
إيضاح من سفير جمهورية أرمينيا ببغداد
تحت عنوان (أذربيجان تشن هجوماً عسكرياً باتجاه الشمالي الشرقي لحدود أرمينيا) تلقت (الزمان) الايضاح التالي من السفير الارميني ببغداد هراتشيا بولاديان تعقيباً علي ما نشرناه بعنوان (مجلس الأمن الدولي ومنظمة التعاون الاسلامي يدعوان لوقف اعتداء أرمينيا واحترام سيادة أذربيجان) يوم السبت الماضي.
(من خلال هذا المقال نقدم الحقيقة للقراء حول الأعمال العدائية والاستفزازية الأخيرة على الحدود الأرمينية الأذربيجانية).
العمليات العسكرية التي تشنها أذربيجان على الحدود الشمالية الشرقية لأرمينيا منذ الثاني عشر من تموز (يوليو) الجاري وتزامناً مع التطورات السياسية والعسكرية في أذربيجان وخاصة في الفترة الاخيرة، ليست إلا تعبير واضح على أن الهجوم العسكري الذي بدأ في التاريخ المذكور هو استهداف عسكري جائر وذات تخطيط مسبق .
ليس خفياً أن للرئيس الأذري تطلعات إقليمية في أرمينيا، كما هو الحال بالنسبة لمنطقة (زانكيزور) في أرمينيا، حيث يزعم أنها ” أرض أذرية تقوم عليها أرمينيا الحديثة”، كما أنه في الأشهر الأخيرة عاد إلى اسلوبه العدائي في خطاباته العامة، مؤكداً لشعبه بأن أذربيجان قادرة على حل نزاع كاراباخ بالوسائل العسكرية.
لطالما لفتت أرمينيا انتباه المجتمع الدولي إلى دعاية الكراهية المعادية للأرمن التي تُطلق بتشجيع ودعم القيادة الأذرية. وان هذه الكراهية ما هي الا محاولات من قبل السلطات الاذربيجانية لتحويل انتباه راْى العالم الخارجي عن طبيعة الحكم الديكتاتوري والفساد والانتهاكات الصريحة في حقوق الانسان والقمع الواسع النطاق التي تمارسها السلطات الاذرية في بلادها. لقد وصلت الكراهية المعادية للأرمن في أذربيجان إلى مستوى شديدة الخطورة وتستغل القيادة السياسية العسكرية لأذربيجان هذه الكراهية لاشعال فتيل الاشتباكات العسكرية ليسير قدماً نحو عدوانٍ واسع النطاق، سواء على حدود أرمينيا أو على طول خط التماس. منذ أيام وأذربيجان تشن عمليات عسكرية وتقصف المناطق السكنية المدنية باتجاه مقاطعة (طافوش) في أرمينيا، وبالتحديد مدينة (بيرد) والقرى (أيكيبار) و (موفسيس) و (تشيناري) (فيرين كارميراغبيور) مستخدمة قنابل وصواريخ فتاكة وقد تسبب في تدمير المنازل السكنية والبنى التحتية المدنية.
والجدير بالذكر أن الاستهداف المتعمد للبنية التحتية المدنية والمدنيين من قبل أذربيجان ليست بالجديد، فمنذ سنوات ونحن نشهد على هذا، كما كان في حرب نيسان عام 2016 عندما تجرأ الجيش الأذري بارتكاب انتهاكات جسيمة للقانون الإنساني الدولي.
هذه العمليات ليست الا تعبير عن الحقد والكراهية والتعصب ضد الشعب الأرمني. إن السياسة العدائية هذه تستحوذ تشجيعاً رسمياً من أعلى المستويات في أذربيجان. لذا من واجب لمجتمع الدولي إدانة هذا السلوك الأذري المخزي قطعياً، وعلى القيادة العسكرية والسياسية في أذربيجان أن تتحمل المسؤولية كاملةً بهذا الصدد. إن القوات المسلحة الاذرية تنشر القواعد المدفعية في وسط المستوطنات السكنية، دون الاكتراث بأن هذا العمل يعرض سكانها المدنيين للخطر. وهذا التكتيك المخزي ليس بالجديد، فقد تم تطـــبيقه خلال حرب نيسان 2016. وهذا يثبت أن القيادة السياسية العسكرية لأذربيجان ليست مهتمة على الإطلاق بأمن وسلامة شعبها، فلا غرابة بانها لا تبالي عن أمن الشعب الأرمني في أرمينيا وأرتساخ. إن التهديد الذي وجهته وزارة الدفاع الأذرية بإطلاق صواريخ لاستهداف محطة (ميدذامور) للطاقة النووية في أرمينيا ليست إلا دليلاً على مدى اليأس الذي يلم بالقيادة العسكرية السياسية في أذربيجان. وفي نفس الوقت، التهديد بحد ذاته يعتبر جريمة ضد الإنسانية. إن العمليات التي تهدد بها وزارة الدفاع في أذربيجان تشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي بشكل عام، ولا سيما البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقية جنيف. مثل هذه التهديدات هي صورة واضحة للدولة الإرهابية، وتصريح جلي عن نوايا أذربيجان الإجرامية إلى حد الإبادة الجماعية. علاوة على ذلك، تصريحات من هذا القبيل من جانب القيادة الأذرية تعتبر بمثابة تهديد لجميع شعوب المنطقة، بما في ذلك الشعب الأذري. إن التهديدات النووية التي تتفوه بها أذربيجان، تشهد على النقص والافتقار المطلق لحس المسؤولية لهذا البلد الذي هو عضوٌ من فسيفساء المجتمع الدولي. و بالنسبة للتصريحات التي ادلت بها تركيا فهي بنظر أرمينيا تشجيع مباشر لسلوك أذربيجان، وهذا أمر غير مسؤول وغير مقبول على الإطلاق وخاصة في الوضع الحالي المتوتر.وأما فيما يتعلق بالتصريحات الأخيرة للقيادة الأذرية بشأن عملية السلام، فمن الجدير بالذكرالاشارة على ان أذربيجان تفاوضت مع كل من ارتساخ (ناغورنو كاراباخ) وجمهورية أرمينيا، ثم رفضت التفاوض مع ارتساخ. اما إذا رفضت أذربيجان التفاوض مع أرمينيا الآن، فليس من الواضح مع اي جهة ستتفاوض بشأن نزاع ناغورنو كاراباخ. وليس من الواضح اذا كانت اذربيجان ترغب في استئناف المحادثات مع ارتساخ أم لا. وقد تمت استعادة وقف إطلاق النار النسبي على الحدود الأرمينية الأذربيجانية منذ 16 يوليو. ونأمل أن يتم الحفاظ عليه).

















