اجتماعات للمعارضة السورية بالقاهرة لوضع تصور أمام مؤتمر الدوحة
داود أوغلو تركيا تقترح تولي الشرع قيادة سوريا بدلاً من الأسد
القاهرة ــ الزمان
انقرة ــ ا ف ب
أكد وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو في مقابلة تلفزيونية مساء السبت ان نائب الرئيس السوري فاروق الشرع رجل عقلاني ويمكن ان يحل محل بشار الاسد على رأس حكومة انتقالية في سوريا لوقف الحرب الاهلية في البلاد.
وقال داود اوغلو لشبكة التلفزيون العامة تي ار تي ان فاروق الشرع رجل عقل وضمير ولم يشارك في المجازر في سوريا. لا احد سواه يعرف بشكل افضل النظام في سوريا . واكد الوزير التركي ان المعارضة السورية تميل الى قبول الشرع لقيادة الادارة السورية في المستقبل. وفاروق الشرع الذي يعد ابرز شخصية سنية في السلطة في سوريا، شغل منصب وزير الخارجية لاكثر من 15 عاما قبل ان يصبح نائبا للرئيس السوري في 2006. وقال داود اوغلو انه مقتنع بان نائب الرئيس السوري ما زال موجودا في سوريا.
وشهدت العلاقات بين دمشق وانقرة توترا منذ بدء الحركة الاحتجاجية في سوريا في آذار 2011، تصاعد بعد اطلاق نار سوري على بلدة تركية الاسبوع الماضي.
من جانبه كشف نجاتي طيارة عضو المجلس الوطني السوري في لـ الزمان ان القاهرة شهدت خلال الايام القادمة اجتماعات مكثفة لعدد من رموز المعارضه والتي ضمت مجلس امناء الثورة برئاسة هيثم المالح والتجمع الوطني والاصلاح والاسلاميين لوضع اللمسات النهائية لمطالب المعارضة والتي سوف تعرض على مؤتمر الدوحة الذي سوف يعقد يوم 17 اكتوبر ويضم فصائل المعارضة لاعادة تكشيل المجلس الوطني وتوحيد فصائل المعارضة في كيان واحد وتوقيت اعلان الحكومة الانتقالية ذاته اكد السفير نبيل بدر نائب رئيس الجمعية المصرية للامم المتحدة في تصريحات خاصة ان الوضع على الحدود بين سوريا وتركيا مرشح للتصعيد في المرحلة القادمة وان هدف سوريا هو ردع الجيش الحر واشعار تركيا ان سوريا لن تسكت على استمرار تركيا للجيش الحر على الجانب الاخر استبعد خبراء سياسيين وعسكريين حدوث تصعيد بين البلدين.
وفي السياق ذاته قال الدكتور ابراهيم نصر الدين استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ان قيام تركيا بشن حرب على سوريا هي مسالة شبه مستحيلة مؤكدا ان عمليات قصف الجيش التركي لاهداف سورية جاءت من باب الرد على مصادر النيران كما هو معمول به وفقا للاعراف العسكرية في العالم اثر سقوط قذيفة مورتر سورية داخل الحدود التركية
واشار نصر الدين الى ان قرار البرلمان التركي بمنح الحكومة تفويضا لاستخدام القوة لا يعني الموافقة على الدخول في حرب ضد سوريا بالاساس وانما حث الحكومة على عدم السكوت عن أي انتهاكات للحدود التركية مؤكدا انه في حالة نشوب حرب بين سوريا وتركيا فان هذا يعني دخول المنطقة في اتون حرب اقليمية تؤدي الى تفكك دول المنطقة باكملها بما فيها تركيا ذاتها نظرا لما تتمتع به من تعددية عرقية وطائفية بسبب الوجود الكبير للطائفة العلوية والاكراد بالاضافة الى المعارضة الوطنية الكارهة لوجود حزب العدالة والتنمية الحاكم في السلطة واوضح نصر الدين ان دعم الناتو لتركيا في مواجهتها مع سوريا لا يعني ان ذلك سيمنح تركيا الجراة على التهور والانجرار الى حرب مباشرة مع النظام السوري مشيرا الى ان حكومة اردوغان بدات تتراجع عن تصريحاتها النارية نظرا لانها بدات تشعر بان البساط بدا ينسحب من تحت اقدامها بسبب الازمات الاقتصادية المتكررة التي تواجهها تركيا في الفترة الاخيرة.
واكد نصر الدين ان الحالة السورية لا تدخل ضمن ثورات الربيع العربي على عكس الحال في كلا من مصر وتونس لان المعارضة حملت السلاح في وجه حكومتها المركزية مما يجعل الاحداث التي تمر بسوريا الان تدخل ضمن اعمال العنف والارهاب وليست ضمن الثورات المدنية السلمية.
واوضح نصر الدين ان الاخوان هم من يحملون السلاح في سوريا تحت المظلة الامريكية عن طريق وكلاء واشنطن في دول الخليج العربي وتركيا وهو ما يوضح الموقف المصري الداعم للمتمردين السوريين مشيرا الى ان دعم مصر ياتي بالاساس كونه دعما لجماعة الاخوان المسلمين هناك ليس دعما للثورة التركية.
واوضح انه بمجرد بدء الحرب على سوريا من أي طرف فان ذلك يعني ان ايران وحزب الله والهلال الشيعي في الدول العربية سيشتبكون دعما للنظام الاسدي وهو ما يعني تمزيق المنطقة باثرها الى دويلات ضغيرة هشة على اساس التعدديات العرقية والطائفية الموجودة فيها بشكل يجعل اسرائيل هي الدولة الاقوى بين جيرانهاتنفيذا لمخطط الشرق الاوسط الجديد التي بشرت به وزيرة الخارجية الامريكية السابقة كونداليزا رايس.
اكد اللواء محمد على بلال الخبير الاستراتيجية وقائد القوات المصرية في حرب الخليج الاولى انه يستبعد تماما فكرة اللجوء للخيار العسكري لحسم الثورة السورية مشيرا الى ان اللجوء الى مثل هذا الخيار سيؤدي الى خسائر عدة داخل جبه الثوار السوريين. فيما قارن بلال بين الوضع في ليبيا حينما لجاء حلف الناتو الى التدخل العسكري لمساندة الثوار وبين الوضع في سوريا وقال ان الوضع في ليبيا مختلف تماما عما يحدث في سوريا ففي البداية لم تستخدم الصين وروسيا حق الفيتو في مجلس الامن ضد أي قرار يدين نظام معمر القذافي على عكس وقوفهما الدائم مع نظام بشار الاسد كما ان حلف الناتو استخدم قواته الجوية لمساعدة الثوار مساعدة مباشرة ونتج عن هذا التدخل مقتل عشرات الآلاف المدنيين الليبيين ممن لقوا حتفهم بقذائف الناتو.
وحول ما يثار بان التدخل العسكري في سوريا سيكون شبيها لما حدث في حرب الخليج الاولى عندما ناصرت القوات العربية دولة الكويت في حربها مع العراق قال ان الوضع مختلف تماما ففي الحالة العراقية كانت الدول العربية تنار دولة في مواجهه دولة اخرى كما انها كانت تقف ضد الجيش العراقي لكن في الحالة السورية الامر مختلف فالمساندة ليست لدولة وانما لثوار وقد ينتج عنها ازهاق ارواح العديد من المدنيين الابرياء.
AZP02