الأطرقجي: الموسيقى لغة عالمية

الأطرقجي: الموسيقى لغة عالمية
أسطوانات سرداب البيت شكلت بذرة عشق الفن
الموصل – سامر الياس سعيد
تبرز من سيرة الفنان نبيل الاطرقجي العديد من المحطات الفنية التي بدأها مع مجموعة من أقرانه لنشر الإبداع الموسيقي في مدينة الموصل حيث ارتبط الاطرقجي في تلك المحاولات مع مطلع ثمانينات القرن المنصرم مع فنان شاب يدعى سيف شاهين حيث أسهما في إقامة حفلات موسيقية كانت تقام في إطار المحافظة أو على مسارح جامعة الموصل وأسهمت تلك الحفلات في إطلاقه ومن خلال الحفلات والمهرجانات للانطلاق في فضاء العالمية بمحاولات شهدتها الأردن عام 1994 بمشاركته مجموعة من الموسيقيين العرب والعراقيين المغتربين وعلى رأسهم الموسيقار الرائد الهام المدفعي حيث قام الاطرقجي بالعزف ضمن فرقة الفنان الرائد مما اتاح له الفرصة بالمشاركة بمهرجانات عالمية عديدة حول العالم منها مهرجان (كلاستونبري) للموسيقى العالمية الذي يقام في عاصمة الضباب لندن, ومهرجان (وماكس) في ألمانيا للاغاني الوطنية وكذلك في النمسا بمهرجانات مختلفة للمغتربين , وفي البحرين في رالي البحرين للسيارات وكانت تلك المشاركة مع المدفعي بمثابة جواز سفر فني للفنان نبيل الاطرقجي خصوصا حينما أشاد المدفعي بإمكانياته مشيرا بان فناني الموصل وموسيقيها هم أفضل من قدم للفن العراقي كما يضم سجل الفنان نبيل مشاركة في مهرجان الاغنيه العربية في عمان الذي أقيم عام 1998حيث حصل على جائزة في التوزيع الموسيقي وهو مدخل جديد ومتطور له في عالم الموسيقى الواسع. وبعد عام 2003 عاد نبيل لمدينته حيث عمل موزعا موسيقيا ومهندسا للصوت في استوديوهات المناهل مع مجموعه من الموسيقيين الشباب ونظرا للظروف التي دفعت بنبيل الى التخلي مؤقتا عن حلمه الموسيقي ليمارس نشاطه الأكاديمي ممثلا بحيازته لشهادة البكالوريوس في التربية الرياضية التي دعته ليكون مدرس الرياضة في احدى مدارس قرية قصية في الريف الموصلي وقبل مغادرته المدينة في رحلة فنية ستجمعه مع الفنان سيف شاهين التقته (الزمان) في حوار استهله بالحديث عن بداياته حيث قال في سن العاشرة من عمري كانت بداياتي مع الموسيقى وفي بيت أهلي القديم والذي كان يتميز بألوانه الفنية حيث لوحات والدي الفنان الرائد حازم الاطرقجي واسطوانات عمي الموسيقية التي عثرت عليها في سرداب بيتنا وهذه الاسطوانات ذات الطابع الغربي والكلاسيكي والجاز حيث انحصر سمعي للموسيقى فقط على هذه الأنواع ولسنوات عدة. وفي نفس الوقت شجعني والدي واشترى لي كيتار هوائي من الاسواق المحلية حيث بدأت معه علاقتي مع الموسيقى.
{ هل المحلية والتزام الفنان الموصلي مع بيئته تشكل عائقا امام مشواره نحو الوصول إلى الشهرة؟
– اعتقد من الضروري إن ينطلق الموسيقي من المحلية إلى العالمية لان الموسيقى لغة عالمية فمن الممكن إن نكلم باقي شعوب العالم بلغتهم عن طريق عرض ثقافاتنا بواسطة لغة الموسيقى.
{ هل شهدت المدينة عهدا موسيقيا اتسم بالازدهار؟
– نعم لقد مرت الموسيقى في الموصل بعهد زاهر وراقي لاسيما الموسيقى الغربية التي هي اختصاصي. وهنا أحب إن أوضح لك أمور قد تخفى على الجيل الجديد. في بداية الثمانينات كانت في الموصل فرق غربية عديدة واقصد بالفرق الغربية (الفرق التي تتكون من الآلات الغربية وتعزف الموسيقى الغربية والعربية). وكنا نحن من هذه الفرق وتكونا من سيف شاهين عازف الكيتار والمتحدث حيث كنت اعزف على الة البيز كيتار وكمال كريم عازف الساكسفون وثامر كريم عازف الكلارنيت وشامل احمد عازف الاورك ومروان صالح عازف الدرامز حيث شكلنا فريق جاز غربي يعزف في الموصل وكنا نحاكي كل الثقافات في مجتمعنا والمجتمع الغربي و كنا نقدم موسيقى لفرق غربية عالمية مثل (البيتلز والبيجيز والفس برسلي وفرانك سيناترا.. الخ) وكنا نلاقي إعجاب وانبهار كبير من الوفود الأجنبية التي كانت تزور المدينة وذلك في مدة الثمانينات فضلا على تقديمنا الأغنية العربية والكردية والاثورية المشهورة في ذلك الوقت.
{ أسهمت في العزف ضمن فرقة الفنان الهام المدفعي فماهي وجهة نظرك إزاء دمج الموسيقى العراقية مع الغربية؟
– أجد ان هذه المحاولات قد أصبحت (ستايل) وقد تجاوزت المحاولات وأصبحت حقيقة. وشخصيا فقد لمست النجاحات التي حققها الهام المدفعي من خلال الموسيقى التي قدمها للجاليات العراقية حول العالم.
ومن وجهة نظري الشخصية فان تلك المحاولات قد نجحت ويجب إن يكون للثقافة الموسيقية العراقية مبدعين وموسيقيين يقومون بنقل ثقافاتنا وموسيقانا إلى شعوب العالم حتى يتم التعريف بثقافة شعبنا وعمق حضارته.
وهذا لايتم إلا عن طريق خلق نمط جديد من الموسيقى التي تدمج العراقي بالغربي وهذا ما حققه المدفعي.
/6/2012 Issue 4217 – Date 4 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4217 التاريخ 4»6»2012
AZP20