إلى أين تتجه عربة آشور بانيبال؟

إلى أين تتجه عربة آشور بانيبال؟
عبد الجبار الجبوري
هناك..
على تلة في مراقي الليل البعيد..
يجلس المرابون والدراويش وضاربو الدفوف والصنوج..
والطبول..
تنهض البيوت من رمادها ..
الجديد..
وتطلق الصهيل السرمدي ..
من فم النشيد..
الرقيم يفيض بالضوء والغبار..
عربات اشوربانيبال تتجه نحو..
نينوى..
محملة بالفضة والرماح والبخور..
وبعض ألواح المطر…
آلهة تتسربل بأناجيل..
الشمس..
معابدها انطفأت منذ أن غزا الظلام مدن ..
الكلام..
وحاصر الجراد أوروك وبابل ..
وتل قوينجق..
غرق موكب الملوك في ..
نهر الكومل..
وسقطت غيمة الضحى على أسوار..
بغداد..
هذه ليست بغداد التي ..
تلتحف الظلام..
إنها زريبة ومبغى ..
للزنا واللواط والخمر والفساد..
أهذه بغداد ..؟
لا…
ليست هذه بغداد..
فهذه خيل كسرى..
تدنس ارض البلاد..
إنها أتربة العصور..
فأين رستم واردشير وانو شروان ..
وكسرى المرزبان؟.
هنا بابل وسومر وأكد..
إنها مجد أمة..
ومجد بلد..
تفر آلهة الماء نحو هزار مرد ..
ونيسابور وسمرقند وبخارى..
وتستوي سفينة نوح على سفح..
سنجار..
فينهض اوروكاجينا واوتوحيكال على..
وقع دفوف جلال الدين الرومي..
ويبدأ طوفان نينوى..
أرى على تل التوبة عربة اشوربانيبال ..
تطلق رماحا نحو الشرق..
فتصعد هلاهيل انليل وانو ..
وآيتانا وعشتار..
ويكتب على مدونة من حجر ..
الليل..
رقيما آخر للموت..
مر الموت من ها هنا..
كان شلمنصر يرسم فاتحة الرماد ..
الأخير..
ويدق نواقيس الذكرى..
في نعش البلوى..
وخلفه تسير المواكب الحزينة..
أقدام الغزاة مرت من هنا..
والآلهة الحيرى..
خلف أسوار أوروك يشربون نخب الهزيمة..
من أيقظ الرعاة في شهقة الفجر..
وحطم كؤوس الخراب..
هاهم ندماء بريمر وزلماي خليل زادة ..
وبترايوس وحسنة ملص..
على منصة العار..
يلقون خطاباتهم ويرحلون..
كما تحت جنح الظلام ترحل الغيوم..
لا شمس تضيء ..
ولا قمر من فلك الازرار يجيء..
الآن توقف الكلام..
وافلت نجمة على تخوم بابل.. وتساقط المطرالاسود على..
بوابات دمشق..
وقرة سراي وقنسرين…
وفاضت أودية حمرين بالدماء..
مازلت الحرب مشتعلة بين علي بن أبي طالب ..
ومعاوية ابن أبي سفيان…
بين الحجاج وأهل البصرة..
بين العرب وقرامطة فارس..
بين العرب ويهود أورشليم
بين الزط والخوارج في بطاح واسط..
بين الليل والنهار..
بين أبي وأمي
بيني وبين زوجتي التي شبعت موتا منذ آلاف السنين..
بيني وبيني…
إنها لعبة الزمان..
يخرج من بين الصخر إنسان .
توقف الكلام ..
ولم تعد عصافير النار تشدو للظلام..
فبأي سورة أرتل نشيد..
المجانين..
واطوي صفحة الماء على هذا..
البلد الحزين؟.
وبيني وبين صمتي ..
دهر لا يخون…
AZP09

مشاركة