الإرهاب .. جذوره وصوره البشعة

الإرهاب .. جذوره وصوره البشعة

اخيرا بدأ المجتمع الدولي بالتحرك تجاه الارهاب الذي بات يهدد جميع دول العالم وليس الدول الكبرى التي ابدت خشيتها المستقبلية من تناميه وما انعقاد المؤتمرات الدولية المناهضة للارهاب في السعودية وفرنسا ما هي إلا لفضح وخطورة الارهاب واتخاذ الاجراءات الكفيلة بالخلاص منه، تعد جرائم الارهاب والعنف شكلا من اشكال الجرائم المستجدة وتوصف بالمستجدة لانها تبتكر ادوات واساليب جديدة في تنفيذها، بل انها تحرص على توظيف التقنية الحديثة التي توصل اليها التقدم العلمي، والتطور التقني، بل واصبحت اثار هذه الجريمة، اكثر تدميرا مع بزوغ القرن الواحد والعشرين ولعل تفجير برج التجارة العالمي في الولايات المتحدة الامريكية في (11 سبتمبر 2001) وكذلك تفجير مرقد الامامين في سامراء واخيرا مراقد الانبياء في الموصل وتفجير الجوامع والقتل بالكواتم والذبح والتهجير بالقوة، خير مثال على ذلك ومع ان اثارها لم تعد تقتصر على دولة بذاتها، فقد اصبح العالم يتنادى لمواجهة هذه الجريمة ويحاول ان يضع الخطط الستراتيجية للقضاء على هذه الجرائم، او على الاقل التخفيف منها ومن اثارها وبالتالي فهي مسألة معقدة تتطلب البحث والدراسة من قبل اختصاصيين، في شتى اقطار العالم، ان اهم ما يميز الجرائم الارهابية كجرائم مستحدثة استخدام التكنولوجيا الحديثة في تنفيذها وتحررها من الابنية الاجتماعية التي نشأت منها وتدويلها سواء فيما يتعلق في التخطيط او التمويل او التنفيذ من ذلك، والاهم من ذلك ضحايا الجرائم الأرهابية في الوقت الراهن الامر الذي يصعب من اجراءات متابعتها، ثم عدم توافق الظرف الزماني والمكاني بين الجاني والضحية، واخيرا ارتفاع تكلفتها وآثارها على الأبنية الاجتماعية مقارنة بالجرائم التقليدية، ان الدعم المالي للتنظيمات المتطرفة والجماعات الارهابية، لم يعد محصورا على مصادر التمويل الداخلية، اضافة الى ذلك فقد اصبحت التنظيمات الارهابية تعتمد على الاعضاء الموجودين خارج الدولة، وعلى دعم الدول والتنظيمات التي لها خصومات مع تلك الدولة المستهدفة، ويعد الارهاب إنموذجا للصراع السياسي العنيف باعتباره يعتمد على افعال عنيفة، غايتها ارغام خصومها السياسيين او النظام السياسي المعارض لها على تحقيق المطالب التي ترغبها التنظيمات المتطرفة، او الجهات السياسية التي تتبعها، بيد انها في حقيقتها حالة خاصة، او اخيرة من الحوار مع النظام السياسي بالسرعة، الارهاب صورة من صور الصراع السياسي الا انه لا يمكن ان يكون صانعاً للسياسة، ولا تحقيق لمضمونها، ولا عنصرا ملازما لتكوينها واستمرارها.

عامر سلمان – بغداد

مشاركة