نيودلهي– جاكارتا -(أ ف ب) – تجاوزت حصيلة الأمطار الموسمية 100 قتيل في عدد من دول جنوب آسيا خلال نحو أسبوع، وفق ما ذكر مسؤولون الإثنين، بينهم 12 شخصاً على الأقل قتلوا في انهيار منزل في شمال الهند جراء هطول الأمطار الغزيرة.
وقالت الشرطة إن السيول والإنهيارات الارضية الناجمة عن الامطار الغزيرة قتلت 67 شخصا على الاقل في أنحاء النيبال بينما لا يزال 30 آخرون مفقودين.
وفي بنغلادش بلغت حصيلة القتلى 29 على الأقل منذ 9 تموز/يوليو بينهم 18 أصيبوا بالصاعقة وسبعة غرقوا بعد انقلاب قاربهم في مياه متقلبة في خليج البنغال. ولقي عشرة أشخاص حتفهم في مخيمات اللاجئين الروهينغا المكتظة في جنوب شرق بنغلادش حيث هدمت الأمطار آلاف المساكن المتهاوية.
في أحدث مأساة ناجمة عن الأمطار الموسمية في الهند، انهار مبنى من أربعة طوابق على سفح تل في ولاية هيماشال براديش الشمالية ما أدى إلى مقتل 12 شخصاً ومحاصرة ما لا يقل عن سبعة آخرين.
فيما قتل شخص على الأقل ودمرت مئات المساكن جراء الزلزال العنيف بقوة 7,3 درجات الذي ضرب شرق اندونيسيا بحسب أول حصيلة رسمية نشرت الإثنين.
ووقع الزلزال الأحد بعيد الساعة 18,00 (09,00 ت غ) في شمال أرخبيل مولوكو على عمق 10 كيلومترات، مثيرا حالة من الذعر لدى السكان الذين لجأوا إلى المرتفعات.
وحدد مركز الهزة على بعد 165 كلم جنوب تيرنات، كبرى مدن اقليم شمال مولوكو.
وقال المسؤول المحلي في وكالة إدارة الكوارث احسان صبور الإثنين لفرانس برس إن «القتيل أصيب لدى انهيار منزله عليه». ولم يسجل وقوع ضحايا آخرين رغم قوة الزلزال.
واضطر مئات الأشخاص إلى اللجوء إلى مدارس ومبان عامة.
وقال المتحدث إن «الهزات الارتدادية لا تزال تسجل ما يشيع حالة من الذعر بين السكان الذين يخافون من العودة إلى منازلهم».
وبحسب المعهد الإندونيسي للجيوفيزياء سجلت صباح الإثنين 52 هزة ارتدادية على الأقل منذ زلزال أمس.
وضربت منطقة مولوكو عدة زلازل عنيفة في الأسابيع الأخيرة، أحدها بقوة 6,9 درجات وقع الأسبوع الماضي، وآخر بقوة 7,3 درجات وقع أواخر حزيران/يونيو، لكن بدون التسبب بأضرار كبيرة.
وإندونيسيا أرخبيل مؤلّف من 17 ألف جزيرة وجزيرة صغيرة نشأ من تقاطع ثلاث صفائح تكتونية كبيرة ويقع على حزام النار في المحيط الهادئ، وهي منطقة نشاط زلزالي وبركاني قوي.
والعام الماضي، خلف زلزال بلغت قوته 7,5 درجات، وأعقبه تسونامي في بالو بجزيرة سولاويسي أكثر من 2200 قتيل وآلاف المفقودين.
وفي 26 كانون الأول/ديسمبر 2004، ضرب زلزال عنيف بلغت قوته 9,1 درجات محافظة أتشيه في أقصى غرب الأرخبيل ونتجت عنه موجة تسونامي ضخمة في المحيط الهادئ أدت إلى مقتل نحو 170 ألف شخص.
وانهار المبنى القريب من شيملا وهي وجهة سياحية شهيرة الأحد، بعد أيام من الأمطار الغزيرة. وكان عمال الإنقاذ يبحثون بين الأنقاض عن ناجين فيما عملت الآلات الثقيلة على إزالة أكوام من الصلب والأسلاك والحطام الموحل.
وقال شامان المسؤول المحلي الهندي إن 12 شخصًا قتلوا في الانهيار، مضيفًا أن رجال الإنقاذ يبحثون عن «سبعة أشخاص آخرين على الأقل» تحت الركام. وقال جندي انتشل حياً من تحت الأنقاض إنهم تجمعوا لحضور حفل في مطعم المبنى «ولكن فجأة اهتز المبنى وانهار».
تتكرر مثل هذه الحوادث في جميع أنحاء المنطقة خلال الأمطار الموسمية بسبب الهياكل المتداعية تحت وطأة المطر المنهمر.
وتخلف الأمطار الموسمية من حزيران/يونيو إلى أيلول/سبتمبر الموت والدمار في مختلف أنحاء جنوب آسيا كل عام.
اجتاحت الفيضانات معظم ولاية ولاية آسام بشمال شرق الهند حيث توفي أربعة أشخاص الأحد بعد أن جرفتهم سيول تشكلت بصورة مفاجئة.
كما خلفت الأمطار أضراراً جسيمة في حديقة كازيرانجا الوطنية بالولاية، وهي محمية معترف بها من قبل اليونسكو وتضم ثلثي المخزون العالمي من حيوانات وحيد القرن.
وفي ولاية بيهار الشرقية، ارتفعت المياه في خمسة أنهار فوق مستويات الخطر مع توقع المزيد من الأمطار خلال الأيام القليلة المقبلة.
وقال بيشواراج بوخاريل المتحدث باسم الشرطة في النيبال إن الامطار الغزيرة تراجعت لكن السلطات ما زالت تخشى ارتفاع عدد القتلى. وصرح بوخاريل لوكالة فرانس برس «نواجه تحديات إيواء النازحين وإعادتهم إلى ديارهم بعد جرف العديد من المنازل .. كما نخشى أيضا من خطر الاوبئة بسبب تلوث المياه».