الأهبل

الأهبل

 

 

لقب أستحقه والله ومفصل على مقاسي تفصيلاً لأني لا أعبه بعائلتي واسطوا على لقمتها التي اقتطعها لأبرر فعلتي الحمقاء لا ألوم زوجتي عندما أطلقت لقب الأهبل عليً لأني في أحد الأيام منحتني 14 ألف دينار لأذهب للطبيب لأُعالج من حالة خاصة مررت فيها وحاولت مساعدتي للتخلص منها وعندما خرجت لقيت أثنين من أصدقائي يرومان التطوع للشرطة ولم أخذ منهما ديناراً واحداً فأخذت وثائقهما وعملت لهما تطوع في الإنترنت كلفني عشرة آلاف دينار ومصرف التنقل ألف دينار وصحف ب 1000 دينار وبقي عندي ألفي دينار وأشتريت صموناً كهربائياً بـ 1250 وبقي 750 ديناراً مما دفعني للأستدانه من صديقي أبو مصطفى 12 ألف دينار لأراجع الطبيب ولما أخبرت زوجتي الحقيقة طار صوابها تزبد وترعد كأنها بركان وأنفجر بوجهي فقد جننها تصرفي لأنه في هذا الظرف العصيب صارت الناس تثري على حساب هذه الأفعال الخسيسة التي لا ترتضيها نفسي.

 

فقد تعودت أن أقتطع اللقمة من فمي لأطعم بها جياع أحق مني يتناولها لديمومة الحياة فقد كنت متطوعاً لمساعدة الآخرين فقد تعودت أن أكون عرضحالجي مجاني لكل الناس فعندي حالياً ملف المرأة العجوز التي تزوج عليها زوجها وتبغي راتب رعاية اجتماعية وملف شيماء التي أصيبت بمرض الكآبة والذي خسرت من جيبي الخاص لطبعها بما يوازي عشرين ألف دينار ذلك لكي امن تريد الخير لكل الناس ليعيشوا سعداء ولم أتقاضى يوماً ما ديناراً واحداً على كل ماقمت به من خدمات جليلة لإسعاد هؤلاء البؤساء المعدمين الذين قست عليهم الحياة وحولتهم الى هشيم تذروه الرياح وأنا أحاول جاهداً لملمة هذا الهشيم لينبعث من جديد تحت الرماد.

 

فقد أقسمت قسماً لا رجعة فيه أن يكون قلمي لخدمة هؤلاء الناس وإلا كسرته ورميته في شط الحلة إذا كان لا يفي بالعهد الذي قطعته على نفسي وكان الله في عون العبد أذا كان العبد في عون أخيه ” وخير الناس من نفع الناس” .

 

 

حسين المسعودي – بغداد

 

مشاركة