الأمطار نقمة بدل أن تكون نعمة
نحتاج إلى صحوة ضمير
ما اجمل الصيب النافع الذي يتساقط من اعالي السماء ليغسل ارواحنا بنقاء قطراته ويسقي الزرع وتكثر فوائده بما يسعد كل انسان إلا العراقيين .
في السنوات الاخيرة زادت الامطار بشكل غير طبيعي و زادت معها المشاكل في بلدنا العزيز فأصبح العراقي بدل ان ينتظر هطول الامطار لينعم عليه بفوائدها وعطائها اصبح يخشاها كأي كارثة من الكوارث الطبيعية . فمع انهمار المطر اول ما يحدث هو انقطاع التيار الكهربائي طيلة ايام الاسبوع و تتججج دوائر الكهرباء بالامطار وحتى لو كان ذلك صحيحا يكون بإمكانهم ان يصلحوا العطل الا ان فسادهم الاداري يدفعهم لتأجيل ذلك الى حين توقف المطر ولعدم وجود رقيب فوقهم يحاسبهم ولانعدام النزاهة فالمتضرر الوحيد هو الشعب العراقي . و يقع الحمل على اصحاب المولدات والاخير بدوره يستغل حاجة الناس اليه ابشع استغلال فيبدأ بالمن عليهم او بالتحجج كون مولدته معرضة للعطل اذا ما اشتغلت في هذه الظروف فيلجأ الناس وما بيدهم حيلة غير اعطائه المال مقابل اي عطل يحصل فيها . ليس هذا فحسب بل حتى شبكات الاتصال والانترنت تؤول الى البطء او الانقطاع في غالب الاحيان.
اما المشكلة الاعظم هي فيضانات الشوارع بالأخص المناطق النائية وذات الخدمات القليلة كمنطقة الشعب ، جميلة ، الحسينية الخ من المناطق غير المبلطة وذات الشوارع المنخفضة بل و احيانا تنعدم الخدمات الصحية والمدنية في الازقة البعيدة منها تماماً . فأثناء جولتي في منطقة الحسينية شرق بغداد او على اطرافها اذا صح التعبير ، تفاجأت من هول ما رأيته من خراب بعد الامطار مع العلم انها لم تكن غزيرة ، الشوارع غدت كأنها مستنقعات فالمياه التي اغرقت المنازل ايضا تصل الى حد الركبة ولا تعلم هل هي بسبب المطر ام انها مياه الصرف الصحي التي وبسبب المطر ايضا فاضت ، تلال من الطين والقاذورات على بعض المناطق اليابسة بعض الشيء اما اعمدة الكهرباء فتقطعت اسلاكها ورميت على الارض مما تسبب خطر الموت لأي كائن يدوس عليها . المدارس هي الاخرى لم تخل من خراب فالصفوف امتلأت بالمياه والساحات ومكاتب المدرسين وغيره من اغراض الدراسة فبالتالي لم تتوقف الحياة فحسب بل حتى المسيرة العلمية توقفت .وتبقى هذه المناطق واشباهها مهمشة الى حين موعد الانتخابات فتنهال عليهم سيارات المساعدات والمعونة وبفطرة السكان المساكين يستقبلونهم آملين ان يصلحوا من حالهم الا ان ذلك ينتهي مع انتهاء مصالحهم .
الحل لكل هذه المشاكل هو بصحوة ضمير الوزارات قليلاً والعمل بنزاهة واخلاص قليلاً من اجل هذا الشعب الذي ما بيده حيلة سوى ان يرجو من الله الفرج .في حين انه بإمكان كل فرد ان يصلح ما يقدر عليه ولو قليلا فالأصلاح يبدأ بذات الفرد اولا ثم ينتقل لما هو اعلى .
زينب اركان – بغداد
الرجال المنسيّون
في صبيحة يوم شتائي بارد. وجو ملبد بالغيوم مع انتشار للضباب في الأجواء وخصوصا على الطرقات الخارجية. وأثناء سفري الأسبوعي من الكوت إلى بغداد في سيارتي الخاصة صبيحة يوم الأحد 8/1/2017 وكنت أسير ببطء للأسباب أعلاه. … لاحظت إشارات حمراء من خلفي تطلب افساح الطريق وهي مسرعة فركنت جانبا لمرور هذه العجلة الحمر الكبيرة التي تشعل إشارة الخطر.!! واستمررت في طريقي بعد ذلك.وقبل تقاطع النعمانية لاحظت أن هنالك حركة غير اعتيادية والسيارات السائرة على الطريق قد أشعلت دبل أشارة مع تخفيف السرعة وبعضها قد توقف جانبا ليرى أو ليساعد مابمقدوره..ومع اقترابي توقفت جانبا .حيث أن الضباب والدخان كان يغطي المنطقة.
لاحظت أن هنالك سيارة ذات دفع رباعي قد التهمتها النيران من كل جانب .وقد نزلت في المنخفض جانب الشارع وقربها هناك ثلاثة رجال يتصارعون مع النيران بقوة كصراع الاسد مع فريسته ورجلان اخران يقفون بالمرصاد إسناد لزملائهم.. وقد تسارعوا واخمدوا النار من العجلة…بل لاحظت أحدهم يدقق في صغائر الامور حيث أن بعض المواد البلاستيكيه الصغيرة تبقى مشتعلة نتيجة لهب نار سابق وهو يصر على التأكد من اخمادها نهائيا ” وبقوة وعزيمة وارادة…واخمدو النار من السيارة نهائيا….وعند الانتهاء سارعوا في لملمة خراطيم المياه ومعدات عملهم ورتبوها في اماكنها في عجلتهم الحمراء واشعلوا اشارتهم الخضراءوانسحبوا بقوة وهدوء استعدادا”لواجب آخر قد يتطلب منهم إسناد لمهمة أخرى اولحادث طارئ آخر يكلفون بواجب عليه…..إنهم أصحاب العجلات الحمراء العملاقة والبدلات الزرق والخوذ الصفر…
..إنهم رجال الاطفاء…رجال الدفاع المدني الاشاوس
بوركتم في عيدكم .وبوركتم في يومكم.وكان الله في عونكم. فأنتم الرجال المنسيون……
بالمناسبة. التاسع من كانون الثاني.هو عيد الشرطة العراقية والدفاع المدني احدى تشـــــكيلاتها. ..
الف تحية لرجال الاطفاء و الدفاع المدني في واسط…
فلاح حسن آل طلال
سوء أحوالنا بسببنا
نحن
ما بال البعض مناصار ينهش لحم أخيه حيا ومــــــيتا !!!
ياكله وهو حي ؛ عندما يخدعه وينصب له الفخاخ مستغلا بذلك كل الثغرات التي تكمن في نفس الإنسان فإذا كان طيب القلب استغل طيبة قلبه واذا كان جاهلا استغل جهله ولم يقم بدور المعلم ورسالة المعلم الإنسانية التي يجب ان يتحلى بها كل انسان
واذا كان مغفلاُ استغل تغافله فأكل لحمه ورمى عضمه معتمدا بذلك على تلك المقولة التي تقول (القانون لا يحمي المغفلين)
واذا وجد اخاه محتاجاً لشيء والمت به مصيبة ما نجده بعيدا عن ابداء المساعدة ومد يد العون و النجاة بل العكس سرعان مايعمل بالقول السائد (مصائب قوم عند قوم فوائد) وإذ لقي مبتلى لم يعنه على رفع البلاء الذي حل به واذا وجد شخصا مجداً ونشيطاً في عمله طموح لمستقبله ابعده عن المسؤولية حتى لا ينافسه وفي نفس الوقت يكون طوعا له وتحت يديه .
مابالنا اليوم نتسابق في الأنانية
ونسينا طعم الإيثار وتناسينا قول الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة) سورة الحشر آيه 9
ويأكل لحم اخية ميتاً ؛حين يغتابه ويذكره بالشر ويقول عنه ماليس فيه ابتغاء حاجة شخصية أو لمرض في نفسه فتراه لا يعبأ بأي حال من الأحوال من أن ينتهك حقوق الآخرين ويحقرهم ويقذفهم بالشر .
أين ذهبت أحلامنا وأي عالم نعيش فيه
وأين التعاون والتكاتف والتكافل والبناء اين بناء القدرات وبناء الإنسان وبناء الدولة التي تحمي الحقوق وتصون حرمة الإنسان ؟
كلها ذهبت إدراج الرياح وامسينا وحوش غاب يأكل القوي منا الضعيف والغني منا الفقير وهدمت الأسر ومزقت الروابط الأسرية والإجتماعية والتحق مجتمعنا بركب المجتمعات المتخلفة والفقيرة والمدمرة
نعم هذا حالنا اليوم صرنا عبيدا بعد أن كنا أسياداً ، بسببنا نحن وبسبب الأنا التي أستحوذت علينا وبسبب تخلفنا الفكري وغياب البعد العقلي والنقلي في كل أعمالنا وتعاملاتنا تشرذمنا وتفرقنا فهل من ناصر ينصرنا ويوحد صفنا من اجل مواجهة التحديات التي تواجه مستقبلنا وحياتنا
الجميع مسؤول والجميع يحمل مسؤولية أمتلاك الضمير الحي فإذا ما مات الضمير مات كل شئ .
بلال الجبوري
السياب شاعر
الشمس في بلادي اجمل من سواها،والظلام
حتى الظلام هناك اجمل فهو بحتضن العراق
هل كان السياب يتنبأ بمستقبل العراق وما سيحصل فيه من ارتفاع درجات الحرارة التي فاقت كل البلدان
وكأن الشمس اتخذت العراق خليلاً وتأبى ان تأفل عنه
والظلام
اصبح العراق يسوده الظلام بعد ان احتلته الخفافيش السود وضباع الليل
وكأنه اصيب بلعنة السماء
فكثرت الجياع وهجرة البعض ،واخر قتل ،واخر مازال يصارع من اجل الحياة
ياعراق كم تحملت الظلم والقهر
قل لي فهل مازلت مسبياً
يؤلمك سوط جلاديك؟
وهل للشمس ان تسبى
ام انك صارم في الألم تسود
ارى فيك زينب بل ارى الحسين منتصراً
ترى في قبر السياب رجل قد ألهمهُ الحب بنبؤة المستقبل
يقول في نهاية القصيدة
لتبكين على العراق
فمالديك سوى الدموع ،وسوى انتظارات دون جدوى للرياح وللقلوع،
هناك تساؤلات في رأسي ولم اعرف لها جواب
هل سيصدق السياب هذه المرة ايضاً؟
وهل سيبقى العراق على حاله المزرية؟
وهل يسوء اكثرواكثر؟
وهل يبقى غارقاً في هذه الدوامة؟
ام هناك امل
نور الهدى الصالحي – بغداد
صهيون
صهيون :اسم لجبل يشرف على مدينة القدس ،جاء في التوراة كموقع لحصن تسيون وهو القسم المحصن في جبل صهيون جنوب بيت المقدس احتله داود (مدينة داود) واصل الكلمة فيه اختلاف فقسم قالوا انه من الصون والتحصين لانه في الاصل اسم لجبل محصن وكانت من الروابي العالية. كلمة صهيون ورد في التوراة في سفر صميوئيل الثاني 5-7.في النص(وأخذ داود حصن صهيون ) وفي سفر اخبار الأيام الأول 11-5.في النص(وقال سكان ييوس لدواد لا تدخل الى هنا ،فأخذ داود حصن صهيون وهي مدينة داود)
وهناك من قال ان الاسم عيلامي الاصل وصل الى العلاميين من اللغة البابلية وتعني بلغتهم (معبد) وهناك رأي ثالث يقول ان الكلمة عيلامية وتعني المعبد وكلمة صهيون تعني الحصن او القلعة ثم اصبحت تعني تل المعبد واتسع المفهوم الجغرافي للكلمة ليطلق على كل تل في جنوب شرق اورشليم .
وهناك اختلاف في النظرة الى الحركة الصهيونية فهناك فريق يقول انها حركة سياسية وليست دينية ويبدو انها نشأت منذ السبي البابلي حيث كان الحنين الى جبل او حصن صهيون رمزا للحنين الى المملكة الغابرة ،وبرزت ملامح الصهيونية في القرن التاسع عشر الميلادي كحركة سياسية قامت في شرق أوربا واول دعوة صهيونية كانت سنة 1854م من الحاخام الاكبر في بريطانيا الذي دعا الى اجتماع يهودي في حديقة هايدبارك ودعا فيه الى الصهيونية ،في سنة 1863 الف موريس هيس كتابا اسماه روما اورشليم دعا فيه الى حرية اليهود وقال في كتابة ان هذه الحرية لن تتوفر الا في فلسطين وبذل هؤلاء كل جهدهم لتحقيق الامل الموعود لأسكان اليهود واستيطانهم في ارض فلسطين الا ان حصل حاييم وايزمان على وعد بلفور في نوفمبر عام 1917واصبح بعدها اول رئيس لدولة اسرائيل . اما اصحاب الرأي الثاني فيقولون بانها حركة دينية وان الصهيونية واليهودية لايمكن ان يفترقا وانهما شيء واحد وحجتهم في هذا الامر ان سفر أشعياء يدعوهم من اجل مجد صهيون (من اجل صهيون لا اسكت) جاء ثيودر هرتزل(صحفي يهودي من اصل نمساوي)1860-1904 ليقول(ان فلسطين التي نريدها هي فلسطين داود وسليمان) وقام ثيودر بتنظيم اول.من يتأمل واقعهم يرى ان لافرق بين الصهيونية كحركة دينية وحركة سياسية مادام الهدف واحدا ،يقول حاييم وايزمان1874-1952:ان الصهيونية واليهودية رابطان لافكاك بينهما وكان الاعلان عنه كرئيس في 14مايو1948
عباس عدنان مالية – ديالى
التواصل الحسي
التواصل من الأمور الأساسية في حياة الإنسان وأي ضعف في هذا الجانب يؤثر على ركيزة مهمة من ركائز بناء شخصية الفرد.
فعندما يكتمل نمو حواس وإدراك الإنسان, يميل لأن يكون جزءاً من كل , فرداً من مجتمع, ومن ثم يشعر بأهميته طبقاً لتقبله وانتمائه لهذا المجتمع, وهذا الأمر جيد لأنه هو الذي يدفعه لخدمة هذا المجتمع الذي ينتمي إليه. وبالمقابل على المجتمع أن يُشبع إحتياجات الفرد النفسية, التي تُعد هي الدافع الأساسي لإنخراطه فيه. ومن أهم الإحتياجات هي التواصل الحسي الصحيح مع الآخرين .
فقد اصبح فُقدان التواصل في مجتمعنا ظاهرة لا يمكن تجاهلها , بل أصبح التواصل الحسي بين الناس مصدراً للإزعاج والصراع والقلق أو النفور وقد ينتهي بالسب او الشتم أحياناً , أو على أقل تقدير تجنب الحوار مستقبلاً. والمؤسف إن هذه الظاهرة تتجسد في التواصل حتى في الأماكن الاجتماعية .
وأصبح البديل الجديدة هو ” وسائل التوصل الإجتماعية الإفتراضية” التي أصبحتْ أصل التواصل بين الناس والتي بدورها زادتْ من العزلة والتوحد بعد ان كان المفترض منها العكس.
ويبقي الإحتياج للتواصل الحسي كامناً في النفس, وكعادة أي احتياج, كلما أُشبع بصورة غير صحيحة كلما تضخم يوماً بعد يوم, لينشأ الإحساس بالوحدة والشكوى والتذمر.
ولهذا الإحتياج صور فترى هذا يشكو أن لا أحد يشعر به, وثانٍ يشكو صديقه و يدعي انه لم يعد هناك أمان للبشر, وثالث ينشر على صفحات التواصل الإجتماعي كماً من الآلام والأحزان التي تنوء الجبال عن حملها, ورابع قد يقضي بقية عمره خائفاً نتيجة تجربة أو اثنتين نهايتهما غير جيدة.
ونسي او تناسى من يقول ذلك انه هو من ترك بناء جسر بينه وبين غيره من الناس, بل ابدل الجسر حاجزاً محاطاً بأسلاك شائكة وهو من عزل نفسه بنفسه وحرق أبسط الجسور التي توصله الى ضفة غيره.. أو ان كلامه لم يضف شيئا للتقارب مع غيره او انه لم يكن لديه مخزون من الألفاظ واساليب التواصل ليستخدمها لبناء ذلك الجسر او عنده ذلك المخزون لكنه لم يوظفه بشكل صحيح أو لم يشأ هو أن يوظفه أصلاً ..
فنتج عن ذلك وحدة نعيشها حتى بين اهلنا واصدقائنا واحبابنا.
في هذا المعنى للشاعر البردوني أبيات جميلة يقول فيها ..
والمرءُ لا تشقيه إلا نفسه
حاشا الحياة بانها تشقيه
ما أجهل الانسان يضني بعضه
بعضا ويشكو كل ما يضنيه
ويظن ان عدوه في غيره
وعدوه يمسي ويضحي فيه
سيف خضير حمد – بابل
تلاحم سرمدي
كثيرا ما حاولت الموجات الخارجية تفتيت وحدة الشعب العراقي من بداية تأسيس الدولة العراقية وحتى الان ،الا ان الواقع الاجتماعي يحول دون ذلك ،فالعراقيون بجميع مكوناتهم دائما ما يكون لديهم هناك هاجس الا وهو الشعور بالانتماء الى الهوية العراقية كبلد ام او كامة بحد ذاتها تسقط عندها جميع الانتماءات الفرعية الاخرى سواء كانت انتماءات دينية او عرقية او طائفية وهذا يعود الى ان الاندماج في المجتمع العراقي بين المكونات هوة اندماج ىصل منذ زمن قديم الى التزاوج وغيرها اي ان هناك قرابة دم بينهم ولك تقتصر على المشاركة العملية او الاجتماعية حتى الوقت الحاضر وغم الموجة الاخيرة التي هددت هذه اللحمة الرائعة (دخول الدواعش الى بعض المحافضات) وهي الاخرى التي كانت ترمي الى تفتيت وحدة هذا البلد على اساس طائفي ولكن باءت بالفشل ووضع العراقيون ايديهم بأيدي بعضهم متضامنين قاهرين كل الازمات الاجتماعية . وشاهدنا الاحتفالات في ميلاد سيدنا عيسى المسيح (ع) لم تقتصر على الاخوة المسيح والكنائس ،وانما شملت جميع مكونات هذه الامة وشاركوهم الفرحة كما شارك اخواننا المسيح في مراسيم عاشوراء ،وهذا ما يدل على قوة التلاحم وسيادة الروح الوطنية والتلاحم الاجتماعي والشعور بالانتماء ليس فقط للوطن فحسب ولكن الشعور بالانتماء لبعضنا البعض في روابط من الحب والحب بحد ذاته انتماء . حيث يستحيل فك روابط بناها الاجداد من سومر والى الوقت الحالي و محو رواسب فكرية ايجابية بدواخلنا لا يمكن محوها ،عشنا وعاش العراق
ميس عيسى العراقي – بغداد
برلمانيون بوجه آخر
ارتبطت في اذاهان العراقيين صورة السراق والمفسدين بالبرلمانين، وذلك لما هو ظاهر ومعروف للعيان من فساد واختلاس من قبل هذه الثلة التي ابتلينا بها. لكن ما يحز بالنفس ويكدر أمالها عندما تلتصق هذه السجية المعيبة باقدس المهن وارقها المنقذة للحياة، الواهبة للعافية التي تكون اقرب الى الربوبية الرحيمة وهي الطب. جشع اغلبية الاطباء وتعطشهم لملء جرابهم اللا ممحدودة بالمال من كاهل المريض البسيط الحال الذي يشتري صحته باي ثمن رغم صعوبة العيش حتى وان كان لا يملك قوت يومه، جعلت من الطبيب يتناسى الصفات التي وجب عليه الالتزام والتحلي بها، من بينها الأمانة في العلاج وتقديم المساعدة القصوى للمرضى قدر الإمكان. ولكن مع شديد الأسف قد ماتت وخزة الضمير التي هي بمثابة المنبه لروح الإنسان. فعلى الرغم من ان الطب هي مهنة اخلاقية وانسانية قائمة على آواصر العلاقة بين الطبيب ومريضه الذي يلجئ له في انتكاسته الصحية البدنية والنفسية، الا انها قد فقدت سماتها العظمية التى تغنت بها جيل بعد جيل.
كثير هي المشاكل التي يعاد طرقها على المسامع ومن بينها جشع المال من قبل الأطباء، وهذا ما سوف اجسده بالآتي: لامس قلبي الألم عندما راجع احد افراد عائلتي لما كان يشكوه من مرض طبيباً وصف بخبرته وقدرته على التشخيص والوقوف على العلة. وبعد التشخيص والمعاينة كتب له العلاج ونهاه عن شرائه من غير صيدليته الخاص. فكان سعر علبة العلاج الواحدة من صيدلية الطبيب الخاصة (45) الفاً. وعند اعادة تكرار هذا العلاج اضطر اخي الى شرائه من غير صيدلية الطبيب، وهنا كانت المفاجئة. اذ اتضح ان سعر علبة العلاج الواحد هو (14) الفاً فقط، والفارق بين سعر صيدلية الطبيب وسعر الصيدلية الأخرى هو (31) الفاً اي بما يعادل علبتان أخرتان.
بماذا يختلف هذا الطبيب عن البرلمانيين الذي امتلأت مصارف العالم من سرقاتهم ونهبهم لخزينة هذا الشعب المغضوب عليه ..؟
لا يوجد اختلاف، وها نحن على يقين انهم من طينة واحدة قد خلقوا، ولكن الإختلاف وقع في السبل التي سلكوها. فهذا بأسم الوطنية والحريص على شعبه وهذا بأسم المهنة السامية والتي هي ادنى الى القدسية.
ان غياب الرقابة على الأطباء بعد فقدهم لضميرهم الإنساني ودورها في تسعير الدواء وتحديد سعر المعاينة (الكشفية) واحد من اهم العوامل الرئيسية التي جعلت من مهنة الطب تجارة مفرغة ما في جعبة المريض سواء كان ميسور الحال ام معسور. واذا استمر الحال هكذا فسوف يمحى اخر حرف للرسالة الانسانية لهذه المهنة الأخلاقية.
مروة جمعة – بغداد
قصص قصيرة جداً
احلام يائسة
كانت في ريعان شبابها ..تحلم احلاماً وردية تصنع لها جناحين وتحلق فيهما بأفق الخيال
تحلق هنا وهناك …تعانق النجوم…تداعب القمر في كفيها عاشت مامضى من حياتها بهذه الاحلام الوردية كانت مغرورة في طباعها وتصرفاتها وكانها تعيش حياتها للابد …فكانت ترفض كل شاب يقدم لخطوبتها بنية الزواج منها ، نعم كانت ترفض من يتقدم اليها وبعنف .
.. لكن كلنا نعرف ان عقارب الساعة تتقدم للامام ولاترجع للخلف
كما هي سويعات الوقت التي تمضي بسرعة ، وبعد برهة من الايام التي مضت انتبهت فتاتنا الحالمة الى نفسها ومايدور حولها.
..فجلست امام المراة المعلقة شاهدت تجاعيد وجهها المترهل وامواج شيب شعرها بانت على اشعة الشمش
هنا اشتد بها الجشع غاضبة .
..حتى قلبت وكسرت ماحولها من اثاث بسيط وكأنها اصيبت باليأس والجنون
.. ثم اخذت تضرب بيدها على فخذها الايمن والدموع تسيل من عيناها بدون بكاء
وكأنها ندمت على مافاتها من ايام عمرها الوردي بقيت على حالها واجراس الندم تقرع في اذنيها..
.حتى ذبلت غصونها وازهارها وسقطت بعض وريقاتها الخضراء…وكأنها في طريقها للفناء،
وبعد ان تعدت من العمر الاربعين عاما تقدم اليها رجل يزيدها في العمر فوافقت على الزواج منه (خوفا من ان تقع في خطأ اخر) وبعد مرور سنة…تم زواجهما وعاشا في بيت واحد، ومن هنا واجهت مشاكل اخرى اكثر من ماواجهته من قبل…حيث انها عاشت في بيت الزوجية لمدة ثلاث سنوات ولم تنجب طفلا لزوجها بسبب كبر سنها ، وبسبب ذلك كثرث مشاكلهم حتى اصبح بيتهم مسرحية لمن يتفرج من الجيران ، وفي نهاية المسرحية اندثرت ادوار ابطالها وافترق الزوجان ولم يلتقيا حتى هذه اللحظة،،
{{{{
سقوف واجساد
ام نور امرأة مثالية …هدفها بالحياة ان تعيش واولادها (الاربعة ) في عيش رغيد وسكن لائق وحياة تملؤها الطيبة والمحبة والسؤدد .
تسكن ام نور في بيت ( طيني صغير ) بقرية نائية بسيطة ..
ذات ليلة من ليالي الشتاء الباردة اشتدت جنون الرياح وهطلت السماء امطار غزيرة جدا و السيول اخذت تجرف جدران بيوت القرية ،، تأثرت جدران بيت ام نور البالية بهذه السيول التي لاترحم ,,, وبدأ البيت الطيني يتخلخل حتى جثم سقفه الثقيل على اجساد اولادها وهم في غفلة النوم … هرعت فرق الانقاذ
لتنقذهم ..
اجســــاد بلا ارواح.
قابل الجبوري – بغداد