الأمثال الشعبية ونكران الجميل
كثيرة هي الامثال الشعبية المتداولة عند المواقف بيننا ونحن في البيت او الدائرة ووسائط النقل والاماكن العامة.. ومنا من يعرفها واخرون لا يعرفون مغزاها تصدر عن لسان رجل او امرأة مهما كان تحصيلهم العلمي ومنها القول بعد مشكلة او مشادة مباشرة.
درب الجلب على الكصاب
اننا نعرف ان الكلب عرف عنه الوفاء مع الذي رباه ورعاه .. وقلة من الكلاب الذي ينكر جميل الحياة كما في البشر والكلب يحب اكل اللحوم ويعلم ان الكصاب لا يخلو محله من انواع اللحوم والعظام ولا يبخس الكصاب بها.. ولكن هذا الكلب حين يجد فرصة بديلة فيها ما لذ وطاب وما يناسبه .. يتخلى الكلب عن صاحبه الكصاب .. ليعيش في موقع جديد ولكن فرحة هذا الكلب لم تدم عندما قامت دوائر البلدية بازالة المواقع التي فيها خيرات كثيرة وعليه بقى الكلب وحيدا بلا مأوى ولا طعام ولكنه بعد تفكير عاد الى صاحبه السابق الكصاب الذي رباه.
وهذا المثل ينطبق لحكاية من الواقع الاجتماعي التي عرفت تفاصيلها من صديقي قاضي محبوب وعلى خلق (رحمه الله).
الرجل عمره 35 سنة دخله متوسط متزوج من امرأة جميلة 30 سنة انجبت له ولدين وبنت يعمل ليل نهار ليوفر كل شيء لاسرته التي يحبها .. وهو سعيد في سكنه في محلة جيدة بسكانها .. ولكن حصلت فجوة في هذه الاسرة بعد استدعاء الرجل الى خدمة الاحتياط .. وترك زوجته واولاده والتحق الى احدى الوحدات في البصرة .. ونزوله في اجازة شهريا وخلال هذه المدة .. تغير سلوك الزوجة وتصرفاتها من خلال تأثير شقيقتها عليها .. وسارت في طريق الرذيلة للكسب المادي سواء داخل بيتها او خارجه .. وهي تجمع اولادها في غرفة وتقفلها عليهم .. وتقيم وشقيقتها بعض من جلسات الشرب .. ومع الايام ادرك الزوج الذي طالت مدته في خدمة الاحتياط بحصول عدم رغبة مع زوجته واللقاء تحت حجج المرض او الضجر .. والاولاد متخوفين من امهم للكلام معه واخباره بما يحصل.
وتسرح من الخدمة وعاد الى اعماله الحرة .. وتغيرت خطة زوجته التي كانت تخرج وهو في العمل وتعود ساعات وواضعة العديد من الحجج امامها.
احد الاولاد اخبر والده بكل ما رآه وسمعه ودور خالته في هدم الجدار الاسري ولكن الام رفعت دعوى تدعي وتتهم زوجها بانه شاذ يطلب منها في اللقاء الزوجي ما يغضب الله.. وتريد الطلاق.. ومن اول جلسة طلقها القاضي بحيث لم تتوقع ان قضيتها تحسم بهذه السرعة.. واخبرني القاضي شخصيا انه يعرف هذه الزوجة انها تكذب وان زوجها فقير الخلق يحب اسرته ولانه شاهد الزوجة في محل بيع الادوات الاحتياطية في وضع مخزي وصاحب المحل صديق القاضي اخبره بما يندى لها الجبين .. لهذا طلقها على الفور والقاضي يقول لها انت كاذبة زانية.
وهذه الزوجة وبعد الطلاق تخلى عنها الكثيرون واولهم والدها ومرت في ظروف للاسف صعبة ما بين مراكز الشرطة وفضيحة في البيت واذا بها تعود الى زوجها تتوسل بالعفو والمغفرة والتوبة والمسامحة وانها غلطانة ونادمة وانت زوجي وابو اطفالي طيب وابن حلال وغلطت في حقك واختي ورطتني.. وعاقبت نفسها وهي تحلق شعر رأسها.. فقال لها زوجها صدق من قال (درب الجلب على الكصاب) وما قمت به كبير جدا ليس فيه .. العفو سامحني اني غلطانه .. انا لست كصاب ولن اقبل ان تكون زوجتي كلباً.. لان اولادي يخافون من الكلب ولا يريدونه وطردها .. واتفق مع اولاده الرحيل من هذه المحلة.. بعيداً .. بعيداً.
شاكر عباس- بغداد
/8/2012 Issue 4272 – Date 8 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4272 التاريخ 8»8»2012
AZPPPL