
إمبراطورية غابت عنها الشمس – زياد الضاري
لايخفي على احد ان بريطانيا ذات ماضي استعماري مقيت وفاقت كل دول العالم في فرض سيطرتها على اجزاء واسعة من الكرة الارضية فكانت تسمى الامبراطورية التى لاتغيب عنها الشمس وتكاد تكون الدولة الوحيدة التى لم يطأها محتل او غازي هذة الدولة التى تحيط بها البحار من كل الجهات فرضت
عليها هذة الحقيقية الجغرافية في بناء اقوى قوة بحرية في العالم فكان اسطولها يجوب مشارق الأرض ومغاربها احتلت الكثير من بلدان العالم في افريقا واسيا وشبه الجزيزة الهندية وامتصت خيراتها من مواد اولية وذهب وفضة وبترول وكل شي ثمين وانشأت مستعمراتها وفرضت انتدابها على الدولة الخاضعة لها وسيطرت على 24 بالمئة من مساحة الكرة الارضية وكانت تمارس دور شرطي العالم ومع دخول القرن العشرين بدأت المانيا في منافسة بريطانيا وهو ماكان احد اسباب الحرب العالمية الأولى فضعفت كثيرا في هذة الحرب وفي الحرب العالمية الثانية احتلت اليابان كل المستعمرات البريطانية في جنوب شرق آسيا ورغم ان بريطانيا وحلفائها قد انتصروا في الحرب العالمية الثانية الا ان الاضرار التى لحقت بهيبة واقتصاد بريطانيا ادى انكماش هذة الامبراطورية وبفعل حركات التحرر العالمي استقلت كل البلدان التى كانت تحت الاحتلال البريطاني وتراجعت قوتها لصالح قوى عالمية اخرى هي الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي السابق وتخلت عن مناطق نفوذها في اغلب دول العالم لصالح امريكا ومع نهايه الحرب الباردة بانهيار الاتحاد السوفيتي ونشوة الانتصار التى سادت الغرب اخذت بريطانيا تفكر بجدية بالعودة بقوة الى المشهد العالمي خصوصا بعد توحيد المانيا التى ترى فيها بريطانيا عدوها ومنافسها الاول في اوربا لذا استمرت الشراكة الاستراتيجية بين بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية وخاضوا حروبا عديدة معا كالحرب على العراق وافغانستان وكذالك الحرب على الارهاب وبسبب عدم قدرة امريكا على إدارة الشؤون العالمية بمفردها وبسبب اخفاق وفشل السياسة الامريكية في عدة مناطق في العالم منحت امريكا بشكل سري بريطانيا في ممارسة دورها العالمي من اجل استمرار الهيمنة الأمريكية على العالم ومنع ظهور قوى عالمية منافسة كالصين وروسيا لذا اخذت بريطانيا بالقيام بالدور العالمي على نحو ناعم وهي صاحبة الخبرة الكبيرة في بذر شقوق التفرقة وصنع الحروب بين الدول وداخل الشعوب المستهدفة لذا فأنها موجودة في كل الاحداث والمتغيرات العالمية والاقليمية وبكل قوة ولكن بشكل غير علني ويتحرك رجالها بسرية تامة لحسم الكثير من الملفات فهل تعود ببريطانيا من جديد وتصبح الامبراطورية التى لاتغيب عنها الشمس بعد ان غابت عنها عقود من الزمن.



















