الموصل- هدير الجبوري
أقام اتحاد الصحفيين فرع نينوى أصبوحة خاصة للاحتفاء بالقاص العراقي الموصلي ثامر معيوف في تقليد جديد لتكريم الادباء والصحفيين الذين تركوا بصمات واضحة في مسيرة الثقافة العراقية. وهذا التقليد كان ثمرة مقترح تقدم به المستشار الخاص بالاتحاد الدكتور ابراهيم العلاف بأن يصار الى تكريم المبدعين واعتماده منهجاً مستقبلياً لغرض الاحتفاء بهم بيوم خاص لكل واحد منهم واستعراض منجزه الثقافي وماقدمه طوال سنين مضت لخدمة الثقافة والادب والاعلام في مدينة الموصل الحدباء..
وتم أختيار الدكتور العلاف لإدارة مجريات الأصبوحة واستعراض شخصية القاص معيوف فتحدث عنه الدكتور العلاف قائلاً:
الصديق العزيز الاستاذ ثامر معيوف واحد من رموز الموصل في تاريخها المعاصر.. حضوره ومنذ نصف قرن على الساحتين الثقافيتين الموصلية والعراقية طاغٍ ..عرفته منذ سنين وكنت أتابعه وهو في بغداد يكتب للصحف والمجلات ، وعرفته وهو مدير العلاقات الثقافية في جامعة الموصل ، وعرفته مفتتحا لكثير من الندوات والمؤتمرات والمحاضرات العلمية، وعرفته وهو النائب الاول لاتحاد الصحفيين العراقيين فرع نينوى ، وعرفته قاصا وروائيا اتابع نتاجه ، وعرفته صاحب قلم سيال ، وعرفته انسانا صريحا شجاعا نبيلا لايخاف ان يقول كلمة الحق حين ينبغي ان تقال ، وعرفته اباً حنونا ، وعرفته رجلا دؤوبا لايكل ولايمل من العمل الجاد المفيد .
الاستاذ ثامر معيوف قاص ، وروائي ، وكاتب مع انه خريج كلية الزراعة ، وتلك ظاهرة معروفة في الادب فكم نعرف من الادباء والشعراء من هو طبيب ومهندس وكيمياوي .
كتب عنه كثيرون ، ووضع اعماله عدد من النقاد تحت مشرحتهم ، وممن كتب عنه استاذنا المرحوم الدكتورعمر الطالب في موسوعته ( موسوعة أعلام العراق في القرن العشرين ) ، وقد وجدت انه انصفه عندما ركز على اسلوبه الجميل في التعبير، فأسلوبه من السهل الممتنع .
ومما قاله عنه– ان معيوف الذي ولد في محلة عبدو خوب في الموصل سنة 1953 ، ودخل كلية الزراعة والغابات في جامعة الموصل ، وتخرج فيها مهندسا زراعيا ، يكاد يحتل مكان التقديم في كل مناسبة من مناسبات جامعة الموصل في ندواتها ومؤتمراتها وهو من أحب الادب ، وقرأ للعديد من الادباء العرب والعالميين .
واستدرج العلاف بالقول عندما كنت اعمل مدرسا في قسم التاريخ بكلية الاداب – جامعة الموصل في مطلع السبعينات من القرن الماضي انتبهت الى ثامر معيوف ، وقرأت له في مجلة ( الجامعة ) التي كانت تصدرها جامعة الموصل ، وهي مجلة ثقافية رائدة ومنذ ذلك الوقت وهو يغذ السير ويحث الخطى مع نخبة من زملاءه من الشعراء والكتاب والادباء الموصليين الذين احتضنتهم جامعة الموصل في عهد رئيسها المرحوم الاستاذ الدكتور محمد صادق المشاط والذي فتح ابواب الجامعة ، والمركز الثقافي والاجتماعي لهم ، واستفاد منهم في تحرير مجلة الجامعة واعتبرهم بين السنوات التي قضاها رئيسا للجامعة والممتدة من سنة 1970 -1977 جزءا من الجامعة وقسم منهم اكمل دراسته العليا وحصل على الدكتوراه والقسم الاخر فضل البقاء على شهادته الجامعية الاولية وكان ثامر معيوف من بين من احتضنتهم الجامعة هو وعدد من الادباء والشعراء وكتاب القصة ومنهم الدكتورة بشرى البستاني والدكتور ذنون الاطرقجي والاستاذ امجد محمد سعيد والدكتور نجمان ياسين والمرحوم الدكتور مزاحم علاوي وغيرهم .
ثامر معيوف ، يعد اليوم في العراق من كتاب القصة البارزين . كما يعد من الروائيين المعروفين حتى ان اثنتين من رواياته فازتا سنة 1985 بجائزة روايات الحرب وهما رواية ( الرجل الذي هو انا اكثر مني ) ورواية ( الجهة الخامسة ) .
ومما تتميز به هاتان الروايتان انهما نقلتا واقع الحرب العراقية – الايرانية 1980-1988 وما رافقها من مآس انسانية ، وصور ومشاهد وقد افاد في كتابة الروايتين من الموروث الشعبي والاسلوب الشعري في خلق لغة محببة يفهمها اي قارئ حتى انه كان لايمتنع عن استخدام كلمات عامية اثناء الحوار بين شخوص الروايتين وتلك ميزة تحسب له مع اخرين بإستخدامها
في سنة 1985 وهي سنة مميزة في حياته حيث كان يعمل محررا في جريدة ( القادسية ) البغدادية وفيها كان يكتب مقالاته أصدر
القصصية الموسومة ( تحولات النهر ) ، وضمت تسع قصص وكل تلك القصص دارت حول اوضاع الحرب والقتال ومن خلال هذه الاوضاع كان القاص ثامر معيوف يأخذ بتلابيب القارئ ليعود به الى أجواء الطفولة والبراءة ويستحضر مع قارئه صورة الانسان الذي يميل للحب والسلام اكثر مما يميل للحرب والعدوان .
وفي سنة 2001 يصدر روايته الثالثة وكانت بعنوان : ( أفياء في النار ) وتلك بحق قصته مع الحياة فيها تحدث عن نفسه منذ ان تخرج في كلية الزراعة ، والتحق بالخدمة العسكرية وعمل في سلك المخابرة في (قادر كرم ) وعاش الحرب الضارية التي خلقت افياء من هول مشاهدها التي حجبت نور الشمس .
ثامر معيوف هو اليوم نائب رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين – فرع نينوى ورئيس تحرير الجريدة الناطقة بلسان الاتحاد في الموصل واسمها ( نبض المدينة ) أقرأ له المقال الافتتاحي .كما اتابع طريقة واسلوب تحريره للجريدة أرى انه صحفي من الطراز الاول يعرف كل فنون الصحافة من الافتتاحية الى التحقيق الصحفي وكما عملت معه محررا في جريدتي ( فتى العراق ) و
( الحدباء ) ..
وهو ايضا من كان وراء اصدار مجلة ( مناهل جامعية ) وهي المجلة الثقافية الثانية التي اصدرتها جامعة الموصل في عهد رئيسها السابق الاستاذ الدكتور أُبي سعيد الديوه جي .
كما كان وراء اصدار عدد من النشرات والصحف الجامعية الموصلية . وثامر معيوف اليوم وقد تقاعد من جامعة الموصل لم يجلس في البيت وانما اختط له حياة ثانية فها هو مسؤول اعلام ( كلية الحدباء )وقبلها كلية النور الجامعة ..
واستكمل بعدها كل من الاديب والناقد احمد جار الله ياسين والاعلامي الاديب فارس الرحاوي والذي قدم كل منهما ورقة بحثية تناولت شخصية ثامر معيوف القاص والصحفي والاعلامي والانسان ومسيرته بشكل مفصل وبما يستحقه من حفاوة الاستذكار ..حيث تناوله الاول بالبحث عن مسيرته الادبية الطويلة ومؤلفاته المنشورة التي تم اعتماد بعضها في الدراسات البحثية لطلبة الدراسات العليا وكذلك كل ماقدمه للصحافة بصفته صحفي بصحف معروفة ورئيساً لتحرير بعض الصحف المحلية في نينوى حالياً وتغلغل في عوالم وشخصيات ورموز قصص ثامر معيوف وتوقف عندها واكد على مميزات قصصه ورواياته الفنية..
وأختتم الدكتور الرحاوي الورقة البحثية التي قدمها عن ثامر معيوف الاعلامي وتناول أوجه عديدة عنه وعن مسيرته المميزة في الاعلام في جامعة الموصل بصفته مسؤولاً للاعلام والعلاقات فيها آنذاك..
وأختتمت الأصبوحة بتكريم خاص مقدم المحتفى به ثامر معيوف أهداه له رئيس الاتحاد في نينوى حسن شكري ،ومسؤولة شؤون المراة بالاتحاد الصحفية هدير الجبوري.وقد حضر حفل التكريم عدد كبير من الصحفيين والمثقفين في نينوى ..