استنشق النانو وعالج قلبك المتعب

روما‭ – ‬الزمان‭ : ‬طور‭ ‬فريق‭ ‬بحثي‭ ‬من‭ (‬إيطاليا‭ ‬وألمانيا‭) ‬جسيمات‭ ‬نانو‭ ‬متناهية‭ ‬الدقة‭ ‬لاستنشاقها‭ ‬بعرض‭ ‬علاج‭ ‬من‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬أمراض‭ ‬القلب،‭ ‬وفقا‭ ‬للنتائج‭ ‬المنشورة‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬يناير‭ ‬بمجلة‭ ‬‮«‬علوم‭ ‬الطب‭ ‬الانتقالي‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬تم‭ ‬تطوير‭ ‬جسيمات‭ ‬نانوية‭ ‬لتوصيل‭ ‬الأدوية‭ ‬إلى‭ ‬أجزاء‭ ‬محددة‭ ‬من‭ ‬الجسم،‭ ‬ما‭ ‬يسمح‭ ‬للعلاج‭ ‬بالاتصال‭ ‬المباشر‭ ‬مع‭ ‬المرض،‭ ‬وعادة‭ ‬ما‭ ‬تدار‭ ‬هذه‭ ‬العلاجات‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الفم‭ ‬أو‭ ‬الحقن‭ ‬في‭ ‬الوريد،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬فعالة‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬في‭ ‬توصيل‭ ‬الأدوية‭.‬

ومكن‭ ‬النهج‭ ‬العلاجي‭ ‬الجديد‭ ‬من‭ ‬استنشاق‭ ‬الجسيمات‭ ‬النانوية‭ ‬الدقيقة،‭ ‬للمساعدة‭ ‬في‭ ‬وصول‭ ‬العلاجات‭ ‬بشكل‭ ‬أسرع،‭ ‬ما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تحسين‭ ‬وظيفة‭ ‬القلب‭.‬

ونجح‭ ‬العلماء‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬جسيمات‭ ‬نانوية‭ ‬دقيقة‭ ‬من‭ ‬جزيئات‭ ‬الكالسيوم‭ ‬والفوسفات،‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬نقل‭ ‬وحمل‭ ‬الأدوية‭ ‬إلى‭ ‬أنسجة‭ ‬القلب‭ ‬بكميات‭ ‬كافية‭ ‬لضمان‭ ‬نجاح‭ ‬سير‭ ‬العلاج،‭ ‬وتعمل‭ ‬على‭ ‬استعادة‭ ‬القلب‭ ‬لنشاطه‭ ‬الكهربائي‭ ‬الطبيعي‭.‬

وأجريت‭ ‬تجربة‭ ‬هذه‭ ‬الجسيمات‭ ‬النانوية‭ ‬الدقيقة‭ ‬على‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الفئران‭ ‬في‭ ‬المعمل‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬مشكلات‭ ‬في‭ ‬وظائف‭ ‬القلب،‭ ‬خاصة‭ ‬عضلة‭ ‬القلب‭ ‬بسبب‭ ‬معاناتهم‭ ‬من‭ ‬مرض‭ ‬السكر،‭ ‬وقام‭ ‬الباحثون‭ ‬بقياس‭ ‬مستويات‭ ‬الدم‭ ‬التي‭ ‬يضخها‭ ‬البطين‭ ‬الأيسر،‭ ‬بعد‭ ‬تناول‭ ‬هذه‭ ‬العلاجات،‭ ‬ولوحظ‭ ‬تسجيل‭ ‬الفئران‭ ‬17‭ ‬نقطة‭ ‬مئوية‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬الفئران‭ ‬السليمة‭ ‬فى‭ ‬مستويات‭ ‬الدم‭ ‬الذي‭ ‬يضخه‭ ‬البطين‭ ‬الأيسر،‭ ‬وبعد‭ ‬العلاج،‭ ‬وجدوا‭ ‬أن‭ ‬القياسات‭ ‬ارتفعت‭ ‬بمعدل‭ ‬15‭ ‬نقطة‭ ‬مئوية،‭ ‬ما‭ ‬يعنى‭ ‬الاقتراب‭ ‬من‭ ‬الشفاء‭ ‬الكامل‭.‬

وبعد‭ ‬اختبار‭ ‬النتائج‭ ‬على‭ ‬القوارض،‭ ‬تم‭ ‬اختبار‭ ‬نظام‭ ‬توصيل‭ ‬العقاقير‭ ‬في‭ ‬الخنازير‭ (‬التي‭ ‬لديها‭ ‬نظام‭ ‬تنفسي‭ ‬يشبه‭ ‬البشر‭)‬،‭ ‬لمعرفة‭ ‬مدى‭ ‬سرعة‭ ‬تراكمها‭ ‬في‭ ‬أنسجة‭ ‬القلب‭ – ‬ووجدوا‭ ‬تراكم‭ ‬الدواء‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬توفيره‭ ‬بواسطة‭ ‬الجسيمات‭ ‬بمعدلات‭ ‬أسرع‭ ‬عن‭ ‬الطرق‭ ‬التقليدية،‭ ‬كما‭ ‬أفاد‭ ‬العلماء‭ ‬أن‭ ‬استنشاق‭ ‬الجسيمات‭ ‬النانوية‭ ‬لم‭ ‬يسبب‭ ‬أي‭ ‬سمية‭ ‬في‭ ‬أنسجة‭ ‬القلب‭ ‬في‭ ‬الفئران،‭ ‬وستكون‭ ‬هناك‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الدراسة‭ ‬لضمان‭ ‬نظام‭ ‬التسليم‭ ‬آمنة‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يمكن‭ ‬اختبارها‭ ‬في‭ ‬البشر‭.‬