الأزياء التراثية الكردية تنشر البهجة في ربوع نوروز

الأزياء التراثية الكردية تنشر البهجة في ربوع نوروز

الموصل – سامر الياس سعيد

تسعى هاجر احمد بكل طاقتها خلال هذه الايام لاكمال طلبية من الازياء التراثية الكردية تتضمن خياطة نحو عشر فساتين  تم  الطلب منها من عدة سيدات  حيث تواصل احمد الليل بالنهار من اجل اكمال تلك الفساتين التي يستغرق اعداد الفستان الواحد منها العمل لثماني ساعات متواصلة  بالمشاركة مع شقيقاتها برواز وافين  وذلك في محلهما في منطقة كي ار  او في مدينة دهوك  وتقول هاجر ان هذا العام  يبدو مختلفا عن سابقيه بسبب اقبال الناس على الاحتفال باعياد نوروز  التي من خلالها تقام عدة طقوس من العوائل الكردية حيث يقضون يومهم  الموافق 21 اذار وما سبقه في ربوع الطبيعة مع جلب مستلزمات عديدة منها الاغصان اليابسة لايقاد النار والخيم الصغيرة للاستلقاء فيها او النوم  حيث يقصدون الاماكن المنبسطة عند سفوح الجبال ومنهم من يختار تسلق الجبال والاستقرار عند قممها لاحياء هذا اليوم الربيعي واستقبال الربيع بالثقة والبهجة ..

وتشير دلفين محمود انها تحرص على ارتداء الازياء التراثية الكردية  رغم انها  تعمل معلمة الا انها  تبقى على تواصل مع فلكلور منطقتها بارتداء تلك الملابس في اليوم المخصص لارتداء تلك الملابس وذلك في احد ايام اذار  اضافة لارتدائها في نزهة نوروز حيث تبدو منطقة سفوح الجبال  متلالئة بالالوان الزاهية التي تتركها تلك الملابس  والتي تحرص النسوة على ارتداء بناطيل فضفاضة  ملحقة في اخرها  لغرض اعطاء حرية في الحركة ..

ويقول هفال كريم  ان (سعر المتر الواحد من تلك الاقمشة التي تقبل عليها النسوة يتراوح بين 10-12 الف دينار  مضيفا بان هذا العام  يبدو الموسم جيد جدا بالمقارنة مع العامين المنصرميين والذي انعكست فيهما جائحة كورونا  لتحيق بتجارة الاقمشة خسارة كبيرة ومكلفة  وعادة ما تحتاج النسوة الى اكثر من متر لخياطة تلك الملابس  وارتدائها في يوم نوروز  والتوجه الى المناطق المنبسطة).

ويضيف كريم (بان الامر بات لايقتصر على ارتداء تلك الملابس في ايام نوروز او في ايام الاحتفال بالمناسبات كالاعراس والخطوبة  فهنالك ظاهرة باتت تشهدها مطاعم مدينة دهوك اضافة لمدينة اربيل بالعودة لاحياء الفلكلور الكردي  حينما يتم افتتاح مطاعم متخصصة بتقديم اكلات من المطبخ الكردي  ويحرص القائمين على تلك المطاعم على ارتداء الازياء الفلكلورية اضافة لتخصيص تنور طيني في بداية مدخل تلك المطاعم تشرف عليه امراة ترتدي تلك الملابس كاحياء للموروث التراثي  اضافة لتشجيع السياحة في الإقليم).

ومع ان تلك الملابس لم  يتم اخفائها فهي باقية في القرى التابعة للاقليم اضافة لحرص النساء المسنات على ارتدائها لكنها تبقى موروث محبب دائما ما يظهر في المناسبات الحميمة  والعائلية لتوطيد العلاقة بين الماضي والحاضر في مناطقة عانت الكثير من ويلات الحروب  وتسعى للنظر الى المستقبل باكثر ثقة وامان ..

ومع تزايد العوائل النازحة  التي اختارت الاستقرار في مدينتي اربيل ودهوك  فانها تتماشى مع واقع تلك المناطق  بالاقبال على ارتداء تلك الملابس مما يعزز التلاحم والتعايش وكانه لمسة من العرفان بالجميل كون تلك الاهالي احتضنت من قبل اهالي المنطقة  في احلك الاوقات  واكثرها قسوة حينما اضطرت تلك العوائل ان تلجا الى اقليم كردستان هربا من مناطقها بعد احتلالها من قبل داعش في صيف عام 2014  حيث تقول نازحة من مدينة الموصل بان (ارتدائها الزي الكردي يعتبر بمثابة كلمة شكر لاخوتها الاكراد ممن استقبلوا عائلتها  وهي تهرب من جحيم الشر الذي كان مسيطرا على مدينتها (الموصل ) في تلك الأيام) .

وتضيف سارة عبد الرزاق  ان (الزي الكردي ملفت للغاية من حيث الوانه اللامعة البراقة وكانه يندمج مع الربيع ليرسم على لوحة الحياة  نوع من رسالة الامان باستقبال هذا الشهر الذي معه تتفتح الازهار والقلوب لاستقبال  اللون الاخضر بكل ما يعنيه من السلام والاستقرار بحياة افضل).

مشاركة