إنشغلنا عن إغتيالك بخسارة البرشا – نوزاد حسن

إنشغلنا عن إغتيالك بخسارة البرشا – نوزاد حسن

هل يكفي اعتذاري كي تقبله ايها الراحل الذي اغتالته رصاصة غادرة.لكن ما قيمة الاعتذار ونحن نلهو في حفلة صاخبة كبيرة اسمها:برشلونة يخسر بثمانية اهداف. احترق الفيس بالتعليقات والصور والسخرية من انصار برشلونة.الجميع شارك في تلبية الدعوة,وهتف ضاحكا من ميسي.جو من التعصب الكروي والشماتة انتشرت في صفحات التواصل الاجتماعي.وفي المقابل كان خبر اغتيال الناشط المدني تحسين اسامة حدثا عابرا.لم يكن هناك من اشارات وتعليقات جدية توازي تعليقات هزيمة البرشا.كان خبر اغتياك عاديا جدا بالمقارنة بنكبة البرشا.فهل نحن حقا نفهم معنى حياتنا,وندرك ما نفعله.؟ شاب واب لأسرة يقتل ثم يقوم الجميع بالمشاركة في مهزلة النقد والسخرية وكأن الفريق الاسباني بخسارته اظهر كمية الغضب المكبوتة في صدور كل كارهي هذا الفريق. الموت يفقد دوره,ويتحول الى حدث عادي لا تقشعر منه ابداننا,ولا ترجف منه قلوبنا.  تابعت على عجل مواقع التواصل,كانت ادانة اغتيال تحسين اسامة قليلة,ومنحه كلمة الرحمة اقل.النس كانوا غارقين في حفلة البرشا,وكانت خمرة التشفي تصب في كؤوس كبيرة. في الواقع اظهرنا عدم مبالاة بحياتنا والا ما معنى هذا النسيان العجيب بموت ناشط في حين تتفتح شهيتنا للضحك والسخرية من فريق خسر مباراة ليست عراقية قبل كل شيء. انا اسمي هذا بانتهاك حضور الموت.البشر بارعون جدا في تجاهل موتهم وموت الاخرين.هذه فلسفة البشر في عموم الازمان.كأن خسارة البرشا تعني اكثر مما يعنيه اغتيال ناشط متحمس لقضية بلده.وهذا كما اظن هو الحقيقة الاكيدة.ذلك لأن كرة القدم تثير في الانسان في احيان كثيرة مشاعر عدائية نراها جميعا لدى المتعصبين من متابعي هذه اللعبة.

بغداد

مشاركة