الإرهاب جريمة غير أخلاقية تساؤل مشروع
الجرائم المصنفة على وفق التكييف القانوني للقوانين العقابية وقواعدها الاجرائية تتمحور بين المفهوم الجنائي العام كونها جرائم لا مسوغ قانوني او ديني او اخلاقي لها وبين مثيلاتها الاكثر فتكا وبشاعة وتدميرا واستهتارا بالقيم الواجبة الانصياع والإتباع تواترا ، ويقع الارهاب خارج هذه التصنيفات والمعايير الجنائية وينعدم فيه اي معيار موجب للتقييم والمقارنة ، فالجرائم بشكلها العام والخاص تنحصر داخل دائرة اللاغرابة في الحدث كونها تخضع بالضرورة الى الاعتياد المجتمعي المنقول والميسور من الاعمال التي تتعارض مع الاحكام العامة لقوانين الشعب ايا كانت تخصصاتها وما هو فاعل في الترتيب القانوني الكلي المنظم لحياة الشعب ، ان الارهاب جريمة غريبة الاطوار ومعتادة في التداول النقلي لمسيرة الشعوب ، بالرغم من ان عموم الديانات قد سطرتها بإرادة الخالق سبحانه إلا انها من حيث المعنى والمغزى تختلف كليا عن ذكر ما ورد في صفحات الكتب المبجلة لان طبيعة الذكر الوارد يشير الى الرهبة بمعناه الخوف والخشوع الى جلالة الخالق ، فالتوظيف لهذا المصطلح المرعب خارج المباني والمقاصد الالهية له دلالاته السياسية المجتزأة وربما المختزلة عن خطها المبسوس في المقدسات الربانية ، لقد انكبت الاجهزة الاستعمارية بعد انحسار تأثيرها الستراتيجي على مجريات الاحداث الكونية الى ضرورة التفكير بمنعطفات ورؤى ومسالك منقذة بغية الخروج من المحنة التاريخية. ولهذا صار القرار حتمية العودة الى الماضي العتيق والانفلات من المأزق وتفعيل براثن الاستعمار بأية وسيلة حتى وان كانت على حساب المنطلقات التاريخية وشموليتها الاخلاقية ، اذاً ما هو الارهاب وما معناه ؟ فهل الديانات السماوية المنزلة تبجيلا ارهابية ؟ أم التشخيصات الغربية والأمريكية المقصودة في اهدافها هي الارهابية ؟ لقد ذكر الارهاب في الواح سيدنا موسى ( عليه السلام ) و ( رحمة الذين لربهم يرهبون ) وجاءت التسميات بعد ذالك حتى شملت رجالات الدين المسيحي (بالرهبان) ، فلا غرابة ولا عجب ، ولكن للساسة الغربيين أراء واجتهادات ومنطلقات وأبعاد غير الاخلاقية من حيث التفسير والاستهداف مما جعل عملية التنظير لهذا المصطلح تتأرجح بين الاجرام الجنائي البحت و التوظيف غير الاخلاقي ، وخلق البدائل في الصراع المحموم ما بين الشرق والغرب على حساب الدين الاسلامي الذي جاء مكملا للديانات السالفة بأحسن تخليد ووقار . فالإرهاب اضحى سلعة سياسية ذات اهداف غير معتبرة في مسيرة الشعوب ، ولهذا نرى العمليات الارهابية في البلدان الاسلامية الاكثر شيوعا في وقتنا الحاضر مما يضع علامات استفهام كبيرة بشأن هذه الجرائم الفتاكة ، ولماذا انحسارها في دولنا وشعوبنا دون غيرنا ؟ ومن هي الجهات الساندة والممولة والمنفذة لتلك الجرائم ؟ لا نريد تبريرات وشواهد على ذلك لأننا نعرف تفجيرات اسبانيا وانكلترا وما قبلها مركز التجارة العالمية ؟ ولكن في المقابل كم هي العمليات الارهابية التي حلت بنا باسم الاسلام ؟ وكم عديد الشهداء من ابناء شعوبنا ؟ اليس التساؤل مشروع ؟ اليس للأخلاق موازين محددة وثابتة في محيط الارض ؟
سفيان عباس – تكريت
AZPPPL