الأسرى الإنكليز بثورة العشرين – عادل الياسري
تشكل قضية الأسرى الإنكليز في ثورة العشرين 1920إحدى المحطات المضيئة التي أبرزت البعد الإنساني والأخلاقي للثوار العراقيين. فقد اعتبر العرب الأسرى “وديعة مقدسة”، كما جاء في وثائق البرلمان البريطاني التي درستها اللجنة المكلفة بمتابعة الانتفاضة العراقية.
يؤكد الدكتور مؤيد الونداوي في كتابه العراق في تقارير الشرطة السرية أنّ دور المجاهد السيد نور السيد عزيز الياسري كان جوهريًا في حماية هؤلاء الأسرى، وأنه الرجل المقدم في قيادة الثورة، وخاصة في النجف. هذا ما شدد عليه السيد محسن أبو طبيخ أيضًا، حين وصف السيد نور بأنه القيادة العليا السياسية والعسكرية للثوار.
إنّ هذه المكانة القيادية لم تكن وليدة المصادفة، بل جاءت نتيجة موقعه الاجتماعي، وإمكاناته المالية، وحكمته السياسية. إلا أنّ ثقافة الحذف المتعمد بدأت مبكرًا، حين نشر فريق مزهر الفرعون كتابه الحقائق الناصعة، والذي وصفه أبو طبيخ نفسه بـ الحقائق الضائعة، نظرًا لتغييبه أدوار شخصيات مركزية مثل السيد نور.
لقد أثبتت ثورة العشرين أن الوطنية العراقية تأسست على قيم الفروسية والوفاء قبل السلاح، وأن معاملة الأسرى تشكل شاهدًا أخلاقيًا وسياسيًا على أصالة هذه الثورة.