برمنغهام (المملكة المتحدة)- (أ ف ب) – لندن - الزمان
وعدت رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس الأربعاء بإخراج البلاد من «العاصفة» وذلك في اليوم الأخير من مؤتمر حزب المحافظين الذي شهد انقسامات داخلية وحيث واجهت سياستها انتقادات فيما يبدو انّ العاصفة السياسية تستهدفها، قبل البلاد التي وصلت الى سدة الحكم فيها في أجواء من التحولات أعقبت وفاة الملكة اليزابيث الثانية التي حكمت سبعين عاماً.. وقالت تراس التي قاطعها لوقت وجيز ناشطتان من منظمة غرينبيس غير الحكومية في القاعة «في هذه الأوقات الصعبة، علينا التحرك. أنا مصممة على دفع بريطانيا قدما لكي نخرج من العاصفة». وكُتب على لافتة حملتها الناشطتان «من صوت لصالح هذا الأمر؟» قبل ان يتم اقتيادهما من القاعة سريعا، في اشارة الى تراجع حزب المحافظين عن وعوده في التحرك لمكافحة التغير المناخي وحماية البيئة. وبعد خطاب تراس تراجعت قيمة الجنيه الاسترليني أمام الدولار ما أنهى تحسن العملة في مطلع الأسبوع. وخسرت العملة البريطانية 0,90% من قيمتها لتصل الى 1،1375 دولار.
وجدّدت رئيسة الحكومة البريطانية تأكيد دعم بلادها لأوكرانيا في حربها مع روسيا، في الوقت الذي قاطعها فيه ناشطون في منظمة «غرين بيس» لفترة وجيزة، احتجاجاً على إنهاء حكومتها للوقف الاختياري للتكسير الهيدروليكي.
لم تتوقف رئيسة الوزراء عن الدفاع عن مقاربتها «المسؤولة» للموازنة فيما أثارت «الموازنة المصغرة» التي عرضتها في 23 أيلول/سبتمبر انتقادات واسعة بسبب خفض للضرائب ممول بالدين والتي تبقى قيمتها غير واضحة. وفي ظل انتقادات وضغوط من غالبيتها، أعلنت ليز تراس الإثنين أنها تتخلى عن إلغاء الشريحة الضريبية الأعلى، وهو الإجراء الذي أثار معارضة شديدة لأنه يفيد دافعي الضرائب الأثرياء، في أوج أزمة ارتفاع كلفة المعيشة. وقالت تراس لشبكة سكاي نيوز «أعتقد أنه لا يوجد أي عيب في أن ينصت الزعيم إلى الشعب ويستجيب، وهكذا أنا» في إطار محاولتها الإقناع باجراءات أخرى واردة في خطة الموازنة التي عرضها وزير ماليتها كواسي كوارتينغ في 23 أيلول/سبتمبر والتي كانت وراء تدهور الجنيه الاسترليني في الأسواق.
بالنسبة للناشطين الحاضرين في المؤتمر، يبدو أنّ الخطاب قد طمأنهم. وقالت ديبي ريتشارد (66 عاماً) وهي مسؤولة محلية منتخبة من سوفولك (شرق انكلترا) لوكالة فرانس برس، إنه كان «أفضل بكثير مما كنت أتوقع»، وذلك بعدما كانت «قلقة» بسبب التغيير الذي جرى الاثنين.
إلّا أنّ تساؤلات تُطرح عموماً عمّا إذا كان خطاب تراس أمام مؤتمر حزب المحافظين كافياً لإعادة تأكيد سلطتها، في الوقت الذي اتهمت فيه وزيرة الداخلية سويلا برافرمان الثلاثاء، المحافظين الذين انتقدوا تراس علنا، بشنّ انقلاب ضدها.
ويبدو أنّ هناك الكثير على المحك، إذ تحدّث الثلاثاء وزير النقل السابق غرانت شابس الذي دعم وزير المالية السابق ريشي سوناك ضد تراس في السباق إلى داونينغ ستريت، عن خطر إجراء أعضاء البرلمان المحافظين تصويتاً على الثقة.
وقال «لا أظن بأنّ أعضاء البرلمان، المحافظين، سيجلسون مكتوفي الأيدي في حال رأوا أنّ الاستطلاعات مستمرّة على هذا النحو».
وأفاد استطلاع للرأي نشره معهد «يوغوف» قبل الخطاب مباشرة، عن حصول ليز تراس على شعبية أقل من أسوأ ما سجّله سلفها بوريس جونسون. فقد أعرب 14 في المئة فقط من المستطلعين عن رأي إيجابي في الزعيمة المحافظة.