الإسلام .. دين إنساني – علي إبراهـيم الدليمي
أذكر كان عم والدي (رحمهما الله)، الذي كنا نطلق عليه لقب (المُلا) وهي صفة أطلقها عليه الناس، دون إرادته، لتقواه الإيماني الكبير وإنسانيته الطيبة العميقة، فضلاً عن حفظه القرآن الكريم، بعد أن تعلم القراءة والكتابة على يد ملا أخر، وهو فلاح بسيط جداً، لم يترك العمل بأرضه حتى وفاته، ولكن الناس كانوا يتباركون به ويتفاءلون بوجوده.. لصفاته وخصاله الحميدة.. والمباركة فعلاً.
لذا أخذ الناس، الذين يعانون من حالة مرضية أو نفسية وخاصة في بكاء الأطفال.. إلخ، يأتون إليه من كل صوب، لـ (يرقيهم) أي يقرأ عليهم بعض من آيات الله، وبعض الأدعية، الموجودة في القرآن – دون مقابل – لوجه الله تعالى.. وكنت شاهداً بنفسي على ذلك عندما كنت صبياً وأزورهم حينذآك في العطلة الصيفية من كل سنة.
تفأجت فعلاً.. وأنا أسمع من إحدى قريباتي مؤخراً، عندما أرادت ترقية طفلتها، عند أحد الذين يدعون إنتماؤهم لمرجع إسلامي ذو سمعة طيبة، بانه يطلب مبلغ مبالغ فيه فعلاً، بل ويؤكد على فرضه!! لذا رجعت هذه الأم، خائبة الأمل بهؤلاء، دون أن ترقي طفلتها، لعدم إمكانيتها المادية..
يبدو فعلا أن الكثير من هؤلاء (المتأسلمون) أخذوا من الإسلام مهنة مربحة ومضمونة، دون أية ذرة من الإنسانية التي يتشدقون بها في جلساتهم ومنابر خطبهم، خصوصاً وأن أغلب أبناء مجتمعنا يعيشون على البساطة والنية الطيبة.. ولكن يبدو أن الحمل والذئب لا يلتقيان أبداً.
