الأمل سر الوجود – ماهر نصرت

الأمل سر الوجود – ماهر نصرت

ان تقلب الإنسان في ثنايا الخير والشر والمخاطر جعله يمر بحالات يأس عميقة تدعوه إلى الحزن والخوف الدائم من المجهول فعمد الله سبحانه على بث روح الأمل في نفس الإنسان اليائس لكي تدوم عجلة الحياة إلى اجلها المسمى فبدون ذلك الأمل سيصيب الإنسان الانهيار الحتمي ويستحيل مواصلة العيش على ظهر هذا الكوكب الأزرق الجميل ، أن قوة الإيمان بالله الخالق العظيم يعطي دفعة جديدة من الحب للحياة والطمأنينة التي تغزو القلوب وتريح المشاعر ولهذا نرى كثرة الانتحار في المجتمعات الملحدة الغير مؤمنة بالخالق فالإلحاد يغلق أبواب القلوب ويأخذ الأرواح الى أجواء عبسة تضيق فيها النفس وهي حائرة تنحدر بجهلها وكبريائها نحو الظلمات ومع هذا وذاك وضع الله سبحانه الأمل في طريق هؤلاء ومنحنهم فرصة للعودة إلى سبيل النجاة وخروجهم من الهم والغم الذي يحتل نفوسهم المغلوبة على أمرها . لقد خلق الله سبحانه وتعالى الحياة فوق الأرض لكي يبين للإنسان عظمة خلقه وجبروت قدرته، فليس من المعقول ان يخلق الله هذ الكون العظيم لمجرد نجوم تتفجر وكواكب تدور في أفلاكها بدون هدفٍ ولا معنى .. فجاء بالإنسان على كوكب الأرض ومنحه الشمس وباقي الكواكب السبعة الأخرى المعروفة من اجل ثبات الأرض في مدارها الدائم بفعل تبادل التجاذب والتأثير المتوازن بين تلك الإجرام السابحة في أفلاكها عن طريق اقترابها وابتعادها واحداً عن الآخر حيث تتبادل معها الجاذبية والثبات وتساهم تلك التأثيرات الكهرومغناطيسية في بناء الخلايا وتطور الأنسجة داخل أحشاء الخلائق بأصنافها فوق الأرض، ليس هذا فحسب وإنما وضع للخلائق قوانين وشروط وظروف جوية متعادلة من اجل مواصلة الحياة فوق الأرض بثبات وتطور مستديم.  فجاء سبحانه وتعالى بالخير والشر وجاء بالليل والنهار وبالحسنة والسيئة وغيرها من الأسباب المتعاكسة لكي يهدي الإنسان وهو الكائن العاقل فوق هذه الأرض لطريقه الصحيح الذي يجب ان يسلكه والوصول الى غايته الفطرية التي خُلق من اجلها وهي ( العبادة والطاعة ).

مشاركة