكن اعرف ذلك فجأة عندما رجعت اتذكر في وقتها فعثرت على رسالة فقالوا اعتقال افتحي الرسالة واقرأي ماذا كتبوا عن الشاعر حسين الحسيني والظاهر ان اغلب الشعراء في وقتها راثين حسين الحسيني بكلماتهم ورابطين اسمي به ومن ضمنهم سعدي يوسف حتى سماني زينب الحوراء وذكر لي هذه الدواوين ويقول جاءني حسين الحسيني بهذه المخطوطات الشعرية وكاتبها جمعيها عن فتاة فقلت له يا حسين هذا حب من طرف واحد وتؤكد الاغتراب والمجموعة مثل ما لمسنا من بعض القصص يوجد اغتراب داخلي حاد بمعنى الشخصية المغتربة حينما عادت من الخارج بتصورها انه سوف تعيد الى كيانها الواعي الاجتماعي والإنساني وجدت لديها ظروف مختلفة فزاد الاغتراب الداخلي من خلال عزل الانفعال وحتى عنوان المجموعة عندما نحب نحتاج الى تفسير معنوي له بمعنى كيف نحب؟هذا المعنى ظل يتطور في المجموعة حتى في التقنية يوجد اغتراب في التقنية تحاول ان تهرب من الشكل الاجتماعي للقصة الى الاحاسيس والمعاني وهي اخت وإنسانة عميقة وإنسانة حساسة وبارعة وشكرا ) ثم القى الكاتب والصحفي احمد جبار غرب كلمة مقتضبة عن روايتها السابقة الارملة والتي عقدت جلستها العام الماضي قائلا(الاستاذ صادق الجمل الذي عودنا على كل ما هو جديد وممتع بالالتقاء بشخصيات مؤثرة ,صباحك اجمل وللروائية اعتقال الطائي ازهى الصباحات موشحة بعبق الورود بالنسبة للروائية الطائي سبق ان قرأت لها رواية (الارملة) وهو من كتب السيرة وقد شدتني بأسلوبها التلقائي الذي ينفذ للأعماق بيسر دون مصدات او تهويمات لغوية او بلاغية وهذا سر تتمتع به الكاتبة بإحساسها الصادق فيما ترسم من شخصيات وأفعال مؤثرة في واقع ألحياة وهي التي احتوتني بشخصيات الرواية بسلبياتها وايجابياتها ,..يتمتع اسلوب الروائية بالسلاسة دون تعقيد لغوي او اطناب في المفردات ,تبسط الحالة والمشهد وتختزل الكثير من رؤيتها في صور وجمل سردية غاية في الجمال تعطيك دفقا من عواطف وانثيالات كامنة من غربة طاغية لا يشفي غليلها سوا احتضان وطن لازال يئن, ثم تحدث الشاعر الكبير محمد حسين ال ياسين عن الروائية اعتقال الطائي.
فعاليات المركز
وعن ذكرياته حول برنامجها الاثير السينما والناس قائلا (عندما اطلعت امس على الوات ساب فعاليات المركز الثقافي البغدادي وعلى عادة الاستاذ طالب عيسى مدير المركز في ارساله لي وجدت ان صادق الجمل يستضيف الروائية اعتقال الطائي في جلسة الجمعة فقلت هذه الجلسة يسعى لها على الراس لا على القدم احترم اعتقال منذ عقود ومعجب بعطائها والآن اعيد لذة السينما والناس واشهد اني لم اقف على برنامج نظير لا في فضائياتنا العراقية ولا في العربية كان ممتعا يشد يعتقل المشاهد فأدركت سر تسميتها باعتقال لاني كنت معتقلا امام الشاشة لأتلقى هذا البرنامج الرائع المؤثر ثم هي قبل هذا وذاك قيمة انسانية كبيرة تفرض احترامها في حياة قامت على سلوك اجتماعي وفكري وأنساني رائع وكبير تحولت بسببها المعلمة لجيل يندر ان يستلهم هذه الطاقة وهذا الاصرار وهذه الثقافة الكبيرة التي فتحت الافاق ونورت العقول احييها بشغف ومحبة وإعجاب وأدعو لها طول العمر لتمدنا باستمرار بعطائها الادبي والإنساني ,حقيقة ارحب بها وهي العراقية الاصيلة وأعلن انتمائي اليها وشكرا).