اتصالات بين واشنطن والقاهرة لتجاوز أزمة إدخال دبابات إلى سيناء والإخوان يعدون مشروعاً لتعديل كامب ديفيد

اتصالات بين واشنطن والقاهرة لتجاوز أزمة إدخال دبابات إلى سيناء والإخوان يعدون مشروعاً لتعديل كامب ديفيد
القاهرة ــ الزمان
في الوقت الذي اكدت فيه الرئاسة المصرية عدم تلقي مصر احتجاج رسمي من اسرائيل حول ادخال مصر اسلحة ثقيلة في المنطقة ج اكد مصدر عسكري ان مصر لن تسحب الياتها العسكرية من سيناء الا بعد تحقيق نصر نهائي على بؤر الارهاب في سيناء لان استمرارها سوف يجر المنطقة الي بؤر من الحروب والعنف، وابدى المصدر استغرابه من الغضب الاسرائيلي، تجاه ادخال مصر تلك الاليات معتبرا ان ذلك يلقي علامات استفهام حول النوايا الاسرائيلية الحقيقية. واكد المصدر ان ارسال تلك الاليات كان بعلم الجانب الاسرائيلي وكشف المصدر ان مصر دخلت في مفاوضات مع اسرائيل لزيادة قواتها في سيناء باعتبار ان الظروف الحالية تحتم ذلك واضاف ان ذلك منصوص عليه في ملاحق اتفاقية كامب ديفيد .
في السياق ذاته كشفت مصادر مطلعة داخل جماعة الاخوان المسلمين ان الجماعة اعدت خطة متكاملة شارك فيها عدد من الخبراء لتغيير معاهدة كامب ديفيد وان تلك الخطة سوف يتم عرضها على الرئيس مرسي ومن المنتظر ان تكون تلك القضية على رأس الموضوعات التي سوف يناقشها الرئيس مرسي مع الادارة الامريكية اثناء زيارته لها في 23 سبتمبر .
من ناحية اخرى قلل خبراء عسكريون من جدوى مطالبة اسرائيل لمصر اخطارها بزيادة قواتها في سيناء، وأكدوا حق الجيش المصري في زيادة أعداد قواته ومعداته في سيناء، طبقًا لاتفاقية كامب ديفيد، وملحقها العسكري، مشيرين الى أن الغضب الاسرائيلي غير مبرر .وقال اللواء سامح سيف اليزل، الخبير العسكري، ان اتفاقية السلام تنص على تواجد أعداد ونوعية أسلحة محددة في المناطق، لكن هذه الأعداد غير كافية حاليًا، ولا تتناسب مع الأحداث التي تمر بها سيناء، حيث تتمركز بها بؤر ارهابية، مشيراً الى أن مصر استخدمت حقها في الاتفاقية بزيادة أعداد قواتها بعد اخطار الطرف الآخر مسبقاً. ولفت الى أن تطور الأحداث أثناء عملية نسر أدى الى اضطرار القوات المسلحة الى الاستعانة بوحدات جديدة للسيطرة على الوضع، والاسراع في التطهير.
وقال اللواء محمد قدري سعيد، الخبير الأمني ان اسرائيل في حالة ضيق شديد في الفترة الأخيرة، بسبب زيادة مصر لقواتها ومدرعاتها في المنطقة ج ، وتحرك القوات من منطقة ب من أفراد ومدرعات ، مشيرًا الى أن اسرائيل عززت قواتها في المنطقة د ، رغم أن مساحتها صغيرة، وذلك بسبب وجود تهديدات لها من الصواريخ قصيرة المدى القادمة من غزة.
وأضاف قدري أن اسرائيل تحاول الضغط على الولايات المتحدة لاقرار حوار بينها وبين مصر، قبل أن تزيد الأخيرة من قواتها في سيناء، خاصة مع تكرار زيارة وزير الدفاع الجديد الفريق عبد الفتاح السيسي للجبهة، مع حالة التردد الواضحة من غلق واعادة فتح معبر رفح الحدودي.
وأوضح قدري أن تزايد قلق اسرائيل الأكبر يتمثل في أن ايران لديها صواريخ قادرة على الوصول الى اسرائيل، بالاضافة الى تواجدها في البحر الأبيض المتوسط ودول الخليج، في ظل موافقة مصر على مرور الغواصات الايرانية في قناة السويس، مستدركًا على الرئيس المصري مناقشة مثل هذه الأمور خلال حضوره قمة عدم الانحياز بايران .
وتوقع قدري لجوء الأطراف المتنازعة لاضافة اتفاق آخر موازٍ لمعاهدة السلام الأساسية، وليس العمل على تعديلها، بسبب ما تم من جهد في سبيل اتمامه وأشار اللواء جمال مظلوم، الخبير الأمني، الى أن السيناريو المتوقع لهذه الأزمة يتمثل في مجرد اثبات اسرائيل تواجدها لمجرد تحقيق ضغط على مصر، مؤكدًا أن مهمة مصر فى المنطقة ج مشروعة وتعد رد فعل طبيعيًا لما حدث فى سيناء من استشهاد 16 ضابطاّ وجندياً على الحدود.
وقال اللواء ممدوح عطية ان من حق مصر ادخال دبابات وأسلحة ثقيلة الى سيناء، بناءً على ملحق اتفاقية السلام الذي ينص على أن لكل طرف الحق في تغيير الملحق على أساس ظروف الدولة، وسيناء مصدر خطر لمصر وتحتاج الى عملية تطهير من العناصر الاجراميه التي تسيطر عليها . في السياق ذاته انتقد محللون سياسيون وخبراء أمنيون الطلب الاسرائيلى الذى وجهه رئيس الوزراء الاسرائيلى لمصر بضرورة سحب القوات العسكرية المصرية المنتشرة حاليًا فى سيناء معتبرين أنها رسالة تهديد تعبر عن القلق والهاجس الاسرائيلى من فرض أمر واقع هناك واحباط محاولة السيطرة على سيناء. وأكد الدكتور طارق فهمى رئيس وحدة الدراسات الاسرائيلية بمركز دراسات الشرق الأوسط أن العديد من المختصين حذروا من هذا الفخ الذى قد يؤدى الى خلل أمنى كبير فى سيناء، مشيرًا الى أنه فى المراحل الأولى للثورة طلبت مصر من اسرائيل دخول قوات الى سيناء تقدر بـ800 جندى فى العملية الأولى لتمشيط سيناء.
وأكد فهمى أن اسرائيل لديها قلق وهاجس من تزايد عدد القوات المصرية فى سيناء ومن فرض سياسة الأمر الواقع هناك دون تحديد جدول زمنى لانتهاء العمليات مشيرًا الى أن مصر اعتمدت هنا على الموافقات السابقة فى ظل وجود المجلس العسكرى أما الآن فهى تعرب عن هاجس لديها بأن مصر تريد فرض الأمر الواقع فى سيناء بعد وجود رئيس مدنى وقيادة عسكرية جديدة غير واضحة بالنسبة اليها
وتوقع فهمى أن تزيد اسرائيل من حدة لهجتها تجاه مصر خلال الساعات المقبلة وأن تقول ان مصر انتهكت معاهدة كامب ديفيد وخرجت عنها.
/8/2012 Issue 4286 – Date 25 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4286 التاريخ 25»8»2012
AZP02