الأتمتة العرجاء – خالد ألسلامي
لست ضد اي اجراء يدفع بنا إلى التقدم العلمي والتكنولوجي بل واتمنى ان نكون قد التحقنا بركب الدول المتطورة جدا في كل المجالات وهذا اكيد يجعل من بلادنا بأفضل الأحوال بين دول المنطقة والعالم وبلا شك قد خطونا خطوات مهمة في هذا المجال من حيث اتمتت الحكومة وجعلها شبه إلكترونية حيث صار التعامل الالكتروني شبه سائد في جميع المعاملات الحكومية مما قد يقلل كثيرا من فرص الفساد والالتفاف والتحايل على الناس من قبل بعض مرضى النفوس في عموم دوائر الدولة.
لكن تبقى الحاجة في بعض مفاصل الأتمتة الى اكتمال مقوماتها ووسائلها وخصوصا في مجال الدفع الالكتروني في جميع دوائر الدولة ومرافقها فمثل هذه العملية تحتاج إلى ثبات وتواصل في منظومات الكهرباء والانترنت لأنها من أهم اساسيات نجاح العملية فإنقطاع احدهما او كلاهما قد يعطل المُراجع ساعات طويلة بانتظار عودتها كي يدفع رسم قد لا يتجاوز الالف دينار بل وفي بعض الأحيان خمسمائة دينار كما حصل معي في إحدى دوائر النفوس التي أضطر للسفر إليها مسافة طويلة لإجراء اية معاملة تتعلق بالبطاقة الوطنية حيث تأخرت ساعات طويلة بإنتظار عودة النت لأدفع رسوم تبلغ (2500) الفين وخمسمائة دينار على ثلاث دفعات لإكمال إجراءات معاملتي مما إضطرني للعودة في اليوم الثاني قاطعا نفس المسافة ذهابا وايابا مع ما يترتب على هذا السفر من تعب ومخاطر طريق ومصاريف النقل او وقود السيارة هذا عدا اجور شحن البطاقة بالمبالغ في المكاتب الاهلية التي لا ترحم .
فمبلغ رسوم بسيط قد يكلف المراجع أضعاف أضعافه . لذا ارى أن يعود الدفع اليدوي للرسوم لأنها مبالغ قليلة لا تحتاج إلى هذه الإجراءات الاحترازية المعقدة إلى حين ضمان استقرار منظومات النت والكهرباء فلا تبقى تلك الأتمتة عرجاء وفي نفس يَسهل على المُراجع انجاز معاملته بوقت اقل خصوصا ان الدفع اليدوي او ما يسمى (الكاش) لا يحتاج إلى كهرباء ولا الى انترنيت.