تقوم سعادة الحياة الزوجية على أسس ثلاثة:
الاحترام والتفاهم والتعاون
هذه الأسس تربطها الى بعضها البعض ثلاثة امور:
السكينة والمودة والرحمة
فالاحترام بين الزوجين هو أساس الأسس الذي يمهد الطريق للتفاهم والتعاون، وعند غيابه ينهار هيكل الحياة الزوجية.
والاحترام له أشكال متعددة لكن جوهره واحد. يستمع الزوجان لبعضهما، ويتدبران تسيير الأمور دون عيش حال الندية والتعارض، فيسقط دور الدفة ويضيع الاتجاه. فعندما يحس الزوج باحترام زوجته له، سيكون طينة في يدها تشكله كيفما تشاء. وعندما تعيش الزوجة احترام زوجها ستضحي له بما تملك وبكثير سخاء.
أما التفاهم فهو سر في تدبير أمور حياة الأسرة التي تحمل في طياتها أيام يسر وأيام عسر، وتعيش أيام فرح وأيام ألم. فالعقلان في روح التفاهم أكبر من كل منهما، لكنهما يصبحان أسوأ من أحدهما حينما يفقدان الاستعداد للتفاهم.
ويبقى التعاون خير السبل في الحياة الزوجية السعيدة. فبدونه تعيش الأسرة حالة الأعرج الذي لا يقوى على المشي الصحيح. ان نهج تبادل الاتهامات بدل التعاون هو الأسوأ سبيلاً في الحياة الزوجية. ان للتعاون في الحياة الزوجية أشكال لا تشبه الاشكال التقليدية في عالم الهندسة المادية. انه شكل آخر لا تحكمه ابعاد الطول والعرض والارتفاع.
بيد ان السكينة لا تبنيها غير الثقة المطلقة والحميمية بين الزوجين التي خص الخالق بها طبيعة البشر كذلك. فحين يسكن الزوج الى زوجته، والزوجة الى زوجها، تتفتح أسارير الحياة ويستعد الزوجان لحمل أثقالها برضا وسعادة.
وهكذا حبل المودة الذي يشد أزر أوصال العلاقة بين الزوجين، فيمسح عن جبين هذا عرق التعب، ويطيب الألم عند ذاك. انه بلسم الجرح الذي لا يلتئم دونه.
وبقي أن نعرف أنه دون التراحم بين الزوجين حيث لا تمضي الحياة دون أخطاء أو منغصات أو هفوات. فالرحمة تغسل أدران القلوب والنفوس.
لكن ما يؤلم حقاً هو أن يتحمل الأطفال حماقة الوالدين في غياب الاحترام والتفاهم والتعاون بين والديهما. فترى الحزن في عيونهم والكآبة على وجوههم وعدم الثقة في تصرفاتهم والتردد في عملهم، والتشاؤم في نفوسهم.
وعندها سيدرك الوالدان، عندما يعودان الى رشدهما والى ضميرهما، ما ارتكباه من جرائم بحق اطفالهم بسبب عناد رأي أو ركوب رأس أو عنترية متخلفة فارغة أو نزوات سخيفة أو طموحات خيالية أو محاكاة ضالة وغير واعية أو مسؤولة أو أنانية دفينة لا تدرك معنى وقيمة التضحية الأسرية.
بقيت لي جملة أخيرة:
ليس هناك من وقت يكون فيه الزمن قد مضى في علاج جرح أو تخفيف ألم!