
إنكسار – هدى جاسم
في علم الفيزياء تفسر الانكسارات على انها ربما تكون سقوط صخور كبيرة على الارض فتؤدي الى انكسارها ، كذلك هي انفسنا عندما تتلقى الانكسارات جراء الفقد والاحباط وغلق الابواب بوجه الطموح والحاجة الى التغيير من واقع مؤلم الى واقع اكثر اشراقا ، ووسط تلك الانكسارات يبقى هناك شعور داخلي بان بابا سيفتح لامل قادم سيضعه الله في طريقك لتكمل المشوار وربما لتكون اكثر صلابة امام تلك الصخور التي قد تنهال علينا في غفلة من الزمن ، هذا الشعور قد ياتي عن طريق باب يفتح لرزق قادم او شعور بالطمأنينة بان اليد التي صنعت كل كيانك هي اليد التي ستخرجك من ظلمات الوجع، وربما تاتي من تصرف احد الاشخاص الذي سيصنع املا بان القادم افضل وان الحياة مثلما تجلدك هي ذات الحياة التي ستربت على كتفك لتشعر بالامان .
قبل ايام وانا في خضم انشغالاتي بالانكسارات او بصناعة الفرح المزيف لي او لغيري كنت اجلس افكر بان يكون هناك وقت لي اجلس فيه احتسي قهوة لا احبها حتما او امضغ قطعة شكولاتة اعشقها في مكان هادئ لا اسمع فيه صوت احد ، لا ارى فيه احلام اخرين علي تحقيقها سواء كان بمقدرتي او خارج تلك المقدرة المادية والمعنوية ، جلست طويلا تذكرت من رحلوا ومن مرضوا ومن غادروا الى بلاد لايعرفون منها سوى انها بلاد تصنع الثلج على قلوبهم ،مررت بكل ذكريات طفولتي بثياب ليست لي ولم يسعى احد لشراء ما احب منها ، طفولة بلا حلوى او بحلوى مؤجلة ودرس يرتجف فيه جسدي من شدة البرد ، تذكرت مراهقتي التي لم اعرف ماعرفت عنها في كتب اليوم ، شبابي وهو معلق بباب خشبي عتيق ينتظر فرج راتب محدود وام تسعى لاشباع اطفالها به ، تكذرت نفسي باول الفقد واخره وشلال دموعي وهو يودع احبتي واهلي بلا موعد عودة منهم ، وهنا شعرت بان كتفي قدذابت من شدة الانكسار ووجع العودة المفقود والم طفولة لم ندركها وشباب غادر لكهولة قبل الاوان .
وسط ضجيج الانكسارات حولي جاءت حفيدتي لتقول كلمتها وتضع هديتها لي « قميص اسود « وبدون ان اعلم قالت « اشتريت لك هدية « فوجئت من تلك الطفلة التي اختصرت وجعي بامل لم اعتد عليه وطبطبة احسست وقعها في قلبي ، شعرت بفرح كبير وحلم بان الانكسار قد يتحول لطبطبة من يد صغيرة حانية تعيد لنا اشرطة حياتنا ونحن نمر فيها بلا قوة . فجأة شعرت ان الانكسار قد يصنع انسان من تجربة طويلة ويعيد له حياته التي فقد الشغف بها ويجعل من ايامه القادمة صورة لمستقبل بلا وجع لان ثمار التجربة قد تأتي من شخص لا نتوقعه لينقل لك رسالة الهية بانك لست وحدك ابدا وان العالم سيشرق مجددا ويصنع الله لك طريق فرح وضحكات بلا انقطاع « شكرا حفيدتي « صانعة الامل وان كان لي فقط .

















