د. فاتح عبدالسلام
التظلّم عند جيران العراق أو أمام العالم حول شحّة مياه دجلة والفرات والانهار الاخرى النابعة من ايران لا يفيد في شيء. دول الجوار تفكر في مصالحها ولا تنتظر موافقات من أحد ، لذلك كانت تقيم السدود وتغير مجاري الانهار تبعاً لحاجات اساسية في مجالات زراعتها وصناعتها وبيئتها .
لقد اهدرنا وقتا طويلاً جرى فيه اهدار الثروة المائية من دون حسن التدبّر في الافادة منها. في سبعة عشر عاماً كان بإمكان العراق بناء ثلاثة سدود كبيرة أو متوسطة تضمن الوفرة المائية في زمن الشح . أجل، بالرغم من ضعف الحصة المائية للعراق الا ان الهدر كان كبيرا وكان بالامكان الاحتفاظ بكميات كبيرة في سدود من المفترض بناؤها في مساحات شاسعة حول دجلة والفرات.
سد الموصل أو سد حديثة أو السدود الأصغر الأخرى جميعها يرجع الى مخططات حاجة العراق في الخمسينات وحتى مطلع الثمانينات من القرن الماضي ، وها نحن نقترب من طي ربع القرن الجديد . وكان العراق يفكر في أن يكون له في كُل عقد زمني سد كبير، غير أنَّ هذا التفكير توقّف قسراً بسبب الحصار الذي فرضه العالم على العراق في التسعينات، وبسبب الحرب مطلع ٢٠٠٣ وما آلت اليه من غياب للمشاريع الاستراتيجية في ظل فساد الوزارات وهيمنة الاحزاب على ثروات العراق .
حتى أنَّ ناقوس الخطر الذي يقرع بين سنة وأخرى حول احتمالات تصدّع سد الموصل بسبب التربة الجبسية المتآكلة في قاعدته، لم يجعل الحكومات تفكر ببدائل حقيقية ، وليس ترقيعية عبر ترميم الشركة الايطالية للسد المتضعضع .
مهما كانت ظروف العراق صعبة إلا أنَّ هناك مسارات للابداع في التفكير من أجل بدائل من الممكن أن تسهم بها بعض الاستثمارات الاجنبية بشكل معقول وليس من باب الهيمنة.
متى يقام مجلس المياه والسدود الاعلى في العراق ليكون الاهتمام به مثل العناية بالنفط والغاز؟
رئيس التحرير- الطبعة الدولية
fatihabdulsalam@hotmail.com