الأغلبية الصائتة

الأغلبية الصائتة
دعونا نعود إلى الأغلبية (عنواننا الأبهى) ، بل دعونا نذهب إليها وبين نعود ونذهب حراك اغلبي جل شأنه ، أقول دعونا نعرج على الأغلبية بشيء من الرفد الكتابي ، فهي أصبحت عمودا أدبيا ، وتكاد أن تتحول إلى جريدة مشهود لها تعمل ضمن طاعة أمها (الزمان) ، تلبي لها جميع حاجياتها، ، ولا تشاكسها بشيء يثير الجدل طويلا، فهي بنتها المشهود لها في ذلك ، وحتى لو قالت لها ارمي نفسكِ في البحر ترميها تضحية واحتراما! ، وهي عنوان بهي تتطلع له أرجح العقول، وتتآلب على محاباته أسمى الأذواق ! إنها الصفحة الشماء التي ورد على سطورها (البيان الأدبي الأول) الموقع ببصمة امرئ ألقيس ، وابن المقفع ، وابن الرومي ، وأبو تمام، وأحمد شوقي والجواهري وو..الخ، ليس هذا ذكر اعتباطي كمن يأخذ من هنا ويضع هناك بدون روية ومنهجية ، ووقاية بحثية من الوقوع في مطبات التناقض ، والمفاجآت المضحكة ، أنه ذكر مدروس ومنقح وفق احدث النسخ المحققة .. أقول : إنها الصفحة الشماء التي شهدت صرير أجود الأقلام ، وتفتحت سطورها بأجمل أزهار الكلمات ، وسطعت على زرقة سمائها أجمل النجوم ، وقد لاحظ ذلك من لم تخنه الملاحظة ، ولم يخذله الذوق ، ولم تحتل عليه البلاغة ، ولم تراوغه ثعلبية الفصاحة ، ولم تدركه شيخوخة الفطنة، ولم يتوقح عليه اللفظ! ، ولم يتمرد عليه شيطان الكتابة، فيتحول هذا الشيطان إلى مشاكس تنغلق به سبل الإبداع ، والفطرة الكتابية السليمة .. ولذلك وجدنا أنها تتمتع باسم آخر ، هو ” الأغلبية الصائتة” ولم لايكون ذلك ؟! ، لم لايكون لها اسمان ، أو أكثر لاسيما ، وإنها أخذت على عاتقها مهمة الكتابة على الحجر الصلد الذي أبى أن يكتب عليه ، إلاّ إذعانا لهيبة وجلال هذه الصفحة الشماء العصماء الغراء .. فللأسباب السالفة ، والآنفة نجد أننا رأينا على وجهها المشرق سحر القلم الذي لايضاهيه سحر آخر! ، وفيها اعتملت الجرأة الهادفة ، وفيها كذلك تبويب عجيبٌ لهوية العراق الكريمة ، حيث أن الكثير من فقراء العراق ينتمون إلى زمان اغلبي، فهي الناطق العملي باسم الفقراء! لما فيها من مصاهرة للأفكار النقية ، والكل يكتب من منطلقه العراقي والإنساني بعيدا عن التعصب ، وإذا لم يكن ذلك كذلك في رأي البعض ، فإنه مايجب أن يكون .. الأغلبية بعمودها وصدارتها ، ووسطها وتذييلها ، ولا أقول ذيلها لأن بين المعنيين فرقا دقيقا(وفرقا دقيقا هذا من شواهد عمل إن فهو اسمها وموصوفه المنصوبان المتأخران لتقدم الظرف عليهما، كما يرى سيبويه ألأغلبي!) ،أقول: وهي بعناوينها ومضامينها تشير إلى أنها فلذة كبد الزمان ، (ومؤتمر القراء الأول) ، (ومعاهدة الإبداع الأولى) ، وجائزة القلم الشريف الذي يبحث عن أخلاقيات الكتابة الأبية التي لاتجامل على حساب الحق ، فلا تجامل كائنا من يكون !، وهي أكبر نجمة في مساء السطوع تحاكي العاشقين في مكابدتهم الحرى ، فللأغلبية اليوم حراك واسع سيتمخض عنه إنجاب أعظم الأقلام التي دوت وستدوي في فلك الكتابة .. (الأغلبية لهم) تجمع مهاب في هذه الصفحة ، فهم وإن لم يلتقوا وجها لوجه ، ولكن أرواحهم النقية التقت عبر أثير الكلمة الساحرة ، وحصل تعارف إبداعي تأملي ، وهكذا تحولت هذه الصفحة بإشارة (ر-ش- مصدرا، ومرجعا ، وباحثا) من صفحة لأغلبية الكتاب بالمعنى الموضوع عنوانا لها بين صفحات الزمان ، إلى صفحة أغلبية للقراء، اجل هذه صفحة أغلبية القراء فهم يقرأون بشروط القراءة الصامتة دويا كتابيا قل نظيره ، هكذا تحولت هذه الصفحة إلى قلم يكتب في لوح السمو ، أكثر مما انجلى في صفحة ملحمة (ألف ليلة وليلة) ، و(كليلة ودمنة) ، (وملحمة المهابهارتا) الهندية ، (والإلياذة والأوديسة لهوميروس)..
رحيم الشاهر
AZPPPL

مشاركة