الأزمة الاقتصادية
تقرير واشنطن بوست
ترجمة منتصر زاهر الخفاجي
التهديد الرئيسي للاقتصاد الامريكي آخذ بالتحول من احتمالية توقعه من الاخرين الى ما يقوم به الامريكيون بأنفسهم.
اعتدنا خلال هذه السنة وماقبلها على سماع الاقتصاديين الامريكيين وهم قلقون من تأثير تباطؤ الاقتصاد الاوربي على الولايات المتحدة، أما الآن فان المحللين الاقتصاديين يقولون ان هنالك قلقاً من تأثير ازمة مالية على الابواب تقترب سريعا بسبب سلسلة من التخفيضات في الانفاق الاتحادي وزيادة الضرائب لتكون حيز التنفيذ في بداية عام 2013 اذ ان الكونغرس وادارة اوباما لا تكف عن رمي الكرة في ساحة الاقتصاد الاوربي باعتباره التهديد الأساسي لاقتصاد الولايات المتحدة الامريكية. واوضحت مؤسسة مورغان ستانلي وهي مؤسسة تعنى بالتحليل الاقتصادي والاستثماري هذا الاسبوع ان المخاوف من الازمة المالية تكاد تطفو على الساحة الاقتصادية لتؤثر على طائفة واسعة من الصناعات اذ ان الاقتصاد يشهد بالفعل انخفاضاً في العمل والتوظيف ، والمحللون يحذرون من ان الأثر الاقتصادي المحتمل يمكن أن يضيق الخناق على الانتعاش وخصوصا خلق فرص العمل . ان النتائج قاتمة اللون ولكنها واضحه المعالم ، جملة قالها ستيفن س. فولر، أستاذ في جامعة جورج ماسون الذي كتب تقريراً جديداً كلفت به مؤسسة الطيران والفضاء الامريكية اوضح فيه بان التخفيضات في الميزانية الاتحادية والتي ستكون حيز التنفيذ في يناير»كانون الثاني قد تكلف اقتصاد البلاد أكثر من 2 مليون فرصة عمل ورفع معدل البطالة الوطني 1.5 نقطة مئوية خلال العام المقبل. واضاف فولر ان معدل البطالة يرتفع فوق 9 في المئة، ودفع الاقتصاد نحوالركود والحد من النموالمتوقع في عام 2013 بنسبة الثلثين . كان لتحذيرات هذا التقرير اصداء واسعة لدى خبراء الاقتصاد وصناع القرار الذين يحثون المشرعين على ايجاد وسيلة لوضع الدولة على طريق النمو المالي من دون عرقلة النمو على المدى القصير. وجاءت تصريحات برنانكي رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي والذي كرر فيه التحذير لصناع القرار على اتخاذ اجراءات لتجنب خفض الانفاق وزيادة الضرائب الحادة كان ذلك في جلسة استماع علق فيها على القرارات الاقتصادية لمجلس الشيوخ والتي كانت مستندة لتوقعات خبراء كبار في الاقتصاد حيث نصحهم باعادة النظر في توقعاتهم عن نموالاقتصاد الامريكي، بسبب احتمالية ازمة مالية قادمة.
ويقول اقتصاديون بان هذه هي الاجراءات الالية التي من المقرر ان تجري في نهاية السنة كزيادة في الضرائب على المرتبات ومعدلات ضريبة الدخل، فضلا عن تخفيضات كبيرة في الانفاق الداخلي والدفاع ــ من شأنه أن يدفع البلاد الى الركود.
لكن المشرعين تعهدوا بالقيام بذلك وفقا لشروطهم فقط، فهي تخلق مخاوف من مزيد من الصدامات الحزبية اذ ان الديمقراطيين يصرون على أن رفع الضرائب لزيادة الدخل المحدود؛ والجمهوريون يريدون تضمين الاثرياء في أي تجديد للتخفيضات الضريبية منذ عهد جورج دبليوبوش.
وقال برنانكي ان الطريقة الأكثر فاعلية ليقوم الكونكرس بالمساعدة في دعم الاقتصاد في الوقت الراهن هوالعمل لمواجهة التحديات المالية في البلاد على نحو يأخذ في الحسبان كلا من الحاجة الى الاستدامة طويلة الامد، وهشاشة الانتعاش، واضاف برنانكي في شهادته أمام اللجنة المصرفية في مجلس الشيوخ القيام بذلك في وقت سابق وليس في وقت لاحق من شأنه أن يساعد في تقليل الشكوك وتعزيز ثقة المواطن واسواق العمل على حد سواء . لكن برنانكي من جهته لم يعط أي مؤشر بشأن ما اذا كان مجلس الاحتياطي الاتحادي سيتخذ خطوات اضافية في محاولة لتعزيز النموفي الاجتماع المزمع عقده في وقت لاحق من هذا الشهر. وقال ان قرار البنك المركزي عن زيادة في الحافز المالي من شأنه أن يحدد على ما اذا كان يرى أن سوق العمل يتعافى أوبانه عالق في الوحل .
وأضاف برنانكي أن المخاوف من الازمة المالية، جنبا الى جنب مع المشاكل الاقتصادية الجارية في أوروبا، تعد عبئا كبيرا على النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة. واشار الى ان مكتب ميزانية الكونغرس قدر بأن الجنوح نحو حافة الازمة المالية من شأنه أن يؤدي الى اشعال فتيل ركود بداية العام المقبل حيث قال ان هذه التقديرات لا تشمل الآثار السلبية الاضافية التي قد تنجم عن عدم ثقة الجمهور بالكيفية التي سيتم بها حل هذه المسائل بعد مكاسب قوية في نهاية 2011 وخلال الاشهر الثلاثة الاولى من هذا العام، تباطأ خلق فرص العمل بصورة كبيرة، اذ ان معدل البطالة في امريكا حاليا هو8.2 في المئة، مسجلا 41 شهرا على التوالي اي أنه قد حلق فوق 8 في المئة.
ومن جهة اخرى بدأ قطاع الصناعات التحويلية في يونيو»حزيران بالتعاقد للمرة الاولى لثلاث سنوات، وفقا لبيانات خاصة صدرت هذا الشهر. كذلك، تراجعت مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة في يونيو»حزيران للشهر الثالث على التوالي وتراجع انفاق المستهلكين.
وقال بيل غروس، مؤسس شركة بيمكو لادارة الاستثمارات، على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي بأن امريكا تقترب من الركود عندما تقاس من حيث فرص العمل، ومبيعات التجزئة، والاستثمار، وأرباح الشركات .
المقال مترجم عن صحيفة الـ Washington post
/7/2012 21 Issue 4256 – Date Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4256 التاريخ 21»7»2012
AZP07
