ماء مبلل بي لرعد البصري إنموذجاً تطبيقياً
الإشتغال على العتبات النصية
ايمان عبد الحسين
بداية ما يجب ان نشير اليه، أن العتبات النصية التي حسب جيرار جنيت تشتمل على العنوان الرئيس، و العنوان الفرعي، و العناوين الداخلية والمقدمات، والملحقات، والهوامش، والإهداء، والملاحظات، وكلمات الغلاف، والفهرس، والمقتبسات، والتنبيهات، والتقديم، والتوثيق، والصور، من اكثر الموضوعات التي اجتذبت اهتمام المفكرين والدارسين في هذا الميدان في الفترة الاخيرة وان كل اديب يتعامل مع العتبات النصية التي تعد مؤشراته الاولى نحو دلالات النص، والتي يتيح لقارئه من خلالها فرصة الدخول إلى عالم الكتاب ، قبل أن يتغلغل في دهاليز النص ، بأشكال متنوعة تتبع رؤيته واسلوبه الخاص.
وفي خضم التعاريف المتصارعة حول تفسير العتبات النصية اختيارنا تعريف الدكتورة (باسمة درمش) التي تقول ان العناصر النصية هي تلك العناصر( المرتبطة بالنص أو الأثر الأدبي و التي تشكل مدخلا لقراءة النص التي ستقود القارئ، الناقد إلى مركز الانفعالات، و حركية الحياة في مسالك النص) ذلك لما يلوح من خلفه هذا التعريف عن احساس بالطبيعة التدليلة الفاعلة للعتبات، التي اذا ما حاولنا تبيان وظائفها استنادا الى مفكري الادب والنقاد، نرى انها تشتمل على وظائف اساسية لاي مطبوع والتي في اعتقادي لا تكسب وظائفها الا بسياقها :
1- وظيفة تعين مضمون النص والغرض المقصود منه، وان كل ما يتلاءم ويضطلع بهذا الدور، والتي تمثل مجموع النصوص التي تحيطـــــ بمتن الكتاب من جميع جوانبه، عنوان صفحة الغلاف، العناوين الداخلية، والمقـــــدمة ويكمن امتياز هذا النوع من الوظائف في أنه يحدد او يدل على المغزى المراد منه و يشكل في الوقــــــــت ذاته(نظاما إشاريا ومعــــــــرفيا لا يقل أهمية عن المتن الذي يخفره أو يحيط به، بل إنّه يلعب دورا هـــــــاما في نوعـــــــية القراءة و توجـــيهها) (1)
2- وظيفة إخبارية: يشتمل على كلٍّ من يشير و يدور في فلك النص من (مصاحبات من اسم الكاتب، العنوان، العنوان الفرعي، الإهداء، الاستهلال..أي كل ما يتعلق بالمظهر الخارجي للكتاب كالصورة المصاحبة، الغلاف، كلمة الناشر) (2) وهي التي حسب (عبد المالك أشهبون) تتوجه إلى فئة القارئ الذي يمارس فعل فتح الكتاب و الشروع في قراءته.
3- وظيفة التعيين التجنيسي للنص: وهي ما يراد منها يحدد جنس العمل الأدبي اي وضع النص ضمن سلسلة محددة كان تكون رواية او تكون رواية او تكون مجموعة قصصصية او مجموعة شعرية او نقد او مسرح.
وان في اعتقادي ان أي تفسير للمجموعة في ضوء العتبات النصية التي هي مثابة الإشارات الدالة، القائمة بإرشاد المتلقي وتوجيهه نحو خيوط النص بغية استنطاق الدلالة، والبحث فيها عن (العلاقات) بين أجزائه، وبينها وبين (الكل) من أجل اكتشاف بنية المجموعة يبدو لي مسوّغاً، ولاسيما ان العتبات النصية التي تعد مرجعاً أساسياً في دراسة النص الأدبي في مجموعة الشاعر مجموعة (ماء مبلل بي) لرعد البصري الصادرة بالقطع المتوسط عن( دار الشؤون الثقافية العامة) (127صفحة) تغري أي قارئ فهي تمثل عناصر مترابطة، مع بعضها البعض :
العناوين
قبل ان انتقل الى تحليل عناوين مجموعة الشاعر رعد البصري لا بد ان اقول انه مهما اختلفت اشكال العناوين وتنوعت مابين العناوين التي تتميز بالالفة و المطابقة على النص الذي صدرت منه او العناوين الضمنية التي تتميز بالغموض ،وسواء أكانت دلالتها مولِّدة لمدلولات مجازية تحقّق المغايرة قائمة على التضمين و الإيحاء ام حرفية تعيينية ، يعد مصدرها ومرجعيتها واحدة ترجع الى النص التي صدرت منه والتي بينهما علاقات تعيينية أم إيحائية وان في العنوان الرئيسي لمجموعة الشاعر رعد البصري (ماء مبلل بي) الذي ياتي متربعا فوق صفحة الغلاف الأمامي للكتاب ، مهيمنا بشكل بارز خطا وكتابة وتلوينا ولا سيما انه باللون الاحمر الساخن ان في أول استقراء لنا للعنوان، نستطيع ان نرى تمكن الشاعر في اثارة المتلقي، وفي اعتقادي ان هذا مبتغى غالبية الكتاب، اذ انه صرح فيه عن حالة مغايرة حين وضع عنواناً يناقض الحقيقة، اذ انه يستحيل تحقيق ما يرد في العنوان باعتبار ان الانسان هو الذي يتبلل في الماء وليس الماء يتبلل به اذن فان العنوان هنا لا يعطي الدلالة الحقيقية للكلمة بل يمنحها دلالة فنية معنوية، ما تسمى ايضا بالمفارقة وهي التي تجتمع فيها المتناقضات و الأضداد أي التي لا تجتمع حقيقة وان انزياح التعبير فيها خلافاً للحقيقة قد اكتسب العنوان طاقة ترميزية، وهكذا فان الشاعر هنا حمل العنوان شحنة دلالية تعبّر عن رؤية يود إسقاطها على نصه الشعري، رؤية عن الذاتية لكنها الذاتية التي تجعل منها أداة لتنفيذ طموح اعلى من هذه الذاتية، كما انه ليس من قبيل المصادفة ان يكون العنوان الرئيسي ليس من ضمن عناوين القصائد فانه من خلال التاويل التحليلي لرمزية العنوان نجد ان الشاعر يصارع كي يجعل فيها الماء مركز الاستقطاب الدلالي في المجموعة ككل وهكذا فالعنوان يحمل معاني السعة والشمولية والتمدد على طوال المجموعة، كما من الواضح أنّ من خلال المفردة المتمثلة بلفظة (بي) نرى ان الشاعر العارف بكل شيء يحاول ان يبسط ظلاله على النص، ويحدد هويته باعتباره خلاصة فكرته ورؤيته التي يحاول من خلالها ربط ما هو عام وما هو ذاتي ، فالعنوان ضمن هذا الفهم، يتم التعامل معه باعتباره مخزون عائد بمرجعية هي مرجعية النص الشعري باكمله، اذا إن لفظة الماء نراها متضحة جليَّاً في أيِّ موقع من العتبات النصية، سواء بالعناوين الرئيسية، ام العناوين الفرعية، ام صورة الغلاف، وكذلك في تصدير المقولات، وهذا ما سوف يتّضح لاحقا .
اما فيما يخص العناوين الفرعية، أي عناوين القصائد التي تلي العنوان الرئيسي، والتي تكون دائما بحجم اصغر من العنوان الرئيسي، نرى انها في المجموعة الشعرية لرعد البصري تاتي اغلبها مسبوقة بعبارة تحاول استباق معرفة القارئ لعنوان القصيدة، بل حتى فهم النص الشعري، اي فتح أفق القارئ لتوقع ما سوف ياتي، فقصيدة (حكاية نهر) تحرّك لدى المتلقي عوالم لحكاية يريد الشاعر روايتها،وهو يرتبط بالعنوان الرئيسي الذي يحيل على لفظة الماء من خلال كلمة (نهر)، وان العبارة التي تسبقها( الضفة تغزل للنهر حضنا من ثوب الامواج ومن التعب) تعد استمرارا لذات المعنى،وهنا يبرز السبب الذي اراده الشاعر من العبارات السابقة لعناوين القصائد الذي لطوله احيانا ساعد على توقع المضمون الذي تلاه، ومهد الطريق امام القارئ لتقديم حالة استقصائية عن الحالة التي تاتي لاحقا ، وفي عنوان قصيدة (لا سوف ترحل) المهداة الى الشاعر الراحل (عارف الساعدي) فان كلمة لا تفيد النفي، ولكن ما يليها من مفردة سوف ثبتت هذا الرحيل، وان العبارة التي تسبق العنوان ( راحلون عسى ان تقبلنا الرحلة) تعد تأكيد وتمهيد للعنوان الذي يليها، وهي تشير الى التمني بقبول الموت وهي صورة مأساوية تعبرعن الألم والمعاناة، وهي تخليد للشاعر الراحل في الذاكرة الشعرية، وان عنوان قصيدة (انا والشعر) تعد العبارة التي تليها (حين تضيع لدينا الاسماء نخترع الوانا لهراء) تفسير لرحلة الشاعر مع الشعر الذي يبين فيها نقمته على الشعراء الكاذبين الذين حين يعصرهم المعنى يخترعون الهراء وهي دعوة للنهوض بالشعر الحقيقي، واذا كانت عنوان القصيدة (شكوى) فان العبارة التي تسبق العنوان (اعتى اولادك يا سيدتي الا رض فقير جائع) تبدو كإعلان استباقي تحدد وتسبق العنوان الذي يبين ان سبب هذه الشكوى تتوجه على الارض التي تقتل حتى أطفالها، وان حزن الشاعر في اغلب القصائد ليس حزنا بكائيا ، سلبيا بل هو حزن الانسان الذي يطمح بالقضاء على الاخطاء التي يعاني منها المجتمع، كما نرى في قصيدة (الحب والمدينة الجريحة ) ان العبارة التي تسبق العنوان (في البصرة في باب الدار ينساني النخل يتذكرني الجمار) ليست معزولة عن العنوان انما هي توضح وترسخ العنوان فحتما ان المدينة الجريحة في العنوان هي (البصرة) كما ان الشاعر في قصيدة (امان بالية) يحاول خلخلة السكون وان العبارة التي تسبقها(الامنية تتمناني وانا مخرف لا اقبل) توضح ان الاماني حين لا نستطيع استغلالها تذهب سدى، وهي امنية الشاعر للوقوف ضدّ الاستكانة كما ان الشاعر في قصيدة (للخوف مرايا اخرى )ليس قصيدة بكاءً على مسألة ذاتية انما كبقية القصائد الاخرى ان هم الشاعر فيها هو هم اكبره وهم الوطن وان العبارة التي تسبق العنوان ( انا اخاف اذن انا موجود) هي كبقية العبارات الاخرى مرتبطة بعنوان القصيدة اذ نرى ان الشاعر يدين الخوف الذي يعده الشاعر هو سبب النكوص الذي تعاني منها الامة فالشاعر يدعو هنا الى نبذ الخوف والنهوض و قصيدة (نبؤة) من العبارة التي تسبق العنوان (سئمت هنا هنا لا يريد السام فكم قلت لا وكان الصدى نعم) يستطيع القارئ ان يدرك روح الذات الشاعرة التي ترفض كل خذلان وهي كبقية القصائد يستعير كل المفردات في ذاته اي يختصر ذوات مجتمع في ذاته . وتأسيسيا لما سبق نرى ان العبارات التوضيحية التي تسبق العناوين التي أخذت مكانا مغايرا فتموضعت أعلى الصفحة في الوسط بينما تتموضع العبارة التي تسبقها في اقصى يسار اسفل الصفحة هي بمثابة مفاتيح للعناوين الفرعية،وهكذا نرى ان اغلب العناوين في مجموعة (ماء مبلل بي) سواء جاءت جملة اسمية ام فعلية مفردة ام مركبة ام مضاف ام مضاف اليه، فانها تكشف عن غاية اساسية هي محاولة الإمساك بالمعنى الكلي للمجموعة، اضافة الى مانراه من عناوين القصائد التي تتقدم النصوص الشعرية الاخرى اغلبها تسهم في تكثيف النص من خلال مفردة أو مفردتين وكلها تحمل احالة واضحة على النص الشعري وهي: ( اليها ،واهمون، ام الشهيد،حبك سماء،قتل الوعد، تراب مواطنه).
كما لا بد ان نشير ايضا ان اهمية السمات المعجمية والدلالية للعناوين يتم بموازاة اهمية أخرى هي طوبوغرافيا العنوان، التي تمثل شكل الحروف سميكة، رقيقة ، موقعها في الغلاف ، لونها ، وكلها لها تميزها وتاثيرها الذي يتبع ايضا اسلوب المصمم .
صورة الغلاف
عند التوقف في المفردات التي تحملها صورة الغلاف نرى ان هناك علاقة بين الصورة والعنوان الرئيسي، إذ كل منهما يحمل الآخر بشكل واضح، فالصورة التي تتصدر الغلاف والمؤطرة من جانبين، ومنفتحه على الجانب الايسر والاعلى، هي عبارة عن لوحة تجمع بين صورتين، صورة منظر لماء ونخيل، وصورة تمثل صورة الشاعر، وان المصمم بجمعه بين الصورتين نراه كان امينا جدا على العنوان، اذ نرى ان الصورة الفنية قد تعالقت مع عنوان المجموعة بإيحاءات، تجلى فيها الهم الذاتي المرتبط بالهم العام الذي يحاول الشاعر دائما التاكيد عليه، كما اشرنا اليه سابقا،والذي يرتبط فيه الشاعرهنا من خلال لفظة (بي) ومن خلال صورة الشاعر وان بتعاضد دلالالتها مع مدلولات العنوان اصبحت عندئذ عناصر نبيوية منحت للنص هويته
اسم الكاتب
يعدّ اسم الكاتب علامة مميزة للكتاب، أهميته من أهمية الكتاب، واهمية المجموعة هنا من اهمية كاتبها وخصوصيتة ، فالشاعر رعد البصري من مواليد 1967 شاعر واعلامي، ماجستير في اللغة العربية، حاصل على العديد من الشهادات التقديرية والجوائز، وهذه السيرة الذاتية الذي تصف خلاصة حياة الشاعر متربعة في الغلاف الاخير من المجموعة، اضافة الى كلمة رئيس مجلس الادارة، التي تتمركز اعلى ظهر الغلاف، والتي يبين فيها اهمية هذه السلسلة، أي سلسلة شعر، باعتبارها (تسعى الى تعزيز الصلة الثقافية بين البنية المعرفية ومبناها العام، على نحو مائز، وتؤكد التضافر مع المبتكرات الجمالية على وجه التخصص، في ظل التحولات الديمقراطية وفضاءتهما المستقبلية، في بلاد المعرفة والشعر والجمال).
تصديرالمقولات
كلمات التصدير هي كلمات أو جمل مختارة بعناية من المؤلَف، تساعدالمتلقي على ادراك ما يريد الشاعر طرحه، ففي التصدير هنا يورد الشاعر عبارة(وان يسقط ماء الوجه على الارض العاقرهل يولد بعض الحياء)، يعتمد يقينية طرح أكثر من اعتماده على السؤال، فثمة إيحاء عبر التساؤل الذي يحمل الاجابة في نفس الوقت عبرجملة (الارض العاقر) التي تحيل على الجفاف والتي يحاول الشاعر من خلاله تقليص تفعيل مفردة الماء، فلا يترك لها غير معنى محدد سلبي الذي يدعو فيه بشكل غير مباشر للحياء المفتقد، اذن هو تجميد للاهمية الماء عند وقوعه على الارض العاقر، وكأن الشاعر ينفي صورة الحياء هنا ، وفي اعتقادي ان هذا التصدير تتضمن فلسفة الشاعر في علاقته بكل ما يحيط به.
المقدمة
تأتي أهمية المقدمة كعتبة نصية تحيط بالنص، والتي لا تختلف كثيرا عن اهمية عتبة العنوان والصورة بل ان اهميتها الاساسية كونها،(تكتسي كمدخل للكتاب لاحتوائها معلومات تساعد كثيرا في فهم طبيعة ودواعي تأليفه و تحديد موضوعه). (3)
وغالبا ما تكون المقدمة في بداية العمل الادبي، أي الذي يتصدر بها الكتاب، وحين تكون في بداية الكتاب تكون فاتحة، وحين تقع في الوسط، تكون شاهدا، اما وقوعها في الاخر فيطلق عليه تذييلا أو ملحقا. وقد يطلق علة المقدمة ايضا استهلالا، أو افتتاحية، أو خطبة، أو تقديما، أو حاشية، أو خلاصة، أو مطلعا، أو مدخلا، أو تمهيدا، أو توطئة، أو ديباجة، أو فاتحة، أو تصديرا، أو عتبة.. وقد تكون المقدمة من تاليف الكاتب نفسه، فتسمى مقدمة أو توطئة أو افتتاحية أو تمهيدا أو استهلالا أو تصديرا، أو تكون مكتوبة من قبل الاخرين فتسمى بالتقديم، ، ولكنها في بعض الاحيان يحذر من تواجدها في العمل الادبي ذلك من كونها تسقط رؤية وتفكير مسبقا عليه أي تقدم للقارئ آليات مسبقة للقراءة وتقد القارئ ضمن شروط معينة تؤثر في طريقة بناءه للنص وفي تاويله لدلالالته العمل الادبي الذي لا بد ان ينطلق على الانفتاح و تعدد القراءات وان حسب جينيت (إن العمل الجيد لا يحتاج إلى تقديم) (4) لكن مقدمة الدكتورة (نادية غازي العزاوي) التي تمتد الى صفحتين ونص في المجموعة كانت بمثابة خطاب مواز أو مصاحب، تشرح فيه بموضوعية من جهة إيجابيات النص الشعري (ان ماء مبلل بي تنطوي على بحث قلق ،او قلق باحث عن خصوصية الجملة الشعرية وعن الشكل الانسب للاستعابها انه يكتب القصيدة المنضبطة الايقاع بصيغها المتنوعة العمودية والحرة وقصيدة الومضة القصيرة ذات الضربة الشعرية ويفيد احيانا من تقنيات الحوارومساحات الفراغ والطباعة) ثم تلحقه ببعض التوجيهات التقويمية أو النصائح التي تسعف الشعراء ولا سيما جيل التسعينات الذي ينتمي الشاعر اليهم(كل ما ارجو مخلصة لهؤلاء الشعراء ورعد منهم وانا اتابع نتاجاتهم منذ البداية ان لا يبددوا هذه الطاقات على الزائف والعابر من شؤون الحياة العابرة وبريق الالقاب والمناصب او متطلبات الواقع الاستهلاكي فتخطفهم عن اثمن ماخصتهم به الطبيعة اعني الشعر المتغلغل في وجداننا فنحن اولا واخيرا ابناء حضارة تعملقت بالشعر).
لعله بات من الواضح اخيرا أن أي قارئ لا يمكن أن يتجاهل العتبات النصية للكتاب، فهي تلعب دورا مهما في العملية التواصلية إضافة الى انها تثير الانتباه وتجذب القارئ للكتاب، فهي تلعب دورا هاما في فهم محتوى المتن وما يحتويه من مضامين وان كل ما سبق تناوله وكل المعطيات التي توفرت لنا وضعتنا امام حقيقية ان اي عمل ابداعي ولاسيما فيما يخص العتبات النصية مصدره الشاعر والمصمم معا.
الهوامش
(1) عبد الرزاق بلال ، مدخل الى عتبات النص، دراسة في مقدمات النقد العربي القديم، افريقيا الشرق 2000، الدار البيضاء، بيروت ،2000، ص16 .
(2) بلعابد عبد الحق، عتبات (جيرار جينيت من النص الى المناص) تقديم سعيد يقطين، منشورات الاختلاف ، الجزائر ، الدارالعربية للعلوم، بيروت، ط1، بيروت 2008،ص49 .
(3)عز الدين العلام الاداب السلطانية عالم المعرفة/ الكويت ع324/ فبراير 2006 ص24 .
(4) د. عبد الملك اشهبون عالم الفكر المجلد 33/ العدد 2/ اكتوبر/ ديسمبر 2004 ص89 .