الأميرة للا سلمى تدشن متحف الفن الحديث وتصميم زها حديد يحلق في سماء المسرح الكبير


الأميرة للا سلمى تدشن متحف الفن الحديث وتصميم زها حديد يحلق في سماء المسرح الكبير
الرباط ـ عبدالحق بن رحمون ترأست السيدة الأولى بالمغرب،الأميرة للاسلمى حفل عشاء بمناسبة تدشين متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، وذلك في أول ظهور رسمي لها مع بداية الموسم الجديد، وحضر هذا الحفل الذي ترأسته عقيلة العاهل المغربي عدد من الشخصيات الحكومية ومن عالم الثقافة والفن والابداع.
من جهة أخرى، ومن يحرص باستمرار على متابعة تصميمات وإبداعات المهندسة العراقية الشهيرة زها حديد، سيدرك أن تصميمات هذه المهندسة تعد اليوم من أهم التصميمات المعمارية في العالم، وذلك من خلال مشروعاتها في عدد من الدول، وأيضا في قدرة هذه المهندسة على الاتيان بالابداع والمدهش، ومالايمكن أن يصدقه العقل، وزها حديد التي تعد من أهم المهندسين المعماريين في العالم متحصلة على شهادة الليسانس في الرياضيات من الجامعة الأميركية في بيروت سنة 1971، تخرجت عام 1977 في الجمعية المعمارية AA” أو Architectural Association” بلندن، كما تعتبر أول امرأة في التاريخ الحديث التي قفز اسمها إلى مصاف عظماء العمارة العالمية، حيث حازت على وسام التقدير من الملكة البريطانية، حيث عملت كمعيدة في كلية العمارة سنة 1987 وانتظمت كأستاذة زائرة أو أستاذة كرسي في عدة جامعات في أوروبا في أمريكا منها هارفر دو شياكاغو وهامبورغ وأوهايو وكولومبيا ونيويورك وييل. وكما خطفت زها حديد قلب أصحاب الذوق الرفيع في العالم من خلال اختيارات تصميمات معمارية في منتهى الخيال والابداع، هاهي تطرق باب المغرب بكل محبة لتدخل قلوب المغاربة من خلال تصميمها للمسرح الكبير بالرباط هذا المسرح الذي سيشيد على ضفة نهر أبي رقراق، في موقع استراتيجي تلتقي جميع المعالم والمواقع التاريخية والتراثية لمدينتي الرباط وسلا.
كما أن تصميم زها حديد سيزيد الرباط إشعاعا عالميا وتنضاف بصمتها لتؤكد بالفعل أن الرباط تستحق تصنيفها عام 2012 تراثا عالميا من طرف منظمة اليونسكو .
وأول أمس الثلاثاء أعطى العاهل المغربي الملك محمد السادس انطلاقة أشغال إنجاز المسرح الكبير للرباط، والذي سيشكل فضاء ذي بعد سوسيو ثقافي بامتياز، والذي سيتطلب استثمارا إجماليا قدره مليار و677 مليون درهم. وسينجز هذا المشروع من طرف وكالة تهيئة ضفتي نهر أبي رقراق في أجل 40 شهرا، وعلى قطعة أرضية مساحتها 7 هكتارات. وسيشتمل على مسرح يتسع 7000 مقعد، وقاعة للعروض 1900 مقعد ، إلى جانب جميع المرافق الضرورية في هذا الصنف من المنشآت.
ويتكامل هذا المشروع الذي يشكل جزء من البرنامج المندمج للتنمية الحضرية لمدينة الرباط 2014 2018 الرباط مدينة الأنوار، عاصمة المغرب الثقافية ، الذي أعطى انطلاقته العاهل المغربي ، في شهر آيار ماي الماضي. من جانب آخر، يعد المسرح الكبير للرباط، الذي سيشيد في قلب ضفة نهر أبي رقراق، بمحاذاة معلمتي صومعة حسان وضريح محمد الخامس، رمزا للانبعاث الثقافي والفني لعاصمة المملكة. كما سيمكن من تحسين ولوج الساكنة المحلية لبنيات التنشيط الثقافي والفني، مع كل ما يرتبط بذلك من تطوير الملكات الفكرية والطاقات الإبداعية.
كما أن هذه المنشأة الثقافية ستعمل على تشجيع جميع أشكال التعبير الإبداعي، سواء تلك المتناغمة مع الموروث العريق لمدينة الرباط أو التي تواكب الذوق الحديث، بمختلف أصنافه وألوانه، الكثيرة والمتنوعة. ويبقى الهدف من إحداث المسرح الكبير للرباط توفير البنيات التحتية الكافية لممارسة العمل المسرحي في ظروف ملائمة بما يمكن هذه البنيات من الاضطلاع بدورها التربوي و التثقيفي والتنموي داخل المجتمع.
على صعيد آخر، تتميز أعمال زها حديد باتجاه معماري واضح في جميع أعمالها وهو الاتجاه المعروف باسم التفكيكية أو التهديمية وهو اتجاه ينطوي على تعقيد عال وهندسة غير منتظمة، كما أنها تستخدم الحديد في تصاميمها بحيث يتحمل درجات كبيرة من أحمال الشد والضغط تمكنها من تنفيذ تشكيلات حرة و جريئة، حيث يعد هذا الاتجاه من أهم الحركات المعمارية في القرن العشرين.
من ناحية أخرى، وفي قلب العاصمة الرباط أقدم العاهل المغربي في نفس اليوم الثلاثاء 7 تشرين الأول أكتوبر على تدشين متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، الذي يعد أول مؤسسة متحفية عمومية حديثة أنشئت وفق المعايير الدولية. حيث سيساهم هذا المتحف في صيانة وإشعاع موروث المملكة الفني والحضاري. وتطلب إنجاز هذا المتحف استثمارات بقيمة 200 مليون درهم، يعد أول مؤسسة متحفية بالمملكة مخصصة برمتها للفن الحديث والمعاصر، والتي تستجيب للمعايير المتحفية الدولية.
وأوضح المهدي قطبي، رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف أن إنجاز هذا المشروع يعكس حرص الملك على جعل الثقافة رافعة حقيقية للتنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية، وعزم العاهل المغربي على تمكين المغرب من بنيات ثقافية عالية المستوى تحفز الإبداع وتكرس مبادئ الدمقرطة الثقافية.
وبمناسبة تدشين متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، يقام معرضا افتتاحيا تحت عنوان 1914 2014 100 سنة من الإبداع ، والذي يعرض لمختلف مراحل تطور الفن بالمغرب.
من جهة أخرى، وبمناسبة تدشين هذا المتحف وشح العاهل المغربي عدد من الشخصيات المغربية والأجنبية. حيث وشح جاك لانغ وزير الثقافة الفرنسي الأسبق ورئيس معهد العالم العربي بباريس بالوسام العلوي من درجة الحمالة الكبرى، ومديرة الوثائق الملكية بهيجة سيمو بوسام العرش من درجة ضابط.
وبوسام العرش من درجة فارس، وشح الملك عبد الله شهيد الكاتب العام لمتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، وعبد العزيز الإدريسي مدير المتحف، و زينب بنموسى مديرة التجهيزات العامة بوزارة التجهيز والنقل واللوجيستيك.
ووشح الملك بوسام المكافأة الوطنية من درجة قائد، الفنانين التشكيليين السادة عبد الكريم الوزاني، ومحمد الطبال، وسعد بنشفاج، وأندري الباز.
وبالوسام العلوي من درجة ضابط، وشح جلالة الملك بولين دومازيير مؤسسة رواق الفنون الورشة بالرباط، و فانيسا برانسون مؤسسة بيناليه مراكش، وإليزابيث بوشي بوهلال فنانة وجامعة للتحف الفنية، ولوسيان آمييل مدير رواق فنيس كادر بالدار البيضاء.
ووشح الملك بالوسام العلوي من درجة فارس يانيك لينتز مديرة قسم الفنون الإسلامية بمتحف اللوفر بباريس.
وبوسام المكافأة الوطنية من درجة ضابط، وشح السادة كريم شاقور مهندس معماري مكلف بتصميم متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، وكريم بلفقيه ومصطفى بلفقيه وهما من هواة جمع التحف الفنية، و مريم السبتي مديرة نشر مجلة ديبتيك ، وهشام الـداودي مؤسس أول معرض إفريقي للفن بمراكش، ومحمد أمين القباج مهندس معماري، الرئيس التنفيذي لبيناليه مراكش.

Azzaman Arabic Daily Newspaper Vo1/17. UK. Wednesday 8/10/2014
الزمان السنة السابعة عشرة الأربعاء 13 من ذي الحجة 35 هـ 8 من تشرين الأول اكتوبر 2014م
AZP01

مشاركة