الأسرة والمجتمع
المدرسة الأولى
لقد ثبت ان الاسرة لها دور عظيم في البناء وكيف لا..؟ ، وهي العنصر الاساس في بناء المجتمع والناس وقد ركز علماء الاجتماع والفلاسفة وعلماء النفس وعلماء الدين على هذا الموضوع، وكتبت العديد من البحوث والفت العديد من الكتب لان الاسرة ليس فقط تبني المجتمع بل لها دور كبير في بناء الاوطان والاقتصاد والاعمال حيث يكمن وراء ذلك كيفية انتاج افراد وزجهم في معترك الحياة ومشاركتهم في اتمام البناء من خلال الوعي والثقافة والميزات الفردية التي يمتلكوها.
ومن اجل ذلك سوف اطرح مفهوم الدين الاسلامي للاسرة وكيف يتعامل معها وسوف اركز على المرأة والطفل لانهم العنصر الاساس لبناء الاسرة، لقد بين لنا الدين الاسلامي الاسس التي تمكننا من التعامل مع هذين العنصرين الدقيقين والتي تكون البراءة جزء من سلوكهما حيث ان الله جعل المرأة بطبيعتها تملك عاطفة جياشة تسيطر على افكارها وسلوكها وخصص لها واجبات فكونها زوجة تربي اطفالها لتبني الاسرة الاسلامية فتكون هذه الاسرة وغيرها بنية المجتمع الاسلامي الكبير حيث جاءت امرأة الى الرسول (ص) فقالت له يا رسول الله ماحق الزوج على المرأة فقال ان (تطيعه ولا تعصيه ولا تخرج من بيته الا بأذنه ولا تمنعه نصفها فأن فعلت لعنها الله وملائكته). فنرى من ذلك ان الاسلام جعل على الزوجة تجاه زوجها واجبات يمكن تلخيصها في ما يأتي:-
اولا: ينبغي على الزوجة ان تطيع زوجها ولا تعصيه في اي امر لها مصلحة فيه وفيه سعادتها ما لم يكن مخالف للشريعة الاسلامية.
ثانياً: على الزوجة ان تتقيد في صرف المال في حدود رغبة زوجها واذنه لان الزوجة تعيش في كنف الزوج فليس من العدل الشراء او البيع او الهبات او الصدقات. نعم اذا كان المال ملكها كان لها التصرف فيه بحدود مشروعة، ولا يخفى اثر الزوجة الصالحة ودورها العظيم في تكوين الاسرة الصالحة المتعاطفة وفي غرس اروع الامثال والاخلاق والعقائد في الجيل الصاعد وكما لا يخفى فضل المرأة الصالحة عند الله وقربها اليه وان العمل في سبيل الزوج وطاعته يعد كالجهاد للمرأة فقد قال الامام علي (ع) (كتب الله الجهاد على الرجال والنساء الى ان قال.. جهاد المرأة ان تصبر على كل ما ترى من زوجها) وقال الرسول (ص) ما استفاد امرء مسلم فائدة بعد الاسلام افضل من زوجة مسلمة تسره اذا نظر اليها وتطيعه اذا امرها وتحفظه اذا غاب عنها في نفسه وماله، صدق رسول الله (ص) وكذلك بين الاسلام عمل المرأة في البيت وخارجه حيث كلنا ندرك بوضوح ما اولته الطبيعة بعناية الله للمرأة من مميزات جسمية وعاطفية لاجل تكوين الاسرة وبناء الجيل الجديد.
فهناك التئام عاطفي بين الجنسين الذي تكون نتيجته بذور الذرية الاولى ذلك الالتئام الذي تحدد المرأة احد ركنيه الاساسين وهناك من الحمل وساعات الولادة التي تحتاج المرأة من خلالها الى الرعاية والانسجام وان عكس ذلك قد يؤدي الى الاجهاض فتفقد البشرية فرداً كان يمكن ان يقدم لها اجل الخدمات و مثل ذلك تربية الاولاد التي هي العنصر الاهم في الاسرة وهي رسالة المرأة الكبرى التي وجدت لاجلها واعطاها الله من المميزات الجسمية والنفسية ما تستطيع به الصبر والمثابرة على مهمتها الشاقة والطويلة وهي رسالة كبيرة ومهمة وعظيمة تتحـــــمل المرأة قسطها الوافر تجاه ربها ودينها ومجتمعها ومن ناحية اخرى فهي تكون مميزة المسؤولية فتنتج افراداً صالحين بناءين يقدمون الخير للبشرية ما استطاعوا من خدمات..
اما بالنسبة للاطفال وبنائهم فيتوقف على ما يقدمه الابوان من عاطفة وحب يسود الابناء لكي تتولد لديهم نشأة نفسية صالحة وبناءة لان الاسرة هي المدرسة الاولى للفرد وبها ينال الفرد افكاره التي يحتويها في سافر ايام حياته اذن ارجو قد بات مفهوماً دور المرأة في بناء الاسرة والمهمة الملقاة على عاتقها والرسالة الجليلة تجاه زوجها واولادها لكي تكون المدرسة الاولى كجيل الغد وبناء المستقبل فتزرع في عقولهم المثل العليا وفي نفوسهم السجايا الصالحة والاخلاق الحميدة لكي تقدم للمجتمع بكل فخر افراد صالحين مؤملين لكل خير. اما عمل المرأة خارج البيت فلم نجد ما يدل على انه محرم فأن للمرأة كما للرجل من قدرة في العمل مثل اجراء المعاملات والمشاركة في الاعمال المهنية وغيرها لكن يجب ان يكون عملها ضمن نطاق واجبها ودينها حيث انها اذا استطاعت ان توفق بين العمل خارج البيت وداخله جاز لها ذلك واذا اصاب واجبها داخل البيت خلل ترتب على ذلك امور اخرى.
غيث حسن علوان – بغداد
AZPPPL